أحدهم استفاد منه في (حفر ساس) منزله .. (الحرامي) .. مواقف وطرائف مع المُواطنين!
(2)
هُنالك عَدَدٌ من الطرائف التي تُصاحب تلك الزيارات الليلية وارتبطت في أذهان الكثير من الأُسر التي يُداهم اللصوص مَنازلها ليلاً، تتمثّل في مَواقف غير مُتوقّعة للص وصاحب المنزل.. وعن هذا تقول الحاجة عائشة الطاهر حامد: (كان الفصل شتاءً وكنا نايمين في الغُرفة أنا وبناتي، لكن ما عارفة كيف دخل الحرامي الغرفة وفتح الدولاب وسرق قروش الصندوق بتاعة نسوان الحي وكان مبلغاً كبيراً وفي نفس اليوم مشى سرق من جارتي صاحبة “الصّرفة” التلفون الجديد اللي اشترتو مني بالأقساط قبل يومٍ من السرقة وما دفعت فيه ولا مليم، ورغم الوجعة ضحكنا وعفيت لجارتي قروش التلفون وعفت لي قروش الصندوق).!
(3)
موقف آخر أكثر دهشةً حَدَثَ مع المُوظّف عبد المولى عوض الذي دخل اللص منزله قبل أذان الصبح، وعندما انتبه لحركة غير طبيعية في المنزل سأل قائلاً: (منو؟) ليرد عليه صاحب الصوت (أنا محمد يا أبوي)! ويواصل عبد المولى سرد قصته قائلاً: (بعدها اطمأنيت عندما علمت أنه ابني وتركت هواتفي على السرير وتَوجّهت فوراً بعد سماع الأذان الى المسجد، ولكن لم أكن أدري بأنه اللص وليس ابني، وكان مُختبئاً خلف ستائر الصالون! وبعد خروجي قام بسرقة جميع تلفوناتي، وعند عودتي من المسجد تفاجأت بعدم وجود التلفونات وناديت ابني محمد فلم يسمعني لأنه كان يغط في نومٍ عميقٍ ووقتها عثرت على (محفظة) بالقرب من الستارة، واندهشت عندما وجدت البطاقات التي بداخلها تَخص أحد أبناء الجيران، وصدمت حقيقةً وقتها صدمة شديدة بعد أن علمت أنّ السارق هو ابن الجيران ولم أفعل شيئاً سوى أن ذهبت الى منزلهم بعد شروق الشمس مُباشرةً وأعطيته المحفظة قائلاً: (المحفظة دي أمس نسيتها في بيتنا لمّا جيت آخر الليل ونحنا نايمين)، وذهبت وتركته مُندهشاً ومستحياً في آنٍ واحدٍ ولم ينطق بأي كلمة ليُدافع بها عن نفسه!!!!
(4)
الأمر يختلف مع الشيخ صابر الفكي الذي تعامل مع زائره (اللص) بقسوةٍ وصرامةٍ.. لنري ماذا قال: (وقتها كانت كارثة السيول والأمطار قد هدمت جزءاً من حائط المنزل، مِمّا سهل مُهمّة الحرامي الذي استولى علي ذهب زوجتي ومن ثم هواتف أبنائي، وعندما وصل الحرامي إلى الغُرفة سمعت وقع أقدامه، فتركته يدخل وأيقظت أبنائي وأخبرتهم بأن هناك زائراً غريباً ننتظر خروجه من الغُرفة بالعصي و(العكاكيز)! وبالفعل عندما خرج وجدنا أمامه وبدأ يبكي ويقول: (يا جماعة أستروني عليكم الله أستروني)! فقلت له (داير السترة؟ أنا بسترك شفت التراب داك والطوب ده هسي تحفر الساس عشان لمّا الصباح يطلع تعجن المُونة وتبدأ تبني الحوش الهدمو المطر)، فَوَافَق الحَرامي وبالفعل حفر السّاس وفي الصباح بدأ البناء تحت حراستنا لمدة يومين دُون أن نتركه يَنام وفي اليوم الثالث سلّمته للشرطة حتى يتأدّب..!
صحيفة السوداني