سياسية

باشري في حشد الرئيس رياضيون في السياسة.. البرنس والعجب (الملعب ليس أخضر)

الحراك السياسي والتظاهرات الاحتجاجية التي تعيشها الخرطوم وبعض مدن السودان المختلفة، شهد ظهور عدد من الرياضيين المعروفين الذين أبوا إلا أن تكون لهم كلمة وموقف واضح مما يجري على أرض الواقع..

الموقف حالياً

وبالرغم من الدعوات الكثيرة التي أطلقت في أوقات متفاوتة ونادت بضرورة عدم ” تسييس” الرياضة والنأي بها بعيداًً عن الصراعات والخلافات
السياسية والحزبية، إلا أن متابعات(السوداني) تكشف عن أن الساحة والوسط الرياضي، بات يزخر بالكثير من القادة والساسة المعروفين، ففي .الوقت الذي يحتفظ به الحزب الحاكم بعضوية مقدرة داخل العديد من المؤسسات الرياضية المختلفة، كانت الأحزاب والكيانات الأخرى تسعى لأن يكون لها وجود قوي كذلك داخل هذه المؤسسات وذلك من خلال الدفع ودعم كوادرها الناشطة في العديد من الألعاب والأنشطة.
مشهد أول.. الملعب ليس أخضر
وفيما يبدو أن (اللعب الخشن)انتقل هذه المرة خارج الملعب أو “المستطيل الأخضر”، وانقسمت قيادات الوسط الرياضي إلى فريقين فشوهدت فيه بعض القيادات الرياضية وهي تشكل وجوداً في لقاء التأييد بالساحة الخضراء، كان لافتاً كذلك وقوف أسماء أخرى لا تقل عن الأولى وربما تتفوق في العطاءٍ والنجومية، داعمة للاحتجاجات والتظاهرات التي عمت الكثير من المدن وعلى رأسها العاصمة الخرطوم…
لم يشكل ظهور عضو مجلس المريخ الوفاقي، عمار باشري في لقاء الرئيس البشير الأخير بالساحة الخضراء مفاجأة للمقربين من الرجل لجهة أن الأخير معروف بانتمائه السياسي لحزب المؤتمر الوطني، فضلاً عن توليه رئاسة أمانة التعبئة السياسية بالحزب الحاكم وهي من الحقائب المهمة ودوماً ما تؤول قيادتها لبعض الكوادر المشهود لها بالخبرة في العمل التعبوي. وكان وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم قد عين عمار باشري، عضواً بالمجلس الوفاقي للمريخ، في خطوة مفاجئة للكثيرين آنذاك، إلا أن مقربين من باشري كشفوا في حديثهم لـ(السوداني) أن الأخير معروف بـ(مريخيته) وحريص على متابعة مباريات الأحمر منذ فترة ليست بالقصيرة بل ذهبوا بعيداًً وأشاروا إلى علاقاته الممتدة مع عدد من لاعبي الفريق السابقين أبرزهم إبراهيم حسين ” إبراهومة”..

الانتماء ليس سياسياً فقط

لقاء مسيرة سلام السودان الذي أقيم بالساحة الخضراء أمس الأول، شهد مشاركة بعض القيادات الرياضية الأخرى بخلاف باشري حيث شكل سكرتير المريخ السابق طارق سيد المعتصم حضوراً لافتاً..
ويعرف عن المعتصم انتماؤه لحزب المؤتمر الوطني، ونشاطه في قطاع العلاقات الخارجية كذلك بحسب مقربين منه في حديثهم لـ(السوداني). وأثارت خطوة حضور المعتصم إلى الساحة الخضراء برفقة عدد من المشجعين وهم يحملون أعلام “المريخ” بعض التساؤلات، قبل أن ينفي عضو بارز بمجلس المريخ الوفاقي في حديثه لــ(السوداني) أن تكون للمجلس أي صلة بالخطوة التي أقدم عليها السكرتير السابق، وأضاف المصدر: حضوره والمشجعون الذين كانوا برفقته حق مكفول له ولا علاقة للنادي به من قريب أو بعيد ..

يا شعباً لهبت ثوريتك

في المقابل، حرص قائد الهلال الأسبق، ولاعب المريخ السابق، هيثم مصطفى كرار على توضيح موقفه منذ اليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات والتظاهرات، وطبقاً لمتابعات(السوداني) فإن النجم
الموصوف بالمحبوب بدأ في دعم المتظاهرين بشكل واضح بعد أن كتب في أول أيام الاحتجاجات على صفحته منشوراً (يا شعباً لهبت ثوريتك تلقى مرادك وألفي نيتك).. ولم يكتف البرنس بالمنشور السابق بل واصل في كتابة عدد من المنشورات بين كل فينة وأخرى على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الشهير الـ(فيس بوك)، وكان لافتاً ترحم البرنس هيثم مصطفى على شهداء الاحتجاجات الأخيرة الذين وصفهم بـ(من أفنوا دماءهم الطاهرة من أجل الحرية).

كما حرص اللاعب على التأكيد في منشوره الأخير أمس الأول بأنه(في ميزان العدل دائماً ينتصر الحق على الباطل فالمشهدان اللذان شاهدتهما صباحاً في الساحة ومساء في أمدرمان يؤكدان على أن لدينا شعب عظيم). مختتماً منشوره بالقول (غداً تعود مباهجي غداً وطني حتماً يعود).
ولا يعرف عن قائد الهلال الأسبق الانتماء لحزب محدد، كما أن باب الحوار بينه وقادة الحزب الحاكم والدولة مفتوح حيث سبق وأن تدخل رئيس الجمهورية البشير عبر مدير مكتبه وقتها الفريق طه عثمان لحل أزمة شطبه وخلافاته مع رئيس الهلال الأمين البرير آنذاك.

فيصل العجب.. يوضح

وعلى الرغم من الترحيب والترويج الكبير الذي وجدته منشورات منسوبة لصفحة قائد المريخ السابق، فيصل العجب سيدو بموقع التواصل الاجتماعي الشهير “تويتر” إلا أن موقف ” الملك” كان بخلاف ذلك.، قال قائد المريخ السابق فيصل العجب لمقربين منه، إنه لا علاقة له البتة بأي منشورات يتم تداولها خلال الوقت الراهن، وأضاف اللاعب الشهير بـ(الملك) بأنه لا يملك أي صفحة بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” كما نفي أي اهتمام له بالسياسة أو الانتماء لأي حزب.

انتماءات سياسية وكروية

ويزخر الوسط الرياضي بالكثير من الأسماء والرموز التي تنتمي لأحزاب سياسية مختلفة، ومن أشهر رجالات الحزب الحاكم التي عملت بالأندية الرياضية رئيس المريخ السابق، جمال الوالي، وكذلك أمين الشباب الأسبق أسامة ونسي الذي تولى قيادة الأحمر بالتعيين. مؤخراً دفع الحزب الحاكم ببعض قياداته وأبرزهم محمد الشيخ مدني ونائبه وزير العدل الأسبق عبد الباسط سبدرات لقيادة المريخ إثر أزمات مالية وإدارية ظل يعاني منها المريخ طوال الفترة الماضية.

يشار إلى أن كوادر الحزب الحاكم قادت الهلال أيضاً في بعض الأوقات وإن كان بدرجة أقل من المريخ، وأبرزها يوسف أحمد يوسف والحاج عطا المنان اللذان حيث توليا قيادة لجان التسيير بالهلال في أوقات مختلفة، بينما عمل مدير سوداتل الحالي طارق حمزة زين العابدين عضواًً بالتعيين في أحد مجالس إدارات الهلال المتعاقبة آنذاك.. واستمر مسلسل الدفع بكوادر الحزب الحاكم في البيت الهلالي حيث استعان رئيس الهلال الكاردينال بوزير الاستثمار السابق مدثر عبد الغني وعينه عضواً بمجلس إدارته خلال الفترة الماضية.

الاتحاديون ينافسون الوطني

الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يعتبر من أكبر الأحزاب السياسية التي تتواجد كوادرها داخل المنظومة الرياضية، وتشارك في تسيير الأعباء داخل العديد من الهيئات والمؤسسات الرياضية المختلفة.. وينتمي عدد من رجالات وقادة الوسط الرياضي إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أبرزهم رئيسا الهلال الأسبقان، صلاح إدريس، وطه علي البشير، وكذلك رئيس المريخ الأسبق محمد إلياس محجوب، ويعرف عن المفوض الاتحادي مولانا أزهري وداعة الله بانتمائه إلى حزب ” الميرغني” عطفاً على أمين خزينة اتحاد الكرة السابق أسامة عطا المنان، وكذلك سكرتير الاتحاد السابق مجدي شمس الدين المحامي، ومساعد رئيس الاتحاد السابق محمد سيد أحمد الجاكومي.
عموماً الملاحظ أن بعض التيارات والأحزاب الأخرى بدأت في الدفع بكوادرها إلى الوسط الرياضي، ويتواجد رئيس حزب الأمة الفيدرالي بولاية الخرطوم علي أسد ضمن عضوية مجلس المريخ الحالي برفقة عدد من الشخصيات التي لها توجهات واتجاهات مختلفة.

الخرطوم : حسن بشير
صحيفة السوداني.