تحقيقات وتقارير

استئناف الدراسة بالجامعات .. حالة انتظار ..!!

احتبست أنفاس الشعب السوداني في انتظار قرارات رئيس الجهورية التي أصدرها الجمعة، لتخرج النتيجة النهائية بإعلان حالة الطوارئ بالبلاد والتي تمس بشكل مباشر النواحي الأمنية والاقتصادية ومنعاً لتفلتات الشباب المحتجين وتفادي خلق الفوضى والشغب، وهناك جانب مهم تشوبه الضبابية في تحديد المصير ألا وهو تعليق الدراسة بالجامعات وتوقيف مستقبل الطلاب الذين ظلوا لقرابة الشهرين في حالة انتظار قرار الاستئناف، ولكن بإعلان الطوارئ يزداد الأمر تعقيداً ويظل استئناف الدراسة في رحم الغيب . لنجد أن هناك تضارباً في التوقعات ما بين الاتحاد وأساتذة الجامعات منهم من يقول آن الأوان، وبعضهم يقول تأزم الأمر. (الانتباهة)، وقفت لتوجه مجهرها على الساحة وتخرج بالكثير من التوقعات من قبل الجهات القائمة على الأمر .

أوضاع الطلاب
وقفت (الانتباهة) بعد ان تم اعلان حالة الطوارئ في البلاد مع عدد من الطلاب واولياء الامور لمعرفة آرائهم التي تعتبر هي الفيصل لكافة الجهات المختصة. وقال الطالب يوسف لـ(الانتباهة) نتوقع ونأمل ان يتم استئناف الدراسة بالجامعات ويكفى ما اهدرنا من وقت، وقال ان جميع طلاب دفعته مصابون بحالة من الإحباط وعلق قائلاً: لا شأن لنا بالسياسة وكل هدفنا هو تكملة المرحلة الجامعية لنبدأ في تأسيس حياتنا. اما الطالبة رانيا تقول لـ(الانتباهة) بعد ان تم اعلان الطوارئ يفترض ان يكون هناك أمن في البلاد وعليه يتم استئناف الدراسة ولفتت الى ان قرار تعليق الجامعات اضر بها ونظيراتها كثيراً، ودعت الجهات القائمة على الامر ان تحسم هذه المشكلة في اقرب وقت . بينما يقترح الطالب محمود استئناف الدراسة على ان توضع شروط للطلاب بعدم ممارسة السياسة داخل الحرم الجامعي، فالكثير من نظرائه بالدفعة يقطنـون خـارج العاصمة وقال ان تأجيل الدراسة يضر كثيراً بهم واسرهم .

مؤشرات للاستئناف
ويقول رئيس اتحاد الطلاب عمار علاء الدين، ان تعليق الدراسة بالجامعات اضر بعدد كبير من الطلاب لكن الضرورة تفرض ذلك ولا حل اخر لنا ولفت علاء الدين في حديثه لـ(الانتباهة) ان الوضع الامني استقر باعلان حالة الطوارئ واعتبر ان كل ما استدعى تعليق الدراسة قد زال وتوقع ان يتم استئناف الدراسة بمطلع شهر مارس القادم بكافة جامعات البلاد الحكومية والاهلية والخاصة، وقال ان بعض الجامعات استأنفت الدراسة تدريجياً بالدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) ، ودعا علاءالدين الطلاب الى ضرورة الوعي بمستقبلهم والابتعاد عن كل ما يعيق مواصلة مسيرتهم التعليمية، واشار الى ان هناك جهات تستغل الطلاب وتزج بهم في الاحتجاجات .

إطلاق سراح المعتقلين
الكل يعرف مشاركة الطلاب الفاعلة في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ 19 ديسمبر العام المنصرم، ما اسفر وقوع عدد من الضحايا منهم من استشهد وبعضهم من اصيب باصابات متفاوتة واخرون تم اعتقالهم بواسطة الامن. ليقود اتحاد الطلاب مبادرة لاطلاق سراح الطلاب وقال رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين، عمار علاء الدين لـ(الانتباهة) بموجب مبادرة الاتحاد أطلقت السلطات الامنية سراح عدد من الطلاب الموقوفين على خلفية الاحتجاجات، فيما يتوقع أن يتم إطلاق سراح بقية الطلاب المحتجزين خلال الايام المقبلة.وأكد استمرار جهودهم لإطلاق سراح بقية الطلاب وأوضح أن السلطات استجابت لمبادرة الاتحاد بإطلاق سراح الطلاب المحتجزين مشيراً الى تجاوب السلطات على رأسها مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق اول صلاح قوش.
ولفت الى ان اخلاء سبيل الطلاب المحتجزين سيسهم بشكل كبير في تهيئة البيئة لاستئناف الدراسة الجامعية بعد انحسار الاحتجاجات وانتفاء أسباب تعطيلها، ونوه لاستمرار مساعيهم الرامية لإحداث الاستقرار الاكاديمي وأشار إلى أن هناك بعض الكليات استقرت وعاودت الدراسة وأعلن استمرار الحوار الطلابي بغية الوصول لمشتركات يتفق عليها بين جميع مكونات المجتمع الطلابي .

استغلال الطلاب
وجدد رئيس الاتحاد علاء الدين المطالبة بعدم استغلال الطلاب والزج بهم في اتون المعارك السياسية بين جميع الاحزاب، وشدد على ضرورة تقبل الرأي الآخر والعمل سوياً من أجل تنقية الساحة الطلابية من كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تعطيل الدراسة مجدداً . و كشف علاء الدين عن استمرار جهود الاتحاد في برامج الإسناد الأكاديمي لطلاب الشهادة السودانية التي انطلقت بالخرطوم والولايات خلال الفترة الماضية من أجل توفير البيئة المثلى للطلاب الممتحنين .

بر الأمان
وعقب خطاب رئيس الجمهورية عمر البشير باعلان حالة الطوارئ، نجد ان اتحاد الطلاب رحب بالقرارات الرئاسية واصدر بياناً يخاطب فيه كافة طلاب الجامعات بمختلف الولايات، وتضمن الخطاب الممهور بتوقيع رئيس اتحاد الطلاب السودانيين عمار علاء الدين، ضرورة تضافر الجهود وتكاتف كل مكونات المجتمع والجلوس في طاولة الحوار للعبور بها الى بر الأمان في ما تشهده البلاد من تحول سياسي واقتصادي . كما رحب البيان بخطاب رئيس الجمهورية عمر البشير للشعب وتعهده بأن يكون العدل والقانون هو أساس الحكم ودعوته لقوى المعارضة وحملة السلاح بالانخراط والتشاور حول قضايا الراهن والمستقبل، والاهتمام بقضايا الشباب واشراكهم في البناء الوطني بجانب تكليف فريق عمل بكفاءات وطنية مقتدرة للخروج بالبلاد من الأوضاع التي تشهدها.
وأكد رئيس اتحاد الطلاب على ان تكون القرارات مخرجاً وعبور التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة.

لا للتجميد
وتجدد عميدة كلية علوم الاتصال بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، د. نهى حسب الرسول حديثها لـ(الانتباهة) باهمية التشاور والحوار مع الطلاب وتضع حلولاً ترضي كافة الاطراف وقالت ان الحوار بين ادارة الجامعات والطلاب واولياء امورهم هو الحل الذي يضمن مواصلة الدراسة بشكل مستقر وبعيداً عن التفلتات. وقالت ان عدداً كبيراً من طلاب كليتها ابدوا رغبتهم في استئناف الدراسة ورفضهم التام للتجميد وتابعت يفترض ان يتم استئناف الدراسة تدريجياً بداية بالدراسات العليا ثم تليها (البكلاريوس والدبلومات) مشددة على عدم الإقدام على خطوة التجميد وتفادي ما يصاحبها من خسائر مادية ومعنوية .

تأجيج النيران
وبالرجوع الى اساتذة الجامعات باعتبارهم الاقرب في تقييم الموقف اتصلت (الانتباهة) بالاستاذ الجامعي بكلية علوم اتصال عبدالمولى موسى الذي اشار في حديثه لـ(الانتباهة) ان الوضع الراهن وعقب اعلان حالة الطوارئ لا يمكن ان يكون هناك اتجاه لاستئناف الدراسة، واضاف انه لا يتوقع ان اي مسؤول يتحمل هذا القرار الذي سيؤجج النيران اكثر مما هي علية وقال موسى ان المجريات السياسية والامنية لا تشير الى ان الوضع يسمح بالدراسة خاصة وان الطلاب لا يزالون يتدافعون بالشوارع، واضاف ان الوقت غير صالح لانبات شيء ما لم تنفرج الازمة ويجد النظام الحاكم الحوار المرضي للحراك الثوري، مما يحقق الاستقرار والامن للبلاد وتابع موسى حديثه لـ(الانتباهة) وقال ان الرؤية ضبابية مما لا يسمح لجهات ذات صلة ان تتخذ القرار الحاسم بصدد استئناف الدراسة، مؤكداً ان اعلان حالة الطوارئ وضع البلاد في ازمة اكثر مما كانت. واشار الى ان استئناف الدراسة بالجامعات سيدخل اولياء الامور في حالة قلق على ابنائهم وتوقع عدم استجابة الكثير من الطلاب لقرار الاستئناف .

توقف الدراسة
ويقول وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ـ تم إعفاؤه- الصادق المهدي، إن الأزمة الأخيرة والاحتجاجات الشعبية التي شهدتها العاصمة وبعض الولايات، هي احتجاجات سلمية نتيجة الأزمة الاقتصادية، مشيراً إلى وجود 36 جامعة حكومية توقفت الدراسة بها حفاظاً على الطلاب. وقال خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة، على هامش فاتحة أعمال الملتقى الأول للجامعات المصرية والسودانية، في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، إن السودان به 36 جامعة حكومية توقفت بها الدراسة حفاظاً على سلامة الطلاب. وزاد “وزارة التعليم العالي ومن منطلق مسؤولياتها وحفاظاً على سلامة الطلاب تم تعليق الدراسة بالجامعات، لكونها بيئة خصبة لانطلاق تلك المظاهرات والاحتجاجات”.

وأشار إلى وجود نحو (104) جامعات وكليات خاصة بها عدد من الطلاب الأجانب، من بينهم طلاب مصريون، مؤكداً انتظام الدراسة في حوالي 80% من الجامعات والكليات الخاصة.
وأضاف “ما حدث احتجاجات سلمية بسبب الأوضاع الاقتصادية وهذا أمر طبيعي”، مشيراً إلى أن تلك الاحتجاجات في طريقها إلى الانحسار بعد تحسن الأوضاع التي كانت مسببة لها.

نجلاء عباس
صحيفة الإنتباهة

تعليق واحد

  1. فتح الجامعات الآن نحن ما في صالحنا كأولياء أمور … حفاظا على سلامة أولادنا وبناتنا …

    الرازي فتحت كتلو منها واحد وقفلت … ومأمون حميده فتحت دخلوا عليهم الجماعة .. إتو فهمتوني .. وهسع قفلت وبقينا في تحقيقات … ودا بيان بالعمل لفتح الجامعات من عدمه

    في طلبة طالبات خارج العاصمة وبعض منهم خارج السودان الجية والرجعة في تلتلة في ظل هذه الظروف الغير مستقرة … وكمان عندنا بنات نخاف عليهن لو المسألة جاطت

    خلو الأمور تهدأ وتستقر شوية …. ولي رمضان يفرجها رب العالمين