تحقيقات وتقارير

تحت دائرة اختيار الزوج… فتيات على مقصلة (العادات والتقاليد)!

سهام، فتاة تزوّجت بشابٍ أجنبي واكتفت بمُوافقة والدتها لإتمام الزواج، واضعةً بقية أسرتها التي رفضت زواجها خلف ظهر اهتمامها، فيما اعتبرها المُجتمع خارجة عن القانون العرفي ومُتمرِّدة على المُجتمع، وأجرمها بحكم (العادات والتقاليد).. بالمُقابل، العادات والتقاليد مصطلحات تداولها المُجتمع منذ قرون، البعض يأخذها للتدليل على وجود قُيُودٍ مُجتمعيةٍ والآخر يجعل منه (شماعة) يضع عليها كل ما هو مرفوض واقعياً.. (كوكتيل) جمعت عدداً من المَواقف التي اندرجت تحت ذلك المصطلح فماذا وجدت؟

(1)
رحاب، فتاة تزوّجت في سن السّادسة عشر من ابن عمها، أقامت مع رجل يكبرها عشرين عاماً، لم تتمكّن من الشعور بشئ تجاهه عدا العاطفة الأبوية التي فقدتها في سِنٍ مُبكِّرةٍ، رحاب ذَكَرت أنّها وجدت نفسها داخل مُعتركٍ مُنعت فيه من مُمارسة ما تحب وسَلبت كل ما تملك داخله وتوقّفت بموجبه من إكمال تعليمها.. رحاب أكدت أنّها عقب زواجها تمنّت الرحيل عن العالم بصُورةٍ مُتواصلةٍ عجزت عن حصرها، قالت إنّها بعد مُرُور أعوام لم تَنجب من ذلك الزوج عدا الخيبات، وإنّه أطلق سراحها عندما أخبره الطبيب بعدم مَقدرته من الإنجاب منها، وتابعت: إنّها عَادَت لتكمل تعليمها رغم كبر سنها ورفض أسرتها وشرعت في الدراسة بمُساعدة منظمة، وختمت بعبارة أشرقت بعدها ابتسامتها: (أول سنة جامعة تعرّفت على أستاذ وكان خير مُعينٍ لها وخير زوج وخير أبٍ).
(2)
أم الحسين، سيدة أربعينيّة قالت في بدء حكايتها: تزوجت حتى الآن بثلاثة رجال، لم أتمكّن من الاستمرار لأكثر من أشهر مع أحد منهم وذلك بسبب المُجتمع، وأكدت أنّ أسرتها كانت حيادية في خياراتها، لكن عادات المجتمع وسيطرة الفكر العرقي كَانت سَبباً في فشل جميع زيجاتها، مُشيرةً إلى سبب انفصالها الدائم هو العرق وعدم تَقبُّل أسرة زوجها لأمره، لكنها أوضحت أنّ زواجها الأخير سبب فشله هو عادة لدى أسرة زوجها لم تَستَطع تقبلها، تمثّلت في عدم منح أبنائهم حُرية الإقامة بمنزلٍ مُنعزلٍ عنهم وأنّهم يجعلون مسؤوليات المنزل كَافّة على زوجة الابن الأصغر.
(3)
رؤى، إحدى فتيات الشهادة العربية تعرّفت على شاب سوداني بدولة عربية أحبّته وتعاهدت معه على الزواج، أتت إلى السودان بصحبة أسرتها لإقامة مراسمه ثم العودة إلى الخارج، أول لقاءٍ لها بأسرة ذلك الشاب لم تكن سيئة، حيث كانت من الفتيات اليافعات اللاتي تعايشن مع المُجتمع المدني، طلبت أسرته منها زيارتهم بالريف وعند ذهابها إليهم لم تلحظ شيئاً يمنعها من إكمال ذلك الزواج، وبعد اقترابه تفاجأت بتغييرات حادة بالمُخطط الذي رسمته بمعية الشاب، حيث أكدت أنه أصبح كالزواج الذي دُعيت إلى حضوره، عدد من الأساسيات لديها تمّ إلغاؤها بسبب أنها لا تتوافق مع عادات أسرته، بينما فُرضت عليها بنودٌ أُخرى جعلتها تعود إلى الخارج دُون مُواجهته لتخبره عبر الهاتف بتخليها عن الزواج منه وتمنياتها له السعادة.

صحيفة السوداني