صلاح حبيب

الوطني والشعبي العرجا لمراحا!!

نقلت (المجهر) أمس الأول خبر عن تنسيق المؤتمرين الوطني والشعبي لانتخابات 2020 وأن لقاءً قد تم بين الدكتور “علي الحاج” الأمين العام للمؤتمر الشعبي، والدكتور “فيصل حسن إبراهيم” مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس الحزب، في وقت سابق تردد أن المفاصلة الشهيرة التي وقعت بين المؤتمرين في عام 1999 لم تكن أي مخطط لإسكات بعض الأصوات، وأن ما تم بينهما ما هو إلا تكتيك لوقف الهجوم الخارجي على الحكومة، وحتى الآن لم يخرج شخص من الحزبين ليؤكد أو ينفي تلك الواقعة، ولكن التواصل الآن بينهما والتنسيق لخوض الانتخابات القادمة مع بعض، ربما يؤكد صحة تلك الواقعة، ولكن قد يتساءل شخص ما الفائدة من تلك القطيعة والعداء بين أعضاء الفريقين كل تلك الفترة حتى أعضاء المؤتمر الشعبي عانوا من شظف العيش، فإن كانت تمثيلية فهل يعقل أن يترك الأخ أخاه يعيش تلك المعاناة طوال العشرين عاماً وهي عمر المفاصلة، إن المفاصلة كانت حقيقية وصحتها تأتي من أحاديث الدكتور الشيخ الراحل “التراب” الذي انقلب عليهم بصورة واضحة وما حوار الجزيرة ببعيد عنا، إن التقارب بين المؤتمرين الشعبي والوطني والتنسيق للانتخابات القادمة مشروع لأن الأحزاب الأخرى هي نفسها تتكتل في تنسيق بينها لخوض الانتخابات، وربما رأى الشعبي من الأولى أولى و(جحا أولى بلحم توره) فالوطني والشعبي خرجوا من مدرسة واحدة ومن فصل واحد كان مدرسة الأساس الشيخ “الترابي”، والتكتل بينهم بمثابة عودة الجسد إلى الروح فالحركة الإسلامية التي رضعوا من ثديها تحتم عليهم أن يكون التنسيق من أجل المصلحة الواحدة لذا ليس ببعيد أن يكتمل هذا الترتيب والتنسيق بينهم رغم أن هناك بعض الأصوات في المؤتمر الشعبي ما زالت على مواقفها القديمة من الصراع والخصام، إلا أن الدكتور “علي الحاج” الذي عركته التجارب ونازل الكثيرين في ميادين السياسة رأيه ربما يختلف عن تلك القواعد، التي ما زالت ترى أن الخلاف بينهم عميق وأن الجرح مازال ينزف وحتى يطيب لابد من جراحات متعددة، أن من مصلحة حزب المؤتمر الشعبي أن يعود إلى بيته القديم، ومهما حدث من خلاف أو صراع استمر طوال تلك الفترة فلابد أن يتم التنسيق بينهم إفشالاً لكل المخططات التي تحاك ضدهم في الظلام أو في العلن ولن يتمكن الشعبي من التنسيق بينه وحزب الأمة، فالإسلاميون لهم عداء واضح مع حزب الأمة فلا يمكن أن يكون بينهم توافق أو تنسيق، وقد سبق أن شكلوا حكومة مؤتلفة بينهم إبان الديمقراطية الثالثة، ولكن لم تدم طويلاً فانفض السامر لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع بين الحزبين قبل أن ينقسما الآن إلى جزءين وطني وشعبي، وكذا الحال بين الشعبي والشيوعي أو الاتحاديين، فالعلاقة بينهم ليست أفضل من علاقتهم مع حزب الأمة، رغم أن التوافق بينهم والأمة أكبر من تلك الأحزاب الأخرى الاتحاديين والشيوعيين.. لذا هم الآن الأقرب إلى التنسيق والتشاور مع الوطني على الأقل تربوا مع بعض وعاشوا سويا كل تلك الفترة الماضية وهم يفهمون بعضهم البعض وحتى المدرسة واحدة بينهم.. لذا لا حل لهم لخوض الانتخابات القادمة في التحالفات والتنسيق بين القوى المختلفة إلا العودة إلى الوطني أن أرادوا المشاركة في انتخابات 2020.

صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي