منوعات

باحثون: محاربة الشائعة بالإعلام الصادق

الشائعة تولد الحقد والكراهية وتدمر العلاقات الإنسانية ..

قالت الباحثة الاجتماعية دكتورة هويدا عز الدين إن الشائعة أصبحت إحدى الإشكالات الاجتماعية العصرية في المجتمع السوداني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والشائعة تأتي من خبر مجهول ليس له أساس من الصحة والمصداقية والشفافية ويمثل بيئة مناسبة جداً للشائعة، مؤكدة أن الشائعات مشينة لذلك التشريع الإسلامي حث على التثبت وترك لنا منهجاً أخلاقياً في القرآن والسنة وحذر من قبول الأخبار دون تمحيص.

وأشارت الدكتورة هويدا خلال حديثها في المنتدى الذي نظمه مركز التنوير المعرفي بمقره اليوم بعنوان (الأثر النفسي والاجتماعي للشائعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي)، أشارت إلى أن سريان الشائعة حسب السرعة والزمان والمكان تترتب عليه صعوبة حصرها وهي أكثر سرعة وبالتالي يصعب تلافيها.

وأضافت هويدا أن الشائعة لها أنواع مختلفة، فهنالك شائعة الهدوء وتكون سارية ومتداولة، وهنالك الشائعة التدميرية والهدف منها القضاء على فئة معينة أو جهة معينة، والشائعة الغاطسة وهي التي تكون متداولة في فترة ثم تظهر مرة أخرى، وكذلك شائعة تهيئة المجتمع مثل شائعة زيادة الأسعار وشائعة الخوف وهي الأكثر انتشار، وهي الشائعة التي تطلق على الظواهر البيئية والطبيعية ويتم تداولها بسرعة كبيرة.

وعن آثار النفسية للشائعة ذكرت هويدا أنها تولد الحقد والكراهية وتدمر العلاقات الإنسانية، وأن السمات العامة لمطلق الشائعة هي حب الظهور، ونادت بأن تكون الصحافة أكثر اعتباراً حتى تحتوي الشائعة.

ودعت هويدا إلى الاهتمام بالأخلاق والاهتمام المضاعف بالتربية الدينية عبر البرامج الحوارية مع الشباب وتجسير الفجوة عبر الندوات في الجامعات والأندية الشبابية وحثهم على خطورة الجرائم الاجتماعية، وأن تكون هنالك برامج ثقافية جامعة كبدائل إيجابية على الشبكة، وتبني خطاب ديني للشباب وتحديث أسلوب الخطاب الديني للشباب والتوعية الاجتماعية أولاً وأخيراً.

دكتورة سمية محمد عبد الله أزرق رئيسة دائرة علم النفس والتربية بمركز التنوير المعرفي أكدت اهتمام الدائرة بالتربية في المجتمع عبر رسائل توعية، وأضافت أن الشائعة أصبحت أكثر تأثيراً وأنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظل موجودة على طول الزمن، داعية إلى التعامل مع مثل هذه الظواهر عبر المجتمع العلمي، وأن تكون وسائل الإعلام على دراية ومسئولية، ونقل الخبر الصحيح والتوعية عبر البحوث وإقامة الندوات، ولابد أن نتوخى الخبر عبر مصدره الأصلي وهي تحتاج إلى التعامل بمسئولية عالية وتوخي الحيطة والحذر.

دكتور العقيد الصوارمي خالد سعد ذكر أن الإشاعة لها دافع معين لإطلاقها والآن الشائعة أصبحت لها مصممين كالإعلان والدعاية وهي دائماً مادة إثارة وكذلك تستحفز فيها مادة التشويق وأسوأ مافيها أنها مثيرة للشهية.

وأضاف أن الشائعة فيها ضياع للمال وضياع للوقت للتحقق منها والنشر لها ولديها، وفيها عدم المصداقية للمجتمع لذلك تؤدي إلى التحلل الأسري.

وعن طرق معالجات الشائعة ذكر العقيد أنه لابد من التأكد من المصدر قبل كل شئ وكذلك عدم النشر إلا بعد التأكد من صحته، وأوصى القائمين على أمر هذا البرنامج أن يوسع ويعاد كل أسبوع وفي كل مكان لخطورة الشائعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

سونا.