منوعات

“أخوات للإيجار” في اليابان لإخراج الشبان من العزلة

تعاني اليابان من مشكلة تتعلق بمئات الآلاف من الشباب الذين يحبسون أنفسهم في غرفهم، وفي بعض الحالات لا يخرجون منها لعقود كاملة.

ويعرف هؤلاء بـ”كيكوموري” وهم الأشخاص المنعزلون تماماً عن المجتمع، وفي وثائقي بثته “بي بي سي” يقول أحد هؤلاء: “لم أكن سعيداً، كنت أبكي كل يوم، وألوم والدي، كنت أشعر بالضياع الكلي”.

فيما يقول آخر: “كنت غاضبا من نفسي، غاضبا من المجتمع، ولا شيء أستطيع فعله”.

لا يوجد تشخيص طبي واضح لتلك الحالة، ولا منهج معين لعلاجها، حيث إن بعض هؤلاء الشباب يتصرفون بطريقة عدائية وقد يعتدون بالضرب على أفراد أسرتهم.

ظهرت طريقة يبدو أنها تجدي بعض النفع معهم، وهي “الأخت المستأجرة”، وهن مجموعة من النساء اليابانيات اللواتي يتقاضين أجراً مقابل مساعدة الشباب المنعزلين للخروج من غرفهم والعودة إلى المجتمع.

وتقول الإحصاءات إن مليون ونصف مليون شخص في اليابان يعانون من الـ”كيكوموري”، معظمهم من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاماً.

والكثير من العائلات تحاول إخفاء إصابة أبنائها بتلك الحالة، خوفاً من نظرة المجتمع.

بدأت فكرة “الأخت المستأجرة” مع جمعية تدعى “نيو ستارت”، والنساء العاملات في هذا المجال لا يملكن أية خبرات أو كفاءات محددة، وتتقاضى الواحدة منهن 100 ألف ين، حوالي 900 دولار، شهرياً مقابل زيارة الشخص لمدة ساعة كل أسبوع.

وتقول إحدى السيدات العاملات في هذا المجال إنها لا تتبع تقنية معينة، فقط تحاول التواصل معهم في مستواهم.

آياكو سيدة يابانية عملت كأخت لأكثر من عقد، وقالت إن الأمر يستغرق بين 6 شهور وسنتين لبناء الثقة مع الشخص المنعزل والبدء بالتعافي.

وتحدث الشاب الذي تعمل معه عن حالته، حيث كان يتعرض للتنمر في المدرسة بسبب نعومة صوته وصداقته مع البنات في الصف، وعندما دخل في حالة العزلة كان يمضي الليل ويلعب الفيديو، وينام حتى منتصف النهار.

تبدو الأسباب التي تدفع بالشباب للدخول في حالة “كيكوموري” معقدة، قد تكون التنمر أو التعرض لحوادث مؤلمة، أو الاكتئاب، أو الضغط الكبير من قبل الأهل، أو حتى الفشل في العمل أو الدراسة، فكل حالة مختلفة عن الأخرى.

العربي الجديد