حل الحكومة أم حال الحكومة؟
حال الحكومة و ليس حلها هو ما ينبغي أن يكون الشغل الشاغل للرئيس ..فلو كانت هناك ضرورة لحلها فتكون بسبب الحال ..فما حالها ..؟هو السؤال المهم ..و ليس المهم حلها ..
*و السؤال حول حلها جاء باجتهاد من وكالة الأناضول مطروحا على أحد أعضاء حزب المؤتمر الوطني..في أجواء التظاهرات..ومعلوم أن حسني مبارك في أجواء ثورة 25يناير لجأ إلى تغيير الحكومة ..
*لكن السودان يختلف جدا ..فتغيير الحال فيه أهم من تغيير الحكومة ..وقد ظل الرئيس البشير يغير حال حكومته لصالح الاستقرار في الجنوب ودارفور والمنطقتين دون أن يحلها ..تتغير فقط التشكيلة ..ولكن لماذا لا يكون تغيير الحال الآن للحكومة لصالح الاستقرار السياسي والتنظيمي للمؤتمر الوطني حتى تتوقف موجات التظاهرات التي تدخل شهرها الثاني..،
*ألا تريد الحكومة أن تسد طريق الاستقطاب اليساري والأجندة اليسارية أمام بعض المندسين في التظاهرات والاحتجاجات..؟ فعليها أن تغير الحال ..فهو أجدى من حلها و من أن تظل تتحدث عن مندسين تصورهم بالفيديو لتقدمهم للمحاكمات وتقضي المحكمة العليا ببراءتهم كما حدث لحالة مؤخرا .. ونستأنف السؤال : من القاتل إذن لو لم يكن من برأته المحكمة العليا..؟
*وكل هذا بعد سقوط الضحايا من المحتجين في التظاهرات السلمية .. ومفترض كان أن تحميهم الشرطة بالمنطق الجنائي الذي يقول بمنع الجريمة قبل وقوعها ..لكن الآن مرافقة وكلاء النيابة للشرطة في مراقبة التظاهرات جاءت متأخرة..
*تغيير الحال الذي يغني عن كل هذا يبدأ بأن تبحث الحكومة _ حتى نكون هنا واقعيين _عن بدائل .. ولو في الخارج .. لما هو مورط لها من ناحية الالتزامات بصرف أموال خارج الموازنة..
*تغيير الحال هو أن تنتبه الحكومة السودانية أولا إلى أسباب رفض وزارة التنمية الدولية البريطانية تقديم مساعدات مالية إلى السودان..هل تعلمون ما هي الأسباب ..؟
*السبب الأول هو أن البلاد فيها سعر صرف رسمي ( تخفيضي )يتيح الفرصة للمضاربات الحكومية في العملة ..و المفترض والطبيعي ألا يكون ..
*السبب الثاني هو أن الحكومة لا تعتمد نظام الخزانة الواحدة للمال العام ..فهي تجنبه عبر مؤسسات مسجلة باسمها تقدم للجمهور خدمات مختلفة بموازاة مؤسسات الخدمة المدنية والقطاع الخاص .. خدمات تأمينية و مصرفية وتعليمية وعلاجية واتصالاتية ونقلية ..
*وأموالها لا تدخل الموازنة ..لذلك ينفلت عرض السيولة ..ويترتب على ذلك تراجع العملة ..ثم غلاء ..ثم احتجاجات ثم مندسون ..ثم ضحايا ..ثم سمعة سيئة على المستوى الدولي ..ثم اصطياد دولي في الماء العكر ..
*والسبب الثالث غير المعلن هو تعيين رئيس للحكومة ( رئيس وزراء )دون انتخاب ..والأفضل انتخابه دون طرح البشير للانتخابات حتى تتخلص الحركة الإسلامية من تهمة التزوير وتشويه السمعة بها مع هذا الحال المعزز لها. . و ذلك على طريقة بريطانيا نفسها والأردن والمغرب وماليزيا وإثيوبيا ودول الكيان اليهودي في فلسطين .
غدا نلتقي بإذن الله ..
خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة