وجوم سيطر على تجاره اليوم الرابع للمآساة.. مشاهد وأحاديث من سوق أم درمان
في اليوم الرابع من المأساة التي أصابت تجار سوق أم درمان بعد الحريق الذي قضى على كل ممتلكاتهم فجر السبت الماضي قررت محلية أم درمان إزالة العرض الخارجي (الأكشاك) بالإضافة إلى المظلات الخارجية للمحلات التجارية وإزالة كاملة لسوق زنك التوابل والأواني المنزلية والفواكه الذي تم تشييده من قبل التجار والعمل على إزالة مخلفات وأنقاض الحريق، لذا كان القرار بإغلاق السوق تماما منذ الصباح لتسهيل حركة العاملين بالمحلية، وأحاطت الشرطة بالسوق إحاطة السوار بالمعصم لمنع ودخول المارة الذين لم تفلح معهم كل المحاولات للحد من حركتهم خاصة النساء.
محلات أغلقت أبوابها وأُخرى توارت خجلاً وكأنها تخشى شيئا ما، واختفت أصوات الباعة الذين ينادون على بضاعتهم.. آليات ضخمة صوتها يتسيد المكان تعمل منذ الساعات الأولى لصباح الأمس في إزالة كل ما يمكن وصفه بغير المباني من (برندات، ورواكيب، طرابيز)، فيما كادت الشوارع تخلو من المارة عدا النساء.
البعض آثر إغلاق المحل والجلوس أمامه في حيرة من أمره في انتظار إشارة من القائمين على الأمر بانتهاء عملهم ليبدأ عمله، ليكون الحديث مع أحدهم أمرا يكاد يكون صعبا، فالكل مثقل بالهموم متوتر الأعصاب كاره للأوضاع.
مصير مجهول
الدخول إلى مناطق الحريق في سوق أم درمان ممنوع كقاعدة ثابتة حتى اكتمال إجراءات السلطات المختصة، لذا كانت البداية محفوفة بشيء من الحذر، لكن بعد الكشف عن هوية (السوداني) تم السماح لها بالولوج إلى داخل المناطق التي تعمل بها الآليات.
بحذر مضاعف كانت الخطوات في أزقة شبه مظلمة مترعة بدرجة عالية من الرطوبة المتواطئة مع رائحة الحريق لتزكم الأنوف.
المحلات بدت كمن هجرها أصحابها منذ سنوات بعيدة، السواد لوَّن كل شيء، في أول محل تجاري بشارع الكريمات كان صاحبه يقبع داخله يتابع أسنان الآلة، وهي تنخر باطن الأرض لتحمل مخلّفات الحريق بعيدا. ويذهب علي الصديق في حديثه لـ(السوداني) أمس، إلى أن الحريق قضى على بضاعة قيمتها ملياران و200 مليون جنيه، بالإضافة إلى 700 مليون جنيه نقدا، لافتا إلى أن النار هاجمت مخزنا ودكانا ملكه ولم يسلم شيء منها.
جاره بذات الشارع بدا غاضبا رافضا للحديث، إلا أن رفقاءه اعتذروا بدلا عنه، لافتين إلى أن مصيبته كبيرة، إذ إنه فقد بضاعة تقدر بقيمة 9 مليارات جنيه خلافا للنقد الموجود بالمحل.
الأمر لم يسلم من مشادات جانبية بين التجار وعمال المحلية، ليسارع الموجودون إلى فض الاشتباك، ليواصل العمال عملهم رغم رفض البعض للطريقة الحادة التي تتعامل بها الآليات حسب حديث أصحاب المحلات.
عودة سوق الخضار
وبخجل واضح عاد باعة سوق الخضار لفرش بضاعتهم في صمت عكس ما كان يحدث سابقا بالتباري في ذكر محاسن خضارهم لترغيب الزبائن، الصمت كان دليلا واضحا على وقفتهم مع زملائهم في معاناتهم مما لحق بهم.
تجار الخضار على الرغم من عودتهم إلا أنهم شكوا لـ(السوداني) أمس، من قلة حركة البيع داخل السوق، لافتين إلى أن أغلب زبائنهم كانوا من التجار بالإضافة إلى المتسوقين لاحتياجاتهم بأكملها من السوق.
وفي ذات الاتجاه، مضى الحاج بشرى صاحب محل عطور نسائية لم يتضرر من الحريق في حديثه لـ(السوداني) أمس، إلى أنه لا يوجد بيع ولا شراء منذ يوم الحريق، مؤكدا أن أغلب زبائنهم توقفوا عن المجيء ظنا بأن السوق مغلق.
انقطاع التيار
من جانبه أشار الهادي تاجر بسوق الأواني المنزلية إلى توقف عملية البيع منذ اليوم الأول للحريق، لافتا إلى أن محله يبعد مترين فقط من مكان الحريق إلا أن العناية الإلهية أنقذته، وأضاف: نهارا لم تعد الحركة كما كانت عليه في السابق، كما أن انقطاع التيار الكهربائي عن السوق تسبب في شلل السوق مساء، لافتا إلى أن ما حدث سيؤدي إلى ارتفاع أسعار كثير من السلع لأن المحلات التي تعرضت للحريق تعد نصف السوق.
(3) أعوام للبداية
عبد الباري تاجر بسوق الأواني المنزلية وصاحب محل للكريمات، كشف في حديثه لـ(السوداني) أمس، أن خسارته تحتاج إلى أكثر من ثلاثة أعوام لتعويضها، لافتا إلى أنه كان يعمل بمحل الأواني المنزلية، بينما يعمل ابنه وشقيقه بالمحل الآخر، مشيرا إلى أن خسارته أكثر من عشرة مليارات جنيه.
أما محمد سيد، فأكد أنه قضى نصف عمره في العمل بأم درمان بسوق الأواني المنزلية، إلا أن محلاته تعرضت للحريق ولم يسلم منها شيء إلا أنه بدا صابرا على هذا الابتلاء.
ولفت تاجر يعمل بإحدى البنايات داخل السوق في حديثه لـ(السوداني) أمس، إلى قرار بإزالة المبنى تماما بعد أن قضت النيران على جدرانه وأصبح خطرا يهدد المارة.
ترحيل البضائع
عدد من تجار السوق عملوا على ترحيل بضائعهم إلى المنازل بسبب الإزالة التي ستطال كثيرا من المحلات بأمر المحلية بالإضافة إلى إعادة توصيل الكهرباء، وتخوفا من حدوث حريق مرة أخرى آثروا نقل بضائعهم إلى المنازل، ولفت أمين عبد الله تاجر اقمشة في حديثه لـ(السوداني) أمس، إلى أنه ومنذ اليوم الأول للحريق وقبل إصدار قرار الإزالة فضل حمل بضاعته وكل متعلقاته بالمحل إلى منزله بالإضافة إلى نقل ما كان بالمخازن حتى تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، لافتا إلى أن الحريق تسبب في شلل كامل لكل التجار حتى الذين لم تطلهم النيران.
أم درمان: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني.
التاجر كافر حتي يؤمن حديث سني ويذهب الحرام من حيث اتى اعوذ بالله من شر السوق!!!! في شماته عارمه ضد التجار الكفره لم اري مثلها هذا دليل على ان التجار في السودان فسقه يلا لامال جمعتم ول طيزا حفظتم
بالرغم من ان حريق سوق ام درمان بفعل الكيزان .. إلا أنه مر وكأنه لم يكن.. وغدا باقي الأسواق