التشخيص الطبي الخاطئ في قفص الاتهام… قصص أناس عادوا للحياة بعد إعلان خبر وفاتهم.!
قال تعالي (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) صدق الله العظيم، والآية أعلاه توضح لنا أن إمساك روح الإنسان والتي هي نهاية أجله بأمر من الله سبحانه وتعالي وقت وكيف و أين ما أراد ذلك، و مهما توصل أهل العلم من علم دنيوي وغرقوا في بحوره فإنهم لم يطلعوا إلا علي القليل منه، والموت هو نهاية هذه الحياة لكل شخص منا (من لم يمت بالسيف مات بغيره تتعدد الأسباب والموت واحد), بمعني تختلف الأسباب و لكن الموت هو الموت لذلك يجب ألا نخاف منه بقدر خوفنا علي الحياة الناقصة.
(1)
العالم رايموند مودي الذي أعد المرجع العلمي رقم (1)
عن الموت من خلال كتابه (الحياة بعد الحياة)، قال إن الإحساس بالموت بعض الوقت من الغموض الذي غالباً ما يكون مرفوقاً بتخوف وأن تجربة الاقتراب من الموت خالية من الشعور بأي ألم لأن الميت يشعر بأنه غادر جسمه فقط، فيما أكد الأطباء أن تخطي غيبوبة الموت تزود الإنسان بما يشبه المضاد القوي بعدم الخوف من الموت أي ما يشبه التلقيح النفسي ضد الخوف من الخاتمة الحتمية التي لا مفر منها.
(2)
من خلال سياق تقريرنا هذا أردنا أن نستعرض جانباً آخر وهو تجربة الاقتراب من الموت و هي الإدراك بلحظة الموت الفعلي ولكنه مؤقت بمعنى ينجو الإنسان منه في اللحظات الأخيرة من إعلان الوفاة بعد أو قبل الدفن، نستعرض من خلاله تجارب ميتون مع وقف التنفيذ بعد أن كانت بينهم والموت الحقيقي خطوة.
(3)
في فترة ماضية تمكن
الأطباء من إنقاذ حياة مريض في مدينة (أنقرة) بعدما تعرض لأزمة قلبية توقف قلبه عن الخفقان على إثرها واستخدموا طريقة مثيرة للجدل لإعادة قلبه للعمل عن طريق تعريضه لحمام ثلج لتبريد جسمه بعد أن حاولوا إنقاذ حياته بشتى الوسائل إلا أن وضعه بدا ميؤوساً منه واعتبر في عداد الموتى ولكن في محاولة أخيرة لجأ الأطباء إلى طريقة نادراً ما تستخدم في مثل هذه الحالات وقرروا وضعه داخل حمام ثلج وتبريد حرارته إلى 30 درجة مئوية للحد من تأثير نقص الأوكسجين لأعضائه الحيوية بعدها عاد قلبه للنبض وعاش، وهناك عدد من المشاهير من الذين عاشوا مثل هذه التجربة، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني د.رزائيلي وعالم التشريح الشهير د.ونسلو و الزعيم الايطالي موسوليني اثناء طفولته و آخرون.
(4)
هناك قصة واقعية أخرى حدثت وقائعها في منطقة الكلاكلة وهي أكثر إلاماً و حزناً بالرغم من فصولها الدرامية التي عاشتها أسرة الطالب الجامعي محمد مصطفى الذي تعرض لهبوط حاد في الدورة الدموية ومن ثم تعرضه لغيبوبة كاملة توقف من خلالها نبضه ولم تجدِ وقتها إسعافات الأطباء، فتم الإعلان عن وفاته ما جعلأسرتهتصاببالهلع والخوف غير مصدقين، ليقوم عدد من أفراد الأسرة بأخذ الجثمان على عربة الإسعاف ثم التوجه به إلى منزل المتوفي الذي امتلأ شارعه بصراخ وعويل أهله وجيرانه، تم بعدها وضع الجثمان داخل غرفة لغسله وبالفعل قام عم المتوفي ومعه آخرون بغسله ولكن كانت المفاجأة لهم بالمرصاد عندما بدأ المتوفي يتململ من تحت الغطاء حتى أزاحه عن وجهه بصعوبة شديدة، في تلك الأثناء هرول الجميع خارج الغرفة ومنهم من أغمي عليه، في تلك الأثناء كان المتوفي قد جلس في منتصف السرير مندهشاً في حيرة من أمره لما يحدث حوله وقطع عليه التفكير دخول رجل من أصدقاء الأسرة كانت لديه معلومات أن هناك أشخاصاً يعلن عن وفاتهم ولكنهم يعودون للحياة مرة أخرى بشرح علمي دقيق، وهو ذات الأمر الذي شرحه للمتوفي وقتياً الذي بدأ بعدها يستوعب الأمر شيئاً فشيئاً، بعدها انقلب المأتم إلى حالة فرح هستيري وهم يقالدونه حياً بعد أن كانوا يتأهبون لوداعه ميتاً.
(5)
كانت هناك حالة أخرى مشابهة للحادثة أعلاه وما يختلف في الأمر أن صاحبها انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن أعلن عودته للحياة مرة أخرى وهو المذيع بإذاعة القوات المسلحة الذي كان يعاني من داء (التايفويد) حتى ساءت حالته الصحية ونقل للمستشفى فتعرض لهبوط حاد في الدورة الدموية ودخل في حالة غيبوبة كاملة ليعلنالأطباء عن وفاته وقامت بنشر الخبر عدد من الصحف، إلا أن الأطباء عادوا مرة أخرى لعمل إنعاش للقلب فعاد للحياة مرة أخرى وعاش عدة أيام قبل أن يتدهور وضعه الصحي مرة أخرى ومات بعدها ليعلن عن فاته رسمياً.
(6)
كان لا بد من أخذ رأي أهل الاختصاص في هذا المجال فكان أن تحدث لـ(كوكتيل) اختصاصي التشريح المعروف د.علي الكوباني قائلا: (عودة الناس للحياة بعد توقف القلب والتنفس لفترة هو ما يسمى بالموت المعلق، وهنا يحدث توقف للقلب لفترة طويلة وأقصى فترة زمنية مسجلة طبياً هي 30 دقيقة وكانت لشخص غريق تم انتشاله بعد نصف ساعة وعاش ولكن الغريب في الموت المعلق أن المخ لا يتأثر في بعض الحالات رغم أن المخ لا يعيش بدون أكسجين لأكثر من خمس دقائق كحد أقصى)، مضيفاً: (هناك بعض الحالات التي لوحظ معها الموت المعلق مثل البرودة الشديدة الصعقات الكهربائية والغرق والجرعات الكبيرة من المخدرات …إلخ أما بالنسبة لي شاهدت مرة واحدة فقط حالة من حالات الموت المعلق، أحياناً قد يكون هناك خطأ في تشخيص الموت من الأول و بالأخص في حالة عدم وجود مونتير أوتخطيط للقلب عند التشخيص).
تقرير:محاسن أحمد عبدالله
صحيفة السوداني.