رأي ومقالات

لينا يعقوب: نحن وإسرائيل

لم يكن بالنسبة لي خبراً عادياً، ذلك الذي نقلته إحدى صحف الخرطوم قبل أيام؛ عن استدعاء السفير النرويجي بارد هولاند، نسبة للحرج الذي تسببت فيه بلاده؛

حينما طلبت أوراق اعتماد السفير السوداني عماد الدين ميرغني، ضمن دفعة سفراء بينهم السفير الإسرائيلي.
ظللت أتوقع نفياً أو توضيحاً، لكن ذلك لم يحدث.
اعتبرت وزارة الخارجية أن النرويج تسببت في حرج للسودان، فكيف تجمع بين السفيرين السوداني والإسرائيلي في مكانٍ وتوقيتٍ واحد؟ ذلك الخطأ البروتوكولي الفادح، تسبب في التقاط صورة تجمع السفيرين مع بعضهما البعض!
وصل الاستغراب مداه.. وتوسع أفق الدهشة، إن نظرنا فقط لما يحدث حولنا، وما يحدث عندنا.
العام الماضي، ومن لندن، بشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوجود أخبار سارة قائلاً: “إلى جانب مصر والأردن اللتين صنعنا السلام معهما، هناك دول تُقر أن إسرائيل ليست عدواً لها”.
الرجل يبدو أنه خفف المسألة، فقد انتهت مرحلة العداء مع إسرائيل وحل بدلاً عنها القبول والتوادد.
بعد حديثه ببضعة أشهر، ظهر نتنياهو وزوجته وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين في مسقط، في صور وفيديوهات كانت وسائل الإعلام العمانية هي التي نشرتها، بعد فترة من العلاقات السرية.

ولم تكن تلك هي الزيارة الوحيدة، فقد تزامن معها استضافة الإمارات لوزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية لحضور فعالية رياضية عُزف فيها النشيد الوطني الإسرائيلي لأول مرة في أبوظبي، فضلاً عن زيارة وفد رياضي لقطر – وهي ليست المرة الأولى -، تبع ذلك إشادة علنية من وزير الخارجية البحريني برئيس الوزراء الإسرائيلي الذي دافع عن المملكة العربية السعودية وولي العهد محمد بن سلمان.
الأمر لم يقف عند ذلك، بل تحدث السفير الإسرائيلي في واشنطن أمس الأول، في لقاء تلفزيوني، عن مشاركتهم المصالح وليس “القِيَم” مع المملكة.

يُعجبني أن يتمسك السودان بموقف أخلاقي بعدم التطبيع مع إسرائيل، فلا زيارات أو معاملات أو حوارات تتم بين الطرفين.
المبدأ الذي اتخذته الدولة في هذا الشأن يدعو للاحترام، ونحن نؤيده، لكن لا داعي للشطط لدرجة أن يكون السودان “ملكياً أكثر من الملك”.
لقد ولى هذا العهد إلى غير رجعة، فحتى فلسطين نفسها لها حوار مُعلن وتعامل مع الدولة الإسرائيلية.

حينما انسحب السودان من تصفيات مونديال 1958، بعد أن أوقعته القرعة مع إسرائيل، كان القرار متسقاً مع الظروف والمواقف العربية المتشددة تجاه تلك الدولة.
لكن لا يمكن أن تصل المبالغة الآن، لدرجة استدعاء الخارجية للسفير النرويجي، لأن بلاده اعتمدت أوراق عماد ميرغني مع السفير الإسرائيلي!
أرجوكم فلتتركوا الهوامش.. لا للتطبيع، لا للتفاوض، لكن لا بأس بالتحايا والتقاط الصور!

بقلم
لينا يعقوب

‫3 تعليقات

  1. ما في زول شغال بيكم الشغلة قاطعتو اسرائيل و لا صالحتوها. شوفو مشاكلكم و ارعو بي قيدكم.

  2. لماذا لا يتم التطبيع مع إسرائيل يا سادة ؟

    ((( لقد ولى هذا العهد إلى غير رجعة، فحتى فلسطين نفسها لها حوار مُعلن وتعامل مع الدولة الإسرائيلية)))

    طيب لماذا ومن نحن ؟
    نحن الخاسرون وليسوا هم !!! ونحن الواهمون أنفسنا بأننا نحن من يستحق الوقوف ضد إسرائيل ؟
    لماذا إلى اليوم ما زال إسم السودان لم يرفع من الدول الراعية للإرهاب وكل يوم يتم التجديد لهم في ذلك لأننا الدولة الوحيدة في كل الدنيا لم نطبع مع إسرائيل !!!!!!!
    طيب لماذا لا نطبع علاقاتنا مع إسرائيل إذا كانت فلسطين نفسها لها أشياء معهم!!!!!!!!!!
    وكما قالت الكاتبة … (((قد ولى هذا العهد إلى غير رجعة، فحتى فلسطين نفسها لها حوار مُعلن وتعامل مع الدولة الإسرائيلية))) ولّأ نحن اللي بنشيل وش اللوم قبل كل الناس …… وبعدين يضحكوا علينا ….. نحن شعب طيب والله طيب إذا كنا إلى يوما :
    1- وبلدنا لا يوجد تصريف لمياه الأمطار والصرف الصحي .
    2- إذا كنا نحن إلى يومنا هذا لا نجد رغيف “خبز” في مخابزنا “” لا حول ولا قوة إلا بالله”
    3-أدنى مقومات الحياة البشرية لا نمتلكها في بلادنا الحبيبة ((( والناس والدول المترفة في حياتها تطبع مع إسرائيل))) ونحن من أجل أناس لا يستحقون ولا يستاهلون التراب والبصق في وجوههم نُدمر شعب وبلد بأكمله ماذا نستفيد من فلسطين إذا كانت هي من باعب بلادها …………….

    والله كفى يشهد الله كفى على الشعب السوداني الإذلال والمذلة والمهاذل التي يعيشها كفى لقد أُُبيد السودان وبأيادي سودانية من أجل من كل ذلك …. ولك الله يا شعب السودان الأبي البطل ….. والله أكبر على من تجبر وظلم الشعب الطيب وأكل حقه ……والله أكبر عليكم إيها الجبناء الخونة ولا نامت أعينكم …..

  3. وهل الدول المطبعة العلاقات مع الكيان الصهيوني نفعها هذا التطبيع؟ انظر الى حال مصر وانظر إلى الأردن من أفقر الدول العربية ومع ذلك ياخذون ثمن التطبيع سنويا معونات أمريكية إذا منعت عنهم ينوحون ويولولون