القصة الكاملة للكتشب .. أسرار الصلصة الأكثر انتشاراً عالمياً
يعتبر الكتشب نوعًا من الصلصات المحبوبة جدًا في العالم، وبشكل خاص في أميركا، حيث تستخدمه حوالي 97% من العائلات هناك، إلا أن أصوله أبعد ما يكون عن هذا البلد، فكيف بدأت رحلة هذه الصلصة الحمراء اللذيذة؟
السمك أولا
اشتق اسم “كتشب” من الكلمة الصينية “kê-tsiap”، التي كانت تطلق على صلصة أخرى مصنوعة من الأسماك المتخمرة، جلبها التجار من فيتنام إلى الصين، ويعتقد أن البريطانيين تذوقوها في جنوب شرق آسيا، وحاولوا تقليد نكهتها عندما عادوا إلى منازلهم، وفقًا لموقع “ناشيونال جيوغرافيك”.
ويعود تاريخ أول وصفة معروفة لما سمي بـ “معجون الكتشب” لعام 1732، كتبها شخص يدعى ريتشارد برادلي وأشار إلى أن مصدرها شرقي الهند، إلا أن ما قد يفاجئك، هو عدم احتوائها على الطماطم بالشكل الذي نعرفها عليه اليوم، بل كانت تتضمن الفطر، المحار والجوز، وكانت هذه الصلصة مفضلة للروائية البريطانية جين أوستن.
وظهرت أول وصفة “كتشب” تحتوي الطماطم عام 1812، كتبها عالم البستنة جيمس مائير، إلا أنها لم تكن تتضمن السكر والخل، ولاقت قبولًا كبيرًا بين المستهلكين، بسبب طعمها اللذيذ وإمكانية حفظها لمدة تتجاوز العام، إلا أن العقبة الوحيدة التي واجهت صانعي الكتشب في ذلك الوقت، هي قصر موسم زراعة الطماطم، وصعوبة تخزين لبها من دون أن يتعرض للفساد على مدار العام، لذا تحولت الصلصة الحمراء مع الوقت إلى مصدر للبكتيريا والعفن، قبل أن تستخدم المواد الحافظة في إنتاج لب الطماطم.
الكتشب كما نعرفه اليوم
ووجدت التحقيقات المبكرة في نهاية القرن الـ 19، أن “الكتشب” التجاري يحتوي على مستويات غير آمنة من المواد الحافظة، مثل بنزوات الصوديوم، مما قد يجعلها تؤثر سلبًا على الصحة، قبل أن يطور العالم هارفي واشنطن ويلي، بالتعاون مع الأميركي هنري جاي هاينز، وصفة جديدة عام 1876، تجنبا فيها استخدام البنزوات، وتضمنت طماطم حمراء ناضجة، تحتوي على الكثير من المواد الحافظة الطبيعية، بالإضافة إلى كميات لا بأس بها من الخل، الذي جنب احتمالية حدوث الفساد.
وبدأت شركة “هاينز” إنتاج الكتشب الخالي من المواد الحافظة في ذلك الوقت، وسرعان ما هيمنت على السوق، لتبيع 5 ملايين زجاجة من هذه الصلصة عام 1905، مما أدى إلى تضاؤل صناعتها منزليًا، بعد أن وجد الناس أن باستطاعتهم شراءها بسهولة وبنكهة لذيذة من الأسواق.
العربي الجديد