تحقيقات وتقارير

استنكرت انسحاب (الثمانية) من الحوار الوطني أحزاب الحوار … إقرار بـ(الأزمة) يسبقه تمسّك بـ(الوثيقة)

دعت الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني، إلى ضرورة التمسك بمخرجات الحوار الوطني، والوثيقة الوطنية، وأقرت بوجود أزمة اقتصادية، وتحديات تواجه البلاد تحتاج إلى تحمل المسؤولية لمعالجتها، واستنكر قادة أحزاب الحوار الوطني خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس “الأربعاء” بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح الذي نظمته آلية معالجة القضايا الراهنة المكونة من أحزاب الحوار الوطني، استنكروا ما حدث بالأمس من انسحاب أحزاب من الحوار الوطني والوثيقة الوطنية، وقالوا “لن نسمح بتفكيك البلاد”، ودعوا لأهمية التمسك بوحدة الوطن ومواجهة مشاكله .كما أمن قادة الأحزاب على حق الجماهير في التظاهر السلمي بعيدًا عن التخريب، وأشاروا إلى أن التظاهرات السلمية مطلوبة وتعبر عن الأزمة ومحمية بنص الدستور، كما أكدوا رفض التخريب للمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة والخشية من فقدان الوطن .

ضيق أخلاق

واعتبر رئيس منبر السلام العادل، المهندس الطيب مصطفى، إعلان عدد من الأحزاب عن تقديم مذكرة تطالب بحل الحكومة الحالية والمجلس الوطني ومجلس الولايات، وتكوين مجلس سيادي لإدارة شؤون البلاد ومجلس وطني مكون من (100) شخص، اعتبره انقلاباً على مخرجات الحوار الوطني التي أجمع الناس عليها باعتبارها معبرة عن تطلعات الشعب، ويمكن أن تنقل السودان إلى مربع سياسي جديد، وإضاف: “خرجوا في الوقت الذي يجب أن نتوافق فيه لدخول الانتخابات، المخرجات التي توافقنا حولها صنعناها في أعوام وبهذه الخطوة يسعون لتحطيمها في لحظة واحدة كي نبدأ من الصفر”.

واتهم رئيس لحنة الإعلام والاتصالات بالبرلمان قيادات الجسم الجديد بضيق الأخلاق، وأن حزبه لن يسمح لسفينة الوطن بالغرق مهما قفز منها الآخرون، محذراً في الوقت ذاته من مآلات الأوضاع في سوريا التي اعتبرها أفضل حالاً من السودان بــ(100) مرة “قاصدًا تماسكها”، وأن البلاد تعاني هشاشة في الأطراف تجعل بطون القبيلة الواحدة يقتتلون، داعياً لضرورة تنفيذ مخرجات الحوار لتجنيب البلاد التمزيق لدويلات متناحرة، واصفاً الخرطوم بـ(حديثة التكوين) مقارنة بدمشق”، ووصف الطيب مصطفى الخارجين عن الحوار الوطني بالمتقلبين كالليل والنهار وبضيق الأخلاق، مطالباً بالبحث عن تاريخهم ومواقفهم السابقة.

حلول عاجلة

فيما كشف بحر إدريس أبو قردة، عن إنشاء لجنة لإدارة الأزمة الحالية من أحزاب سياسية وحركات مسلحة موقعة على وثيقة الحوار الوطني مهمتها إيجاد حلول عاجلة لعلاج الأزمة الاقتصادية، معلناً تمسك حزب التحرير والعدالة بمخرجات الحوار الوطني التي توافقت عليها القوى السياسية والمجتمعية لحل ازمات البلاد، واتهم بحر الأحزاب المنقلبة على الحوار الوطني بأنها ليست لها رؤية واضحة تجاه الأزمة، وأن الدولة لديها رؤى وقد رفعت الدعم لبعض السلع من 350 إلى 600 مليون، وقال وزير العمل والإصلاح الإداري “نؤيد حق الجماهير في التظاهر السلمي والتعبير وإيصال صوتهم وهذه أزمة معترف بها من رئيس الوزراء، وأنهم لن يسمحوا بأن تنزلق البلاد إلى الفوضى”.

محاولة نسف

من ناحيته، قال رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني عبد الرحمن الخضر، إن الدولة وضعت خطة واضحة ومحكمة لاجتثاث الأزمة الاقتصادية من جذورها، وثمن مبادرة رجال الأعمال بإيداعهم مبالغ مالية في البنوك .وحذر الخضر من استغلال التظاهرات إلى أغراض سياسية وخاصة، وأشار إلى أن ما حدث بالأمس من الأحزاب السياسية المنسحبة من الحوار الوطني هو محاولة لنسف مخرجات الحوار الوطني والوثيقة الوطنية، وقال إن مخرجات الحوار الوطني تتضمن أكثر من تسعمائة توصية منها وضع الدستور للبلاد وقيام الانتخابات التي ستحدد الأوزان الحقيقية للأحزاب .

وأكد رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني، أن آلية معالجة القضايا الراهنة سترفع توصية للآلية التنسيقية لاتخاذ الإجراءات لأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم.

ضرورة التفاف

واعتبر محمد يوسف الدقير، نائب الأمين العام لحزب الاتحادي الديمقراطي الحوار الوطني امتداداً لرؤية الشريف الهندي في تسعينيات القرن الماضي، وكسر العزلة السياسية على البلاد، ولابد من تنزيل مخرجاته كافة، فيما قطع الدقير بعدم انسحابهم من الحوار الوطني ضمن الأحزاب المنسحبة وأن إشراقة سيد محمود لا تمثل الحزب، وقد تم فصلها بقرار مؤسسات الحزب.

بينما رأى عبود جابر رئيس أحزاب الوحدة الوطنية أن البلاد تمضي للأمام رغم العقبات والأزمات. متهماً دولاً لم يسمها بالسعي إلى تقسيم السودان، وناشد جابر القوى السياسية بضرورة الالتفاف حول مخرجات الحوار الوطني والعمل على تحقيق السلام والاستقرار وأنه امر دستوري وأخلاقي، داعياً الدول العربية والأفريقية للوقوف مع السودان وإسناده خاصة وأن الأخير لديه مواقف أفريقية وعربية مشرّفة.

ضائقة معيشية

بينما قطع القيادي بالحزب الاتحادي الأصل، محمد المعتصم حاكم بأن الجميع متفق أن هنالك أزمة والحل يكمن في الحوار، لأن هناك مخاطر تواجه السودان، والحل يكمن في الحوار، هذا ما أكده الدقير الذي قال “نعترف بأن البلاد تعاني من ضائقة معيشية يسعى حزبه لإيجاد معالجات دائمة لا ظرفية لها، من خلال إعادة هيكلة المرتبات، معتبراً إطلاق الحلول الآنية ليست علاجاً ناجعاً. وقال حاكم : (اطلعت على كتاب لسفير فرنسي سابق في السودان قال فيه إن إسرائيل تسعى لتقسم السودان لدويلات، متهماً عبد الواحد نور بالعمل لتحقيق جزء من تلك الخطة الإسرائيلية من خلال فتحه مكتباً لحركته بها . وأضاف: التظاهر وإبداء الآراء حق مكفول بالدستور بعيداً عن العنف والاغتيال والتخريب.

صحيفة الصيحة.