الفاتح جبرا

تبديد وإهمال !

في هذا المنعطف التأريخي والمرحلة الفاصلة (كما يقول المحللون السياسيون) التي يمر بها (المواطن) وهو يصارع البقاء ويحاول (الحياة) وهو يعيش مسغبة وأزمات حادة من أجل توفير إحتياجاتة (الضرورية) وذلك بسبب إنعدام النقود والوقود والرغيف ، في هذا الوقت العصيب سادتي الأفاضل يتم تداول مقطع لحفل عرس لعله بإحدى (الصالات) الفارهة يغني فيه مطرب (مايع) يلبس قميضاً أصفر فاقع اللون وأمامه سيدات (سودانيات) بكامل زينتهن وتيابهن وهن يتراقصن ويتمايلن على أنغام الأغنية (لحدت هنا كويسين) طيب المشكلة وين؟ المشكلة يا سادتي الأفاضل ويا أهلنا الكرام أنه وفي هذه الظروف (المنيلة ينيلة) بينما يصطف هذا العدد الهائل من الشعب السوداني في انتظار الخبز والمواصلات والوقود والغاز والصرافات الآلية، وبينما يحتشد عدد مقدر من المتسولين تحت شارات المرور ويتساقط المواطنون كالأشجار من عدم قدرتهم على شراء الدواء ويتهاوى فيه أطفال المدارس من عدم إستطاعتهم تناول وجبة الفطور (حتى لو بوش) في هذه الظروف أتدرون ماذا كانت تلكم السيدات يفعلن؟ لن تصدقوا والله …
كانت كل واحدة فيهن قد فتحت (شنطة) يدها وأخرجت رزمة من الأوراق المالية وبدأت تنثرها على الفنان نثرا فتتساقط الأوراق عليه كما يتساقط الجليد في شتاء القطب الشمالي .

مهلاً سادتي فالكارثة لم تأت بعد … (والعندو حبوب يقوم يبلعا) الكارثة يا سادتي الكرام أن تلك الرزم من الأوراق النقدية التي إمتلأت بها أرضية (الصالة) قد كانت (دولارات) أمريكية .. (أي والله) الدولار الواااحد ده !!
هل هو بطر بالنعمة؟ أجل ..هل هو تخلف؟ بلى .. هل هو إستفزاز؟ نعم .. هل هو عدم إحساس ؟ بالحيل … ليس هنالك أي (دفوعات) يمكن أن يقدمنها أولئك النسوة وهن يقمن بهذا الفعل (القبيح) الذي من المؤكد أنه قد جاء نتيجة (الجهل) والثروة هذا الثنائي الذي لم يجتمع ويترافق في عهد كما إجتمع وتلاقى وتلاقح في هذا العهد الزاهي النضير .

هذه الدولارات التي نثرنها هؤلاء النسوة تعبر تعبيرا واضحاً عن عدم إكتراثهن لما يحدث بالبلاد من كوارث وأزمات وما يحدث لمواطنيها من مرض وجوع وهزال ، لا يهم أن كان ذلك الحفل في دولة من دول الإغتراب أو في (شارع المطار) فالسلوك مستفز ومستهجن ويوضح بصورة لا ترقى إلى الشك بان مصادر تلك العملات (الحرة) التي تنثر هفي الهواء هكذا يمكن أن تكون أي وسيلة ما عدا أن تكون (عمل يمين وعرق جبين) ، ولنا أن نتساءل و (ريالة الأطفال ) على أفواهنا : لو أن هذه الكمية من الدولارات (نقطة ساكت بس) فكم هو موجود منها في المنازل والخزائن والبيوت والبنوك (الأجنبية طبعن) ؟
لو كنت مسؤولاً لأمرت بإحضار هؤلاء النسوة اللاتى ظهرن في (الفيديو) وقمت بالتحقيق معهن وإستقصيت مصادر دخلهن وثروات أزواجهن ومصادرتها إن هن عجزن عن إثبات مصادرها ! ولأحضرت رجالهن وحكمت على كل واحد فيهم بـ (ستين بسطونة) !!

كسرة :
قصص والله : الثراء بالحرام وعرفناهو … (التبديد) والإهمال لزومو شنووووو !!

كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 104 واو – (ليها ثمانية سنين وثمانية شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 63 واو (ليها خمسة سنين وثلاثة شهور).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

‫5 تعليقات

  1. مثل هذه التصرفات الرعناء هي التي تجلب لنا البلاء، وهذا كفران للنعمة بالواضح، اللهم أهدنا إلى سواء السبيل، ولا تؤآخذنا بما فعل السفهاء منا.

  2. شكلك ياعم جبرة المرة دي شطحت شوية … أنا شاهدت الفيديو وهو شكله من دولة مجاورة وحتى النسوة ليس بسودنيات علما بأن الفساد مستشري في معظم الدول الأفريقية

    مع إتفاقي الكامل معك لما يعانيه السودان والسودانيين من أزمات

  3. ديل يا استاذ جبرة من دولة تشاد ولكني هذا لا ينفي وجود فساد في السودان وفي نقطة كمان مقاطع فيديو لفنانات صودانيات بينقطوهم بالعملة المحلية

  4. يا جبرة بعدما جبت لينا خبر خط هيثرو بكسرتك الأخيرة عايزين كسرة بعد الأخيرة جيب لينا فيها خبر البشير
    كسرة بعد الأخيرة
    انت قاعد فيها لى متين يا البشير كفاك اتخارج