اتحاد الصحفيين، وداعة، وجمال خاشقجى!!
* عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، فلا مجال للحديث عن أخ مسلم أو شيوعى، أو محافظ أو ليبرالى، أو مسلم أو مسيحى، أو متدين أو غير متدين، ولقد كان من المؤسف ان نرى ونسمع ونطالع الأحاديث المؤلمة والشماتة على شهيد الفكر والرأى (جمال خاشقجى) باعتبار أنه اخ مسلم أو مؤيد للإخوان المسلمين يستحق ما حدث له، وتوجيه الانتقادات الى الذين ادانوا ما حدث له، الأمر الذى لا يقل بشاعة بأى حال من الأحوال من الجريمة البشعة التى إرتكبت ضده، خاصة عندما يأتى ذلك من أشخاص يحملون راية الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، ويدافعون عن حق الإنسان فى الحياة الكريمة .. !!
* أى دفاع هذا إذا كان هذا الشخص يشمت مِن قتل إنسان برئ لم يفعل شيئا سوى التعبير عن رأيه .. إنه تناقض غريب بل إنه قمة السقوط، مما يجعل المرء ييأس من حدوث أى اصلاح مستقبلى يحترم حقوق الإنسان وحقه فى الحياة، عندما تسقط الانظمة الكريهة التى يقودها ويتحكم فيها الفاشيون والدمويون والقتلة، ويتسلم مقاليد الأمور من كانوا ينتقدون أصحاب تلك الأنظمة والجرائم التى يرتكبونها ضد الإنسان وحقوقه وكرامته!!
* صحيح أن إتحاد الصحفيين السودانيين قصَّر بشدة، ولا يزال، فى حق الصحفيين السودانيين، والإنتهاكات التى إرتكبت ضدهم ولا تزال ترتكب، وأنا أحدهم، ولقد لجأتُ إليه عدة مرات لاستعادة حقى المغتصب بواسطة السلطة فى التعبير عن رأيى ونشر مقالاتى فى الصحافة الورقية، ولم يفلح فى ذلك ــ ولا أقول انه لم يفعل شيئا فلا اعلم الغيب ــ ولكنه لم يصدر أى بيان يدين مصادرة حقوقى التى انتهكت وصودرت مرات عديدة وصلت الى ثمانية مرات خلال خمس سنوات فقط، آخرها منعى بواسطة جهاز الامن من نشر مقالاتى فى صحيفة (الجريدة) منذ حوالى عامين وحتى هذه اللحظة، بالإضافة لانتهاك حقوق زملاء آخرين من بينهم الصديق العزيز الأستاذ (عثمان شبونة) الذى منع هو الآخر من نشر مقالاته بصحيفة (الجريدة) قبل منعى ببضعة ايام، ولا يزال ممنوعا من الكتابة حتى اليوم !!
* حدث ذلك من الإتحاد تجاهى رغم أننى عضو كامل العضوية، وأجدد عضويتى سنويا، ولم أقاطع الإتحاد كما يفعل العديد من الزملاء الذين يقاطعون الإتحاد ومن بينهم صحفيون مؤيدون للنظام، وهو موقف يجد منى كل الإحترام، فلكل شخص الحق الكامل فى إتخاذ المواقف التى تناسبه، ولقد كان القرار الذى اتخذته وظللت متمسكا به حتى هذه اللحظة ــ والذى وجد ولا يزال إنتقاد الكثير من زملائى المعارضين للنظام الحاكم، أو للإتحاد ــ هو عدم التخلى عن عضويتى رغم أننى لم استفد منها فى شئ، حتى فى الدفاع عن حقوقى الدستورية، ولا أطمع من ورائها فى شئ من حطام الدنيا الزائل، ولكننى اتمسك بها، لأن وجهة نظرى التى أؤمن بها أن الإتحاد ليس ملكا للحكومة أو لصحفييها حتى نتخلى لهم عنه، وإنما لكل صحفييى السودان، الذين من حقهم أن يحصلوا على عضويته وينتفعوا بها، وسيأتى اليوم الذى يقتلعونه فيه من براثن الوحش الذى يسيطر عليه .. !!
* الشئ الوحيد الذى أفعله، وأدعو غيرى ليفعله، وأترك لهم الخيار لقبول دعوتى او رفضها، هو مقاطعة أنشطته التى تمالئ النظام الفاسد، ومقاطعة انتخاباته وأى إجراءات أخرى متعلقة بها فى الوقت الحالى لإيمانى القاطع بعدم نزاهتها، بسبب اكتظاظ كشوفات العضوية بأشخاص لا علاقة لهم بالعمل الصحفى، الهدف من وجود أسمائهم فيها هو التصويت فى الانتخابات لصالح مرشحى النظام والموالين لهم، وهو ما ينطبق على كل الاتحادات الأخرى، لذلك ظللت، وسأظل ادعو، لمقاطعة إنتخاباتها حتى يتم تنقية كشوفاتها من مرتزقة الانتخابات !!
* غير أن ذلك لا يمنعنى من الوقوف مع الإتحاد فى بعض المواقف التى أرى أنها صحيحة، حتى لو لم أجاهر برأيى، ومنها موقفه الأخير فى المطالبة بكشف غموض إختفاء الصحفى السعودى (جمال خاشوقجى) قبل اعتراف السلطات السعودية بمقتله على ايدى زبانيتها، وإن كنت أرى أن البيان لم يكن بالقوة التى يتطلبها الظرف المريع بدخول صحفى داخل قنصلية بلده، وعدم خروجه، ووجود دلائل على إختطافه أو قتله وقتذاك، وأطالب الإتحاد الآن بعد إعتراف السلطات السعودية بقتل (الشهيد خاشقجى) أو بمقتله، إصدار بيان إدانة قوية لهذه الجريمة البشعة التى لا يمكن لاى شخص ان يقبلها، دعك من أن يهلل لها، ويشمت فى الضحية لأنه كان (اخ مسلم) أو مؤيدا للإخوان المسلمين أو لغيرهم، ولقد حزنت جدا لموقف الصديق والزميل الكاتب القدير (محمد وداعة) الذى لا يشبهه، وأتمنى أن يتراجع عنه !!
* الحرية لا تتجزأ، وحقوق الإنسان لا تنطبق على البعض دون سواهم، مهما اختلفت أجناسهم، وعقائدهم، وأفكارهم، وآراؤهم التى لا تتعارض مع حقوق الإنسان وحقه فى الحياة والكرامة !!
* الرحمة لشهيد الفكر والرأى (جمال خاشوقجى)، والقصاص لكل من إرتكب هذه الجريمة البشعة، وشارك فيها، وحرَّض أو تستر عليها !!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
السلام عليكم قبل اربعه ايام توفى بالقاهره في غرفته بالفندق مدير النقد الأجنبي ببنك السودان السابق تخيل يادكتور يتم تصديق لسفر عدد ٢ موظفين من البنك للسفر لمصر لاستلام الجثمان ومرافقته الخرطوم يعنى تذاكر ونثريات وهلم جر اينى دور السفاره فى ذلك هذا الفساد بعينه ورئيس وزار ومحافظ البنك ينادون بتقليل الانفاق الحكومى