رأي ومقالات

ثمة حسابات امريكية دم جمال خاشقي عندها في قياس دم باعوضة !

لفت نظري مع بداية تصاعد قضية الصحفي جمال خاشقجي خبر عودة سفير المملكة العربية السعودية الامير خالد بن سلمان _من مواليد العام 1988 _ من واشطن للرياض

؛ مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية قال للصحافة الامريكية ان السفير عاد لبلاده بغرض جلب إيضاحات او كما قال مسؤولون أميركيون إن الأمير خالد لن يعود حيث غادر يوم الخميس 11 أكتوبر الحالي إلى بلاده، بهدف العودة بإجابات بخصوص واقعة قنصلية استانبول التي لم يثبت بشأنها امر القتل وقتها ، وتذكر الصحافة قوله (خاشقجي كان صديقي وأن انتقاداته لقيادة المملكة كانت صادقة. فيما نقلت نيويورك تايمز الأميركية بعدها بخمس ايام أن الرياض لن تُعيد شقيق ولي العهد السعودي لمنصبه كسفير للمملكة في واشنطن!

وهو اجراء _ عدم العودة_ يبدو غريبا اذ حتى في حال حل المشكلة او تعقدها سياسيا وبتأثيراتها الدولية ولو بارهاق الضغط المعنوي فلا انسب من رجل بمقامه واسمه وقربه من دست الحكم ليكون ممثلا لبلاده في عاصمة هي الاهم في قياسات الاوزان والتحالف مثل الولايات المتحدة للملكة العربية السعودية فما الذي استدعى قرار عدم العودة وهو ما يفسر دبلوماسيا بتحفظات البلد الذي يمثله السفير مع ملاحظة ان مواقف الادارة الامريكية الحاكمة بدت مرنة تجاه كل ما جرى اذ مهما غضبت فثمة حسابات امريكية دم خاشقي عندها في قياس دم باعوضة ! وقد تتبعت بعدها انشطة الامير شقيق ولي العهد فكان هو من تولي اعمال الاستقبال وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو حيث ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز استقبل في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية وحضر اللقاء، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، و الأمير خالد بن سلمان سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير. وفي وقت لاحق التقي الضيف الامريكي تحت مظلة قضية خاشقجي ولي العهد محمد بن سلمان والذي كان واضحا فيه انه تم بنهج (ون بلص ون) قبل ان يعود الضيف للقاءات مع ذات التشكيل السابق ؛

واظن ان هذا اللقاء وفي حال تكامله مع انشطة داخلية ربما يعني ان الامير خالد بن سلمان يتأهب لدور في القصر الملكي مدعوما ومسنود من الخارج ؛ ولا استطيع الجزم بفرضية صعوده الى موقع ولي العهد مباشرة اذ ان تحليل هذا الافتراض يبدو عملية معقدة في ظل تقاطعات وتشبيك الكيمياء الداخلية لبنية النظام الملكي وهيئات ادارة مثل اجراء معقد كعزل ولي عهد او تسمية ملك لكن تطورات الايام الماضيات كشفت ان الدائرة المحيطة بولي العهد السعودي الحالي قد تعرضت لعملية كسح ليست يسيرة وحتى في حال استمراره فحتما فان الدوائر القديمة سيطالها تغيير كبير وادل الامثلة على هذا إبعاد المستشار (القحطاني) الذي بخلاف اللواء (العسيري) فان موقعه (مدني) ويفترض انه خارج دائرة الثواب والعقاب لهفوة امنية الاختصاص ومخابراتية!

لكن يبدو ان تفاعلات ما جرى اوجدت عاصفة قد تدفع كما اتوقع بالامير خالد بن سلمان الى موقع ما اما لتجهيز بديل او لتعديل كافة التوجهات السابقة وكل هذا محكوم حتما بمكانة السعودية واثرها والحرص عليها وهذا بعد سيحث اطرافا داخلية وخارجية في كل الاحوال على تقليل الخسائر .

بقلم
محمد حامد جمعة