جولة ميدانية تكشف موقف توفير العلاج المجاني للاطفال دون سن الخامسة
مدير جعفر إبن عوف يطالب بزيادة مبلغ التأمين الصحى للمستشفي الى 400 مليون جنيه لتغطية جميع الحالات .
صيدليات ولاية الخرطوم خارج مسؤلية الإمدادات لانها لم تنضم الى صندوق الإمداد الدوائى
الامدادات الطبية توفير 40 صنف من أدوية الاطفال دون سن الخامسة مجاناً
الدواء المجاني للأطفال يشمل المراكز الصحية بالمستشفيات الحكومية وحالات الطوارئ
مستشفي بشائر : التأمين الصحى غطى أدوية الأطفال دون الخامسة
د. المعز قرار فك احتكار الأدوية يتطلب تفعيل الرقابة
مقدمة :
اعلن رئيس مجلس الوزراء القومي وزير المالية معتز موسي علي حسابة الخاص في تويتر إستمرار الدولة في توفير الادوية المجانية الخاصة بالحوادث والطواري والاطفال دون سن الخامسة وامراض السرطان وأدوية ومستهلكات امراض الكلي وبنك الدم وقسطرة القلب والهيموفيليا ورعاية الحوامل بقيمة 150 مليون دولار بما يعادل حوالي 7 مليارات جنيه .. لم تكن هذه هي المرة الأولى التى تعلن فيها الحكومة مجانية العلاج للاطفال دون تحديد اصناف معينة من الدواء وفي هذا الإطار اُجيز قانون الامدادت الطبية في العام 2015 م والذي اتاح لها العمل علي ولايتي الخرطوم والجزيرة ولكن الولايتين قد ابدو رفضهم التام لهذا النظام وظلت الامدادات الطبية تمدهم بالحصة المخصصة لهم كاملة من الادوية المجانية، وجاءت عدة تساؤلات من المواطنين حول مجانية هذه الادوية المركز السوداني للخدمات الصحفية اجري تحقيقاً صحفياً مع عدد من الجهات لمعرفة ما اذا كانت الادوية مجانية للاطفال..
وبدأنا جولاتنا الميدانية بالهيئة العامة للإمدادت الطبية حيث تحدث الينا د. تهاني عبد الرحيم مدير ادارة الامداد الطبي ومنسق الامداد بالبرامج المجانية والعلاج الاقتصادي بالإمدادات الطبية قائلة: ان البرامج المجانية تنقسم الي جزئين جزء مدعوم من الحكومة وآخر مدعوم خارجياً عبر منظمات عالمية، مبيناً أن البرامج المدعومة من الحكومة تعمل في عدة مجالات كادوية السرطان، والتى يتم توزيعها علي ست مراكز داخل المستشفيات الحكومية بالولايات، مشيرة الى ان مستشفي الذرة بالخرطوم هي أكبر المراكز في التوزيع، مضيفة انه حسب موجهات منظمة الصحة العالمية ان تباع هذه المستهلكات مجاناً ويشمل البيع القطاع الخاص من الصيدليات ، وتتمثل المستهلكات في ” نقل الدم – الاشرطة – الاكياس التي يفحص بها الدم – غسيل الكلي ” واخيرا اضيفت اليهم ادوية زراعة الكبد وحبوب الحديد مع الفولك اسيد “للحوامل” وعلاجات الاطفال دون سن الخامسة والتى يوجد بها اكثر من 40 صنف منها اكثر من 20 صنف علي مستوي المراكز الصحية الاولية وبها ادوية متخصصة للمستشفيات الخاصة بالاطفال جميعها توفرها حكومة السودان مجاناً عبر الامدادات الطبية.
وحول كيفية توزيع الادوية المجانية تقول د. تهاني انها تشمل 18 ولاية جميعها تأخذ حصتها من الامدادات الطبية، ويوجد فروع في 16 ولاية عدا ولايتي الخرطوم والجزيرة وجميع البرامج المجانية التي تدعمها الحكومة تذهب اليهم كاملة، أما بالنسبة للتوزيع فان الحصص المخصصة لكل ولاية تأخذها كل ثلاثة أشهر حسب الطبيعة الجغرافية، كاشفة عن برمجة وجدولة للتوزيع لجميع المراكز الحكومية بالولايات وذلك من خلال المتابعة مع بداية كل شهر واحيانا التوزيع يحتاج الي اكثر من شهرين، مبينة أن هنالك برامج مدعومة من جهات خارجية متمثلة في ادوية الملاريا والدرن وموانع الحمل وجميعها تدعمها جهات خارجية وتوزع علي (18) ولاية، أما الـ(16) ولاية التي فيها فروع امداد لدينا بها اشراف داخلي ويتم تسليم تقارير اسبوعية عن وفرة الاصناف في المراكز الصحية حتي تطمئن الامدادت علي كل الولايات.
وفيما يختص بولايتي الخرطوم والجزيرة تقول د. تهاني ان هنالك نظام الدواء الدائري داخل ولاية الخرطوم، مشيراً الى الإمدادات ظلت تمد الولايتين بكامل الادوية دون الرقابة ، مضيفة ان اول البرامج المجانية التي ُفعلت هي ادوية الطواريء ولكل ولاية حصة محددة، ولكن ولاية الخرطوم لها اكبر قيمة في عدد الادوية بالنسبة للطواريء علي مدي 24ساعة، كاشفةً عن اتفاق مع بداية كل عام على تحديد القيمة الشهرية للادوية لكل ولاية وعليها ان تختار الاصناف التي تحتاجها واما توزيعها داخل المراكز الحكومية فانه يعتبر شأن الولاية.
مضيفة أن مستشفي الذرة تشتري من الامدادت الطبية ادوية السرطان بصورة مباشرة وتأخذ من الامدادات مايكفي حوجتها لعلاج المرضي، اما ادوية الاطفال فانها تذهب الي ولاية الخرطوم بحسب موجهات وزارة الصحة العالمية، ويتم ذلك باجراء مسح لمعرفة اكثر الامراض التي تصيب الاطفال وعلي ضوئها رصدت هذه الاصناف ، وهذا ليس محدد بميزانية وعلي كل ولاية ان تسحب من الادوية ما يكفي حوجتها، واضافت قائلة : ان ولاية الخرطوم كانت لديها ملاحظات علي القائمة التي تم وضعها بواسطة اخصائيين.
وحول الميزانية التى يتم رصدها للأدوية المجانية تقول تهاني أنها شأن وزارة المالية لانها هي الجهة الداعمة لبرامج الحكومة، والمؤشرات المختلفة للميزانية تحددها وزارة المالية وذلك بدفعها لوزارة الصحة ومن ثم وزارة الصحة تقوم بدفعها الي الامدادات الطبية، مبينة ان ولاية شمال كردفان هي اول من طبقت نظام ادخال الشرائح الضعيفة من الاطفال في دائرة التأمين الصحي وذلك بأن تكون جميع الفحوصات مجاناً، مشددة علي تعميم هذة التجربة علي عدد من الولايات ، موضحة ان الدواء المجاني يشمل المراكز الصحية داخل المستشفيات الحكومية فقط وايضا حالات الطواريء بالمستشفيات الحكومية، اما الصيدليات داخل ولاية الخرطوم ليست ضمن مسؤلية الامدادات الطبية لانها رفضت الانضمام الي صندوق الامداد الدوائي، موضحة انه قد ارتفع عدد الروشتات العلاجية داخل صيدلية الامدادات الطبية الي اكثر من (1000) روشتة يوميا وذلك لانها تبيع للمرضي بالسعر المناسب عكس الصيدليات الاخري الامر الذي اضطر ببيعها عبر التذاكر، لهذا السبب شرعت الامدادت في عمل صيدلة تسع اكبر حجم من الدكاترة وتكون بمساحة 300 متر.
ومن ثم اتجهنا الى مستشفي جعفر بن عوف المرجعي للأطفال حيث تحدث الينا د.علي محمد عربي مدير عام المستشفي وعضو لجنة الدواء المجاني للاطفال، قائلاً : إن هناك نوعين من الأدوية المجانية تأتي من ولاية الخرطوم بقيمة 400 مليون جنيه شهرياً وتشمل المضادات الحيوية و”القفازات – الشاش ” والاحتياجات الاساسية ويتم توزيعها مجاناً داخل المستشفي لكل الأطفال المرضي، واكد ان هذه الأدوية تأتى اليهم كل شهر بنسبة ثابتة ورقم ثابت، الا انها لان اصبحت لاتغطي الإحتياجات لان قيمة الدواء زادات وعندما تزيد القيمة تنقص الكمية وهذا يؤثر علي المرضي، وقال عربى ان ادوية الأطفال دون الخامسة تأتي للمستشفي من الامدادات الطبية وانهم قاموا بادخال أدوية الصرع والانيميا وادوية هرمون النمو قائلاً : ان هذا النوع سعره مرتفع مقارنة مع بقية الادوية للاطفال وكذلك ادوية الانسولين للسكري لجميع الاطفال، والادوية التي تحتاجها العناية المكثفة والدربات من عمر يوم و الي عمر 18 عاما وادوية الكلي . واكد عربي عدم بيع اي نوع من الدواء داخل صيدلية المستشفي وزاد بالقول ليس لدينا شيء داخل المستشفي بالمقابل المادي لاعنابر ولا معمل كما لايوجد لدينا قسم حسابات ” واضاف أن الادوية التي يتم تقديمها للمرضي غالية الثمن لان العمل في المستشفي مرجعي تحول الية حالات الاطفال في المستوي الثاني وهذا المستشفي يعمل في التخصصات الدقيقة مثل امراض القلب والجهاز الهضمي والتنفسي وامراض الدم سواء كان انيميا منجليه اوفشل في النخاع اومشكلة في الكلي سواء كان مزمن او غير مزمن، وكذلك الحالات الحرجة جدا التي تحتاج الي عناية مكثفة او وسيطة او حديثي الولادة واحيان يدخل الطفل الي العناية و يحتاج الي تنفس صناعي يدوم لمدة شهر ويكون هذا مجاناً الي ان يتعافي الطفل ولكن هذا قد اضرنا كثيرا مع التأمين الصحي لاننا عندما نطالب التأمين الصحي بان يقدم الدعم لهذا المريض يطالبنا باستمارات وهذا دائما مايدخلنا في حرج مع المرضي، وقال د. عربي الادوية المجانية التي لم تتوفر لدينا داخل المستشفي هو دواء الشلل وتكلفته بحوالي 20 مليون جنيه ولانستطيع توفيره داخل المستشفي لانه مكلف جدا وغالبا مايتحصل علية المرضي عن طريق الامدادات الطبية، واحيانا القائمون علي امر العلاج المجاني يدعمون عدداً من الحالات، ايضا مستهلكات التنفس الصناعي والفراشات والحقن جميعها مجانا ً، واضاف نعمل علي توطين العلاج بالداخل، وليتم هذا التوطين لابد من وجود دعم كبير للاطفال بالعناية المكثفة مع توفير جميع المستهلكات مجاناً، مطالباً بزيادة مبلغ التأمين بان يدفع للمستشفي علي الاقل 300 – 400 مليون في الشهر حتي يستطيع تغطية جميع المرضي.
حول رفض ولاية الخرطوم للإنضمام لنظام الدواء الدائري اتجهنا الى هيئة التامين الصحي بالولاية لمعرفة حيثيات الأمر وكيفية توزيع الادوية مجاناً حيث اكدت ادارة الاعلام بهيئة التأمين الصحي ان التأمين حقق تغطية شاملة بلغت 77,6% من سكان الولاية وشملت هذه التغطية القطاعين العام والخاص، وذلك بتوفير الدواء عبر( 382) صيدلية “خاصة وحكومية” داخل ولاية الخرطوم وبجانب توفير 747 نوع من الادوية التي تم تحديدها حسب الحوجة التي أقرتها وزارة الصحة ومجلس الادوية، موضحة التزام هيئة التأمين بتوفير الادوية بمراجعة القائمة دورياً وقد تدفع للمؤمن علية(75% ) من قيمتها لكل حاملي البطاقة العلاجية حتي يتمكن المرضي من الحصول علي الدواء، و في حال عدم توفر الدواء المدرج في القائمة تقوم الهيئة باسترداد قيمة الدواء للمريض، كاشفة عن توفير الهيئة منافذ الاسترداد بمحلية ام درمان وبحري بجانب مبني رئاسة الهيئة، كما توفر الدواء بالتعاقد مع المؤسسات الدوائية ولازالت تعمل علي ادخال المزيد من الصيدليات لتحقيق الانتشار الجغرافي للخدمة الدوائية في ولاية الخرطوم .
ومن ثم اتجهنا الى مستشفي بشائر التعليمي للوقوف على كيفية سير اجراءات التأمين الصحي حيث تحدث الينا د. المعز دفع الله الامين العام للمستشفي قائلاً: ان هيئة التأمين الصحي توفر الخدمة للمستشفي علي مرحلتين “اولية – مرجعية” وتشمل المرضي المحولون من المستشفيات والمراكز الحكومية، مبيناً مساعدتهم لجميع المرضى وذلك بتقديم خدمات التأمين الصحي “شوامخ ولاية الخرطوم” للمستشفي، مستشهداً على ذلك بتأسيس معمل من جانب تأمين ولاية الخرطوم والذي يعتبر درجة اولي لانه توجد به جميع الفحوصات وأي شخص يحمل بطاقة تأمين ولاية الخرطوم تقدم له الخدمة بربع القيمة، وبالنسبة لأدوية الطواريء جميعها مجاناً داخل المستشفي وتصرف الأدوية للمرضي من صيدلية الطواريء وتأتي مباشرةً من الامدادات الطبية الدواء الدوار.
وحول مجانية العلاج للاطفال دون سن الخامسة يقول د. دفع الله ان قرار وزارة الصحة بان يتم علاجهم مجاناً والان التأمين الصحي احتوى هذه الشريحة واستخرج لهم بطاقات خاصة بالتأمين من ولاية الخرطوم وهذه البطاقة تقدم لهم من دون اي اعباء ادارية سواء كان بصورة “فتوغرافية او رقم وطني” او بدون ذلك ويتعالج بها الطفل لمدة خمسة اعوام، واضاف نشتري من الامدادت الطبية عن طريق كود كبقية المستشفيات، ولكن الدواء الدائري يعطينا دواء كل شهر بقيمة 300 مليون تعالج بها حالة الطواريء مجاناً، قائلاً أن هذه القيمة معقولة جدا، واعتبرد. المعز قرار رئيس الجمهورية حول فك احتكار الادوية انه سلاح ذو حدين اذا تم استخدامه بطريقة رشيدة بان يصب في صالح المواطن باعتبارة ستكون هنالك منافسة وايضا قد تكون الاسعار في متناول يد المواطن ولكن اذا استخدم غير ذلك فقد يؤدي الي ارتفاع الاسعار وامتناع صناع السوق من جلب الادوية ، قائلاً أن هذا يعتمد علي حسب الرقابة التي تمارسها الدولة على مثل هذه القرارات، بينما اعتبر قرار الاكتفاء بالادوية المصنعه محلياً صائب وانه يعمل علي تشجيع الصناعة المحلية وايضا قد يعمل علي توحيد الاسعار، اما بالنسبة لضبط التسعيرة فان هذا القرار يعتبر ايجابي بنسبة 75%، مطالبا بازيادة الاهتمام بالبنيات التحتية وزيادة الحصة الدوائية وتمويل المستشفيات تمويلاً كاملاً.
وفي ذات تقول د. عواطف الحسين كبير الصيادلة بمستشفي بشائر في حديثها حول مجانية الادوية التي توجد داخل مستشسفي بشائر لدينا نوعين من الادوية المجانية داخل المستشفي ادوية تختص بالاطفال دون سن الخامسة وهي “بندول شراب – فلاجيل شراب – أموكزيل شراب – حديد – سبترين – فينتولين الازمة – مضادات حيوية حقن بنسلين مائي – جبتامايسين – سيفوتاكس – فانتومايسبن – ميرونيم – تاترسايكلين – وادوية الملاريا للاطفال عامة ،أما ادوية الطواري تشمل مستهلكات الدم الطبية –المحاليل الوريدية -فينتولين – اونسلين – ادويةالصحة الايجابية، ولكن هذه الكمية بسيطة بالنسبة للطواري ولاتغطي كل المرضي ولذلك نطالب وزارة الحة بزيادة حصة الطوارئ .
بينما اكدت د. لمياء حسن عثمان كبير الصيادلة بمستشفي جعفر بن عوف المرجعي ان كل المستهلكات الطبية داخل المستشفي مجانا ” حقن – فراشات – انابيب معدة – قساطر – اكياس البول ” وكذلك المضادات الحيوية للاطفال دون الخامسة ، أما الادوية المتخصصه المجانية متمثلة في ” ادوية المخ والاعصاب – السل والدرن – ادوية برنامج الكلازار – الملاريا – امراض الدم – علاج الغدد الصما “هرمون النمو والاستولينات بانواعها – وجميع المحاليل الوريدية بمافيها الجلكوز .
تحقيق: ثويبة الأمين (smc)