الحصل شنو أستاذ “معتز” ؟!
تفاجأ عدد كبير من المواطنين وأنا واحد منهم ليلة (الجمعة) أمس الأول، بأن عدداً من طلمبات الوقود خالية من السيارات ما عدا واحدة أو اثنين تأخذ حصتها بكل سهولة ويسر، تعجبت للذي حدث، فسألت نفسي ما الذي جرى في هذا المساء ومن أين جاء هذا الوقود الذي امتلأت به محطات الخدمة؟ بعد أن كانت الصفوف متراصة إلى مسافات بعيدة، وأحياناً لا يحصل المواطن على حصته حينما يصل إلى نقطة تدفق الوقود في سيارته، أمر محير أمر السودان هذا، ونسأل الأستاذ “معتز موسى” وزير المالية، عن الذي حدث في تلك الليلة، وهل أمطرت السماء علينا بهذا الوقود أم تبرعت لنا في تلك الليلة إحدى دول الخليج؟ أم صحا ضمير الجشعين والفاسدين والمرابين فجأة، وقالوا نحاول أن نعطف على الشعب السوداني الذي تعذب بثلاثة من أهم احتياجاته اليومية، الوقود والكاش والخبز، مساء (الجمعة) لم أتوقع أن تنفرج الأزمة بهذه الطريقة المفاجئة، فحينما كنت مارا بالقرب من (محطة مكي ود عروسه) إذا بمحطة الوقود فارغة ما عدا عربة أو اثنين، فلم أصدق الانفراج المفاجئ هذا.. فقلت للسواق ادخل بسرعة فالطلمبة بها وقود وهي فارغة.. بالفعل دخلنا الطلمبة ولم نستغرق إلا ثوانٍ فملأنا التنك، ففي اتجاهنا إلى مدينة الثورة مقر سكني، شاهدت طلمبة بالقرب من (مقابر أحمد شرفي) وهي أيضا فاضية ماعدا رقشة وعربة واحدة، ثم اتجهت شمالا فوجدت طلمبة أخرى فارغة وهي أيضا فارغة، ولم يكن الانفراج في الوقود حتى الخبز، حينما وصلت إلى الثورة وجدت المخبز الذي دائما مكتظا بالمواطنين وجدت به اثنين فقط، فازدادت دهشتي أكثر للذي حدث في تلك الليلة المباركة ليلة (الجمعة)، وتعجبت للذي يجري في السودان، فقلت هل يعقل أن يضر أهل السودان أنفسهم بهذه الطريقة.. وهل يمكن أن تكون هناك تصفية حسابات على حساب المواطن الغلبان.. إن الذي يحدث الآن لابد أن تقف الحكومة عليه، خاصة السيد رئيس الوزراء، وزير المالية، الأستاذ “معتز موسى”، لأن الذي نشاهده الآن ليس أمراً طبيعياً وليس من المنطق أن تصل الأزمة ذروتها ويصل المواطن مرحلة الغليان وفجأة تنفرج الأزمات وكأن شيئاً لم يكن، هل يعقل سعادة رئيس الوزراء أن تنفرج تلك الأزمة المستعصية فجأة؟ هل نزلت عليكم من السماء ليلة القدر أم تحول نهر النيل إلى بترول؟ أم رضي الإخوة الجنوبيون علينا ودفقوا البترول ليصل إلى الخرطوم في دقائق، أم هبطت السفن من دول الخليج وهي محملة بكميات كبيرة من الوقود جازولين وبنزين، فإن لم تهبط علينا من السماء إذا المشكلة داخلية، وهناك جهات الحكومة تعرفها ووزير المالية يعرفها فلابد من كشفها وضربها حتى تستقر البلاد من تلك الأزمات والإحباط الذي تملك كل الشعب، فإن لم تتخذ الدولة قرارات سريعة فالأزمة سوف تعود من جديد طالما هناك جهات هي المسيطرة على الموقف الاقتصادي، وهي التي تملك المال وتضخه متى ما رأت ذلك، بل هي التي تملك الدولار الذي أصبح مثله ومثل كل سلعة يباع ويشترى به، فالدولار شكل هاجساً للمواطنين وكلما أردت أن تفعل شيئا يقال لك الدولار زاد.. الدولار الآن هو الذي يتحكم في مصير الناس، فالتجار بضائعهم في الرفوف فيزيدون لك السعر، وإذا سألت يقولون لك الدولار ارتفع، متى ننتهي من هذا الكابوس الاسمه الدولار.
صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي