منوعات

تلعب دوراً مُهمّاً في العلاقات.. المُجاملة سُلُوكٌ اجتماعيٌّ أفسدته المُبالغة والنفاق..

المُجاملة سُلُوكٌ مُتعارفٌ عليه مُجتمعياً بَينَ النّاس، يحسن من العلاقات بينهم، وَهُوَ تَقليدٌ اجتماعيٌّ يأتي في إطار السلوك الإيجابي دُون الخُرُوج عن مُقتضيات العُرف الاجتماعي..

والمُجاملة تأتي في شكل كلمات رقيقة أو زيارات أو تبادل الهدايا بين أفراد أو جماعات لكسر الرُّوتين اليومي للحياة، وَتَلعب دَوراً كَبيراً في زَرع المَوَدّة بين الناس والتّقارب فيمَا بَينهم، إلا أنّ المُبالغة فيها جعلت الأمر يعدو مُجرّد نفاقٍ.

(1)

سُعاد البشرى أكّدت أنّ مَا يَحدث بين أفراد المُجتمع ليس مُجاملة تأتي من حُبٍ، بل تقرُّب لمصالح ذاتية ليس إلا، الشئ الذي أفسد معنى المُجاملة التي كانت تَهدف إلى تَرابُط المُجتمع بعيداً عن الزِّيف الذي نَعيشه الآن، مُشيرةً إلى أنّ الأمر تخطى العلاقات الاجتماعية داخل مُحيط الأُسر إلى المُحيط العملي، إذ أصبح النفاق مَعلَمَاً بَارزاً في التّعامل من أجل المَصالح الشّخصيّة.

(2)

وقالت نورا نجيب، إنّها تَرفض أن تنافق من أجل أن تصل الى هدفٍ ما، وأبانت أنّ هناك خيطاً رفيعاً يفصل ما بين المُجاملة والنفاق والكذب، ومهما حاول الشخص أن يتّصف بالذكاء، لكن لا بُدّ أن تأتي لحظة يعرف الناس أنّه شَخصٌ مَنافقٌ، وعادت لتُؤكِّد أنّ المُجاملة بشكلها المُتعارف عليه شئٌ محمودٌ وضَروريٌّ لا بُدّ أن يكون بين أفراد المُجتمع لإقامة علاقات وروابط اجتماعيّة قويّة، مُضيفةً أنّ المجاملة سمة جميلة، مُتمنيةً أن تعود إلى سيرتها السَّابقة بعيداً عن الزيف.

(3)

وقالت رشا القاضي، إنّ المجاملة لا بُدّ أن تكون في حدود ولا تزيد عن الحد المطلوب حتى لا تتحوّل إلى تملقٍ ونفاقٍ يكون مرفوضاً من المُجتمع، وتأسّفت عَلَى مَا آلت إليه الأحوال بين أفراد المُجتمع، إذ أصبح التملُّق سمة أساسيةً بين كَثيرٍ من الناس وكُلٌّ يَهدف للوصول إلى مُبتغاه، قَائلةً إنّ المُجاملة بِمَعَنَاها الحَقيقي تُؤدي إلى نَتائجَ إيجابيّة عَلَى مُستوى الأفراد والجَمَاعات بَعيداً عن الكذب والخِداع، مُتمَنيةً أن تتوفّر حُسن النية وصدق المشاعر وترك اللهث خلف المصالح الذاتية التي تُعتبر السبب الرئيسي في النفاق.

الخرطوم: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني.