و هل تمردوا للدستور والانتخابات؟
حتى الذين استأنفوا التمرد في جبال النوبة و النيل الأزرق بعد إعلان انفصال جنوب السودان ..يدعون الاهتمام بمسائل محسومة من قبل هذا الانفصال ..و ما كانوا سيتطرقون لها إطلاقا إذا كان تصويت الاستفتاء لصالح الوحدة بخلاف ما تريد إسرائيل بائعة السلاح للفرس و المتمردين ..لكنه التبرير القبيح لاستئناف التمرد تبعا لإعلان انفصال جنوب السودان.
> و ما ينبغي مناقشته في إطار الآلية الافريقية رفيعة المستوى بواسطة الحكومة السودانية و (قطاع الشمال في حركة قرنق وسلفاكير )هو المشورة الشعبية ..وهي الآن التطرق إليها ليس في صالح متمردي قطاع الشمال بعد كل المآسي و تطوراتها بعد إعلان انفصال جنوب السودان ..و مفترض أن تغير الآلية الافريقية أجندة التفاوض . و تعود بالأطراف إلى ما تنص عليه اتفاقية نيفاشا باعتبارها الوعاء الوفاقي الذي يشمل بروتكول المنطقتين ضمن بروتكولاتها المعروفة .
> أما موضوع الدستور و الانتخابات الذي ستنحصر قضايا النقاش فيهما في جولة أديس أبابا الحالية، فهو ليس أساسا سبب استئناف تمرد قطاع الشمال بعد انفصال جنوب السودان ..؟
> لكن ماذا بحث مساعد رئيس الجمهورية دكتور فيصل في أديس أبابا مع الوساطة ..؟ و قيل إنه بحث عددا من القضايا ..فهل كان من ضمنها المشورة الشعبية التي أصبحت بعبعا لقطاع الشمال و يعلم أنه أصبح منبوذا من أبناء المنطقتين ..و يريد الوصول إلى الخرطوم لجني المناصب والامتيازات بحيلة مناقشة الدستور والانتخابات.؟
> إن اتفاقية نيفاشا لم تنص على أن يناقش قطاع الشمال في الحركة الشعبية بعد إعلان انفصال جنوب السودان قضايا الدستور و الانتخابات ..لأنها محسومة بنص الدستور..
> و حتى استئناف التمرد في المنطقتين بقيادة عقار و بمساعدة من القوى الأجنبية و بتعليمات من القائد الأعلى للجيش الشعبي لتحرير السودان الجنرال سلفاكير لم يكن بسبب داخلي ..و إنما السبب خارجي هو انفصال جنوب السودان ..لأن استمرار الوحدة _و لو شكلية _ لا يناسب استئناف التمرد في المنطقتين ..
> و هذا ما لزم بالطبع أن تطالب حكومة البشير بفك ارتباط قطاع الشمال بالحركة الأم الحاكمة في جنوب السودان ..ما دام أن الجنوب قد استقل وأصبح دولة مستقلة لا ينبغي أن يستمر قطاع الشمال تابعا لها و هو في دولة أخرى ..
> و لذلك فإن منطق الأشياء يوجه الحكومة السودانية بأن تركز بشدة على فك ارتباط قطاع الشمال بجيش دولة أخرى . .لأن مقاتلة قطاع الشمال للحكومة السودانية يعني أن تلك الدولة هي التي تحارب السودان بجيشها ..
> و معلوم أن قوات قطاع الشمال هي الفرقتين التاسعة و العاشرة ضمن فرق الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ..و حتى تصريحات سلفا كير الأخيرة حول ضرورة تغيير اسم جيشه بحذف عبارة تحرير السودان جاءت خجلا من رعاية السودان لجانب من عملية السلام في جنوب السودان .
> فهل ركزت الحكومة السودانية في الأهم بعد انتصاراتها على المتمردين كافة ..من نقلت بواسطتهم الحرب من الجنوب إلى الغرب ومن استأنفوها على إثر إعلان انفصال الجنوب ..؟ أم أنها تريد مكافحة النهب المسلح ضد المواطنين حتى لو كان باسم مختلف وشكل مختلف و يفاوض زعماء عصاباته في عواصم الدول الأخرى.؟
> دستور ماذا ..؟ و انتخابات ماذا..؟ حتى نصدق أنهما يؤرقان الحركة الشعبية سواء قطاع الشمال أو الأم الحاكمة في جوبا ..؟ و متى اندلع تمرد في السودان بسبب الديمقراطية والحريات بواسطة أعداء الديمقراطية و الحريات ..؟ دستور شنو و انتخابات شنو ؟؟
غدا نلتقي بإذن الله …
خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة