تحقيقات وتقارير

بعد ضبط خلية “الدروشاب” الخلايا النائمة… بين الـ(اليقظة) والـ(استيقاظ)؟

بعد ضبط خلية “الدروشاب”

الخلايا النائمة… بين الـ(اليقظة) والـ(استيقاظ)؟

أكد عدد من الخبراء والمختصين أن مشاركة عناصر وخلايا من حركة عبد الواحد في الاحتجاجات التي اندلعت في عدد من مدن السودان متوقعة خاصة بعد أن صرح في أوقات سابقة إبان هزيمة قواته في منطقة جبل مرة بأنه سيقوم بنقل معركته للخرطوم، والقبض على خلايا له مشاركة في عمليات تخريب المنشآت العامة والخاصة يدل على أن هذه استراتيجيته في التعامل مع الخرطوم، في وقت كشف فيه الفريق أول صلاح قوش المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني أن الحركة أعادت (208) أفراد انتقلوا إلى نيروبي ومنها دخلوا البلاد، بعض منهم جنده الموساد الإسرائيلي، ويعتبر ذلك مواصلة لسلوك الحركة وخروقاتها التي تمارسها تجاه المواطنين من خلال عمليات النهب والسلب التي تقوم بها بجانب ممارسة الجريمة المنظمة عبر الحدود السودانية الليبية (تجارة البشر، تهريب السلاح، المخدرات، ممارسة عمليات الارتزاق، والاعتداء على المدن وقطع الطريق)، وغيرها من الممارسات التي أدخلت الرعب في نفوس المواطنين بمناطق النزاع قبل أن تقوم القوات السودانية بوضع حد لهذه الممارسات في دارفور.

1

الخلايا النائمة … من أيقظها؟

مشاركة هذه الخلايا أتت رغم التحذيرات المتكررة التي ظل يطلقها خبراء أمنيون ومختصون من وقت لآخر، خاصة إبان عملية الذراع الطويل التي قامت بها قوات حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم ودخول منطقة أمدرمان قبل عشرة أعوام، وقد كشف وقتها وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين أن خليل أفصح لجنوده عن نيته في احتلال الخرطوم وأن بعضهم نصحه بأن لا يفعل ذلك لصعوبة تحقيق الهدف، لكنه طمأنهم بأن الأمر ممكن، وزاد بقوله: (ما يهمكم أنا عندي شغل جاهز في الخرطوم، وعندى ناس أكثر منكم داخل الخرطوم).

2

خلية الدروشاب…. تفاصيل الضبط والاشتباك

أمس الأول وفي شمال الخرطوم بمنطقة “الدروشاب” تمكن جهاز الأمن والمخابرات الوطني، من ضبط خلية تتبع للمتمرد عبد الواحد نور بحوزتها أسلحة وذخائر وعبوات مصنعة محلياً، وأسلحة بيضاء ومخططات معدة لاستهداف ونهب مناطق ومحال تجارية بالخرطوم لتمويل أنشطة وأعضاء الحركة. وكشف وزير الدولة بالإعلام وتقنية الاتصالات والمعلومات مأمون حسن، أن أفراد الأمن اشتبكوا مع خلية تتبع لحركة عبد الواحد محمد نور بمنطقة الدروشاب وحدثت إصابات وسط القوة المداهمة من الجهاز بعض أفرادها حالته خطرة، بجانب مقتل أحد أفراد الخلية، وقال مأمون في مؤتمر صحفي بوكالة السودان للأنباء مساء أمس الاول، إن الخلية مكونة من ١٠ أفراد مهمتها تصفية المتظاهرين في الاحتجاجات واتهام الحكومة بقتلهم، وأكد أن الخلية تعمل بالتنسيق مع بعض الأحزاب بالداخل.

وأعلن عن ضبط “٢١” مسدساً وألف طلقة كلاشنكوف و”٣” آلاف طلقة مسدس “٩” ملم بجانب عدد من أجهزة اللابتوب ووثائق تؤكد تنفيذ المخططات. وأكد أن الأجهزة الأمنية ظلت ترصد دخول الحركات في الاحتجاجات خاصة من حركة عبد الواحد. وقال مصدر مأذون بجهاز الأمن والمخابرات أمس، إن أعضاء الخلية مدربون تدريباً نوعياً على أعمال التخريب والفوضى، وأضاف “إن من بين الأسلحة المضبوطة مع الخلية طبنجات كاتمة الصوت يُرجح أنها مجهزة لتنفيذ اغتيالات لأشخاص محددين بين المتظاهرين”.

3

عبد الواحد.. استراتيجية معلن عنها

في حديثه لـ(الصيحة) ينوه المحلل السياسي والأكاديمي الرشيد أبو شامة إلى أن عبد الواحد محمد نور عندما هزم في جبل مرة، دفع حينها بتصريح مشهور جداً من العاصمة الفرنسية باريس حين قال (نحن بعد دا حانشتغل وننقل معركتنا للخرطوم)، مضيفاً أنه وبعد أن تم ضبط خلايا تتبع له شاركت في الاحتجاجات التي اندلعت في عدد من ولايات السودان، يؤكد بأن هذه استراتيجيته التي أعلنها في أنه سيشتغل من الخرطوم، وأضاف: مجرد ما اعلن عن القبض على خلية تابعة له تذكرت تصريحه هذا، وقال إن الخلايا النائمة للتنظيمات المسلحة يتم تدريبها على أعمال معينة كتدمير المنشآت العامة والحيوية لإلحاق أكبر ضرر على البنية التحتية للدولة، مؤكداً بأن طلاب عبد الواحد في الجامعات تلقوا تدريبات عالية بتمويل من حركته وبتوجيهات منه، وأوضح أن أية حركة مسلحة تهدف للإطاحة بالسلطة لابد أن تكون لها خلايا نائمة تقدم لها ما يلزمها من مساندة داخلية، ودعا الحكومة للتعامل مع الأسباب الحقيقية التي أدت إلى خروج الناس للشارع ومعالجة الوضع الاقتصادي.

4

حركة نور … أهداف ومرامٍ أخرى

من جهة أخرى، قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي فتح الرحمن النحاس إن عبد الواحد نور لديه أهداف واضحة ومعلنة في إسقاط النظام والدعوة لعلمانية الدولة خدمة لتنفيذ أجندة دول معادية للسودان في توجهه الإسلامي المعروف، كما أنه يعتبر أحد أدوات الموساد الإسرائيلي لأجل تحقيق غايات وأهداف دولة الكيان الصهيوني، وقال النحاس في حديثه للصيحة إن حركة عبد الواحد بالتأكيد ستعمل على استغلال ظروف الاحتجاجات في البلاد لأجل تنفيذ أجندتهم العدوانية ضد المواطنين وممتلكاتهم وضد المنشآت العامة للدولة، ولهذا يرى كثير من العقلاء بأن هذه التظاهرات ستكون مضرة بالمواطنين وأمنهم واستقرار البلد، لأن أمثال هؤلاء المغامرين من جماعة المتمرد عبد الواحد ومن لف لفهم لا يتورعون عن ارتكاب أبشع الجرائم لأجل تحقيق أهدافهم المرتبطة مع الصهيونية، هذا غير أهدافهم العنصرية الواضحة والمعلومة لكل الناس، وأضاف: نشيد بيقظة الأجهزة الأمنية في الوصول لهذه الخلايا التي تعمل لزعزعة الاستقرار، وقال: إذا لم يتم التعامل الحاسم من قبل الأجهزة الأمنية مع مثل هذه الخلايا ستلحق الكثير من التخريب والتدمير في المنشآت العامة.

5

رؤية مغايرة … لا تأثير يذكر

على عكس ما ذكره أبوشامة والنحاس، فإن للخبير الأمني والاستراتيجي، اللواء حسن ضحوي رأياً مغايراً، وقال في حديثه للصيحة إن الاحتجاجات التي انطلقت في عدد من ولايات السودان كانت احتجاجات مطلبية بسبب الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وحول ضبط خلايا تتبع للتمرد عبد الواحد نور، قال بأن أي اضطرابات يمكن أن يستغلها بعض المندسين لتنفيذ أجندة تخصهم، مؤكداً بأن الغالب الأعم في الاحتجاجات كان بسبب غلاء المعيشة، وأضاف: لا يمكن أن يكون للمتمرد عبد الواحد خلايا في كل المدن التي شهدت احتجاجات.

الخرطوم: عبد الهادي عيسى
صحيفة الصيحة.