شاهد محكمة يقلب موازين قضية “عاصم عمر”
فجر شاهدي محكمة تفاصيل جديدة في قضية محاكمة عضو حزب المؤتمر السوداني طالب جامعة الخرطوم “عاصم عمر” قلبت موازين القضية نسبة لتضارب أقوال أحد الشاهدين الجديدة مع أقواله السابقة في يومية التحري.
وتجرى محاكمة عاصم عمر، منذ أكثر من سنتين عقب اتهامه بقتل شرطي على إثر مظاهرات اجتاحت جامعة الخرطوم في العام 2016م بإلغائه عبوة ملتوف على عربة “دفار”.
وشهدت الجلسة التي بدأت وسط غياب لافت لأنصار الطالب على غير العادة، مفاجآت، حيث ذكر الشاهد وهو متحري في القضية اسم “فتحي محمد عبدو” باعتباره من ألقى عبوة “الملتوف” على دفار الشرطة التي تسببت في مقتل الشرطي، وليس عاصم عمر، كما ورد في أقوال اثنين من شهود الاتهام حسبما دونها ذات المتحري – شاهد المحكمة – في يومية التحري.
وأفاد شاهد المحكمة السادس جندي شرطة مصعب أحمد، من إدارة العمليات قطاع الرئاسة بأنه كان ضمن الفريق الذي كان على متن الدفار موضوع البلاغ جوار مول الواحة بالسوق العربي، وأضاف: “أثناء اندلاع مظاهرات بجامعة الخرطوم في أبريل 2016م كنت من ضمن شرطة العمليات التي تحاول السيطرة وإيقاف المظاهرات بالجامعة، وفي الأثناء تسلل طلاب من داخل الجامعة وتجمع جزء منهم بالسوق العربي جوار “المسجد الكبير”. لافتاً إلى أنه كان من ضمن أفراد تحركوا على عربة “دفار” من أمام الجامعة حتى توقفوا جوار المسجد الكبير وسط تجمع الطلاب بالموقع وزحمة المركبات على الطريق قام شاب يدعى “عاصم بوب” بإلغاء “3” عبوات ملتوف على الدفار، اثنان منها جاءت على السياج من الناحية الجنوبية والثالثة استقرت على الإطار الأمامي في اتجاه السائق مما تسبب في اشتعال النيران في العربة. وأكد بأن الشاب الذي ألقى العبوات كان يحملها داخل “حقيبة” يحملها على كتفه وأخرج العبوات من داخلها وأطلقها نحو الدفار، وكان يرتدي فنيلة “برتقالية” ومربي شعر “نظام بوب”.
تضارب أقوال
وفور انتهاء الشاهد من الإدلاء بأقواله التي جاءت متضاربة مع أقواله في التحري، تلا قاضي المحكمة مولانا عاطف محمد عبد الله، على الشاهد أقواله في التحري التي ذكر من خلالها بأن من ألقى الملتوف يرتدي فنيلة “خضراء”، أكد الشاهد بأنه ذكرها في أقواله من خلال التحري معه، فيما استقر أخيراً بالقول بأن المتهم كان يرتدي فنيلة “خضراء” ولدى سؤاله بواسطة قاضي المحكمة عن اللون الأخضر أشار نحو اللون الأخضر نحو علم السودان المثبت على بزة القاضي فيما نفى وجود لون برتقالي داخل قاعة المحكمة.
وأثناء وجودي داخل الدفار ألقى المتهم عبوتين ملتوف داخل الدفار ومن ثم لحظة نزولي رمى المتهم العبوة الثالثة على إطار العربية الأمامي في اتجاه السائق، وكان على بعد مسافة لا تتجاوز الـ(7) أمتار، إلا أني لم أقم بأي إجراء محاولة للقبض عليه لانشغالي مع زملائي لإطفاء الحريق ومحاولة إسعاف المصابين، وعن تعرفي باسم المتهم سمعته من خلال القسم إضافة إلى أن اسم “عصام بوب” مكتوب في أي مكان على الشوارع.
المتهم داخل قفص الاتهام هو من ألقى عبوات الملتوف وليس لديّ سابق معرفة به غير رؤيتي للمتهم في ثلاث مظاهرات نفذت بالجامعة من بينها يوم الحادثة.
وكشف الشاهد بأن الطلاب المتظاهرين جوار المسجد الكبير حوالي الـ(150) طالباً، كانوا منتشرين ما بين المسجد الكبير وعمارة الذهب والدفار كان على بعد “2 متر” من البوابة الجنوبية للمسجد.
وقال مساعد شرطة عبد الله علي ادريس، المتحري الأول في القضية، بوصفه شاهد المحكمة الخامس، أمام المحكمة أمس، إنه تولى التحري في البلاغ أثناء مناوبته بقسم شرطة الخرطوم شمال، وبتوجيه من رئيسه المباشر تحرك في ذات اليوم قاصداً مستشفى الشرطة لاستجواب المجني عليه الذي كان طريح الفراش بالمستشفى، وأضاف “فور وصولي للمستشفى، التقيت والد المجني عليه وقمت باستجوابه باعتباره من الشاكين ثم قمت بزيارة المجني عليه بقسم العناية المكثفة لأنني لم أتمكن من استجوابه لأن صحته لا تسمح بذلك”.
واتجهت فوراً لاستجواب ثلاثة من شهود الاتهام بذات المستشفى مصابين بحروق جراء الملتوف الذي ألقى على الدفار، وتلا المتحري وصف شهود الاتهام للمتهم حيث اتفق شاهدَي الاتهام “الثاني والثالث” على وصف المتهم، قائلين “إنهما أثناء وجودهما أمام جامعة الخرطوم لمحاولة السيطرة على مظاهرات اجتاحت الجامعة خرج عدد من الطلاب من داخل الجامعة وتوجهوا نحو السوق العربي جوار عمارة الذهب، وفور تجمع الطلاب تحرك دفار للشرطة واستقر أمام المسجد الكبير, وفي الأثناء ألقى شاب قصير القامة يرتدي “قميص مسطر وبنطلون أسود” شعره “بوب” ويحمل حقيبة يدعى (فتحي محمد عبده) وفر هارباً”.
ثم تلا المتحري أقوال شاهد الاتهام الأول حسب يومية التحري والذي أفاد بأن الشاب الذي ألقى عبوة الملتوف على دفار الشرطة مما تسبب في إصابة “8” عناصر على الدفار كان لونه أسمر وقصير القامة ذو شعر كثيف “بوب” يرتدي “فنيلة لا يذكرها بالضبط جراء اشتعال لهيب نيران كثيف على الدفار.
وحينما سأله القاضي عن مصدر الحديث أعلاه أجاب الشاهد أنه استجوب شهود الاتهام بالمستشفى على أسرِّتهم أثناء الاستشفاء بمستشفى الشرطة كل على حدة على سريره، لكنه أشار إلى أن المسافة بين سرير وآخر لا تبعد أكثر من “2” متر، ونفى المتحري أخذه إذناً من الطبيب المباشر لحالة شهود الاتهام أو الاختصاصي بالمستشفى واكتفى فقط باستئذان الممرض عقب فراغه من إجراء تغيير على جروحهم، ولفت الشاهد بأنه أثناء استجوابه للشهود كانوا يشكون ويصرخون جراء الألم من أثار جروح الحريق.
اشتباك طلاب
وكشف المتحري من خلال استجواب شاهد الاتهام الثاني باليومية بأنه أثناء وجودهم بالسوق العربي جوار مول الواحة كان هنالك حوالي “30” طالباً، متظاهرين من جامعة الخرطوم وأثناء الاشتباك معهم كان أحدهم يحمل “شنطة، شعره بوب” عبوة ملتوف نحو دفار الشرطة مما أدى إلى إصابة “9” أفراد بحروق متفاوتة.
وأشار الشاهد إلى أن الملتوف من خلال أقوال شاهد الاتهام الثالث على اليومية تم رميه على الدفار من الاتجاه الأيمن للعربة التي كان يجلس بها رئيس الفريق ضابط برتبة النقيب أعلى سقف الدفار، وأكد شاهد المحكمة بأن جميع ما أدلى به أمام المحكمة من أقوال مدون على اليومية في أقوال شهود الاتهام الثلاثة التي أدلى بها كل منهم على حدة بمستشفى الشرطة.
وأضاف الشاهد في رده على ممثل الدفاع بوصف شهود الاتهام بأن من ألقى الملتوف “قصير القامة” (هل يمكن أن نطلق على المتهم الماثل أمام المحكمة قصير؟) أفاد الشاهد بالنفي، مضيفاً أن الماثل أمام المحكمة “مربوع” وليس قصيراً.
وبعد سماع إفادات شاهدي المحكمة قررت المحكمة إعلان شاهد الاتهام السابع، عبر وحدته قطاع السوق الشعبي وقطعت جلسة في ديسمبر المقبل لسماع أقواله فيما تلقت المحكمة إخطاراً بانتداب شاهد آخر خارج السودان بدولة قطر.
تقرير: محمد موسى
الخرطوم: (صحيفة الأخبار)