رأي ومقالات

أحمد الجبراوى: مجزرة مسلمي نيوزلندا

مدخل
نيوزيلندا هي دولة جزرية تقع في جنوب غرب المحيط الهادئ وتتألّف من جزيرتين رئيسيتين ومجموعة من الجزر الصغيرة عددها حوالي (600) جزيرة أبرزها جزيرة ستيوارت وجزر تشاتام. الاسم الأصلي لنيوزيلندا بلغة الماوري هو أوتياروا والتي تعني أرض السحابة البيضاء الطويلة. تضم نيوزيلندا أيضاً جزر كوك ونييوي وتوكلو وغيرها عدد السكان: (4.794) مليون والديانة للسكان للاصليين متأثرة بالمسلمين الاندونيسيين الذين كانت تحملهم للقوارب الأندونيسية المعروفة ببراوس من مدينة ماكاسار المزدهرة بحثا عن سمك خيار البحر ولهذا يسجدون كسجود المسلمين ويستقبلون قبلتهم ثم لما جاء المستعمر البريطانى نشر الديانة النصرانية والتى شملت (٦٠%) من السكان ثم تضاءل العدد إلى (٥٠%) اما نسبة معتنقي الاسلام في نيوزيلندا وهم فى تزايد ويبلغ عددهم من جملة السكان اقل من (٢%) وبدا الانتشار الاسلامى منذ منتصف القرن الماضى بهجرات هندية واندونيسية وعربية وغيرها
الحادثة:
‏قام الحاقد تارانت المسلح و بملابس عسكريه بإطلاق النار على المصلين داخل مسجدين فى ‎نيوزلندا حيث قام وبدم بارد بتثبيت الكاميرا على السلاح ونقله مباشر في موقعه على الفيسبوك وبلغ عدد القتلى حوالى (٥٠) شخصا وأكثر من (20) مصابا ومكتوب على السلاح اسماء ممجدة لديه وقد قامت بمجموعة من الاغتيالات ضد مسلمين واطفال.
لماذا يخافون الإسلام ؟:
لا شكّ في أنّ هذا الإجرام الإرهابيّ البشع هو ثمرة مرّة للشحن الإعلاميّ الذي لم ينقطع تجاه الإسلام والمسلمين من كل اتجاه والمتجدد على مر الازمان والدهور والاماكن والاشخاص
وكراهية هؤلاء للاسلام قديمة تتجدد بأشكال متعددة قال تعالى: ” هذان خصمان اختصموا في ربهم” وقال “ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ”
• قال الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون : ( إن الإسلام والغرب متضادان وإن الإسلام سوف يصبح قوة جيبوليتيكية متطرفة وإنه مع التزايد السكان و الإمكانات المادية المتاحة سوف يشكل المسلمون مخاطر كبيرة … وإنهم يوحدون صفوفهم للقيام بثورة ضد الغرب … وسوف يضطر الغرب إلى أن يتوحد مع موسكو ؛ ليواجه الخطر العدائي للعالم الإسلاميّ ) .
وقال دانييل بايبس : ( أعتقد أن ما كانت عليه النازيّة والفاشيّة في الحرب العالمية الثانية ، وما كانت عليه الماركسية اللينينية في الحرب الباردة يشبهان ما عليه الإسلام المتشدّد بالنسبة لهذه الحرب ) .
وقال دانييل بايبس : ( تزايد السكان المسلمين في الولايات المتحدة وفرنسا وهولندا وأماكن أخرى حول العالم يشكل خطراً على اليهود ) فإذا كان هذا كلام القادة السياسيين والمفكرين فلا شك في أنه سوف يلقى صدى عدائياً من الجماهير التي تجهل حقيقة الدين الحنيف وأهله.

الدروس والعبر

أولا : أسأل الله أن يرحم مَنْ قضى نحبه في صلاة الجمعة اليوم بنيوزيلندا ، وأن يتقبلهم شهداء ، وأن يرفع منزلتهم في عليين ، كما أسأله أن يشفي الجرحى ، وأن يجبر مصاب أسرهم جميعاً.
كما لا يصحّ أن يتوانى عاقل في العالم عن إدانة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي لا دافع له سوى الحقد الشديد على الإسلام وأهله.
ثانيا: البلاء متجدد مع المسلم فى دينه ومقدساته و نفسه وماله وولده ومقدراته بلاء وتمحيصا ومغفرة وتكفيرا للذنوب وثوابا ورفعة للدرجات وغيرها من المعانى قال تعالى: “وليمحص الله الذين امنوا ويمحق للكافرين ” وقال : “ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين” ونظائر هذا فى القرأن كثير ومعلوم.
ثالثا: الحادثة ستكون فتحا كبيرا للاسلام فى المنطقة تعاطفا من المسلمين مع بعضهم تعاطفا من غيرهم مع ديننا الحنيف قراءة وفهما وحوارا مما يبشر بانتشار للاسلام فى نيوزلندا وسيتضاعف عدد المهتدين للإسلام باذن الهادى الكريم.
رابعا: ينبغى على امة الاسلام أن تراجع نفسها فلا يزال اعداؤها ينظرون اليها على انها خصم وعدو مما يعنى معه والحالة هذه أنه علينا أن نستمسك بعرى الدين ونستعصم بحبل الله المتين وأن تسعى الأمة جهدها لتوحيد صفها مبتعدة عن التخاصم والتناحر .
خامسا: اهمية الإنتباه للاقليات المسلمة فى دول العالم والتى تعانى من الاضطهاد والقتل والتعذيب والتشريد والقسر على التخلى من الدين ودعمهم ماديا ومعنويا وبالمواقف القوية عبر اليات المنظومات الاممية. كما لابد من ايلاء أهمية لاخواننا مسلمى نيوزلندا بمعرفة احتياجاتهم فمعظمهم عمالة فقيرة يحتاجون إلى التعليم والاسناد والمؤازرة.
سادسا: يحب على المسلم أن ينظر إلى المنحة بين طيات المحنة فمهما إدلهم الخطب وعظم المصاب إلا أن عطايا المولى لعباده متزايدة فسيبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار كما جاء فى الآثار وتزداد أفواج التائبين من المسلمين وستتزايد مواكب الهداية والمهتدين.
تقبل الله القتلى شهداء وشفى الجرحى.
والحمدلله رب العالمين

بقلم/ أحمد الجبراوى

تعليق واحد