التقى فيصل وغازي وقوًى سياسية أمبيكي في الخرطوم … إعادة فتح الملفات الشائكة
وصل الوسيط الأفريقي رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى، ثابو أمبيكي، الخرطوم للتعرف على مدى استجابة الأطراف المتعددة لاستئناف المفاوضات حول المنطقتين والحوار مع المعارضين حول إعداد الدستور وانتخابات 2020.
والتقى امبيكي بمساعد رئيس الجمهورية، فيصل حسن إبراهيم، رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات المنطقتين وأكد في تصريحات صحفية- عقب اللقاء- استعداد الحكومة للمضي قدمًا في التفاوض مع المعارضين والحركات المسلحة وفق أجندة التفاوض التي طرحتها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس أمبيكي ،و بحث أمبيكي استئناف المفاوضات وبعض القضايا المهمة بهذا الصدد ومشاركة الموقعين على خارطة الطريق في إعداد دستور السودان القادم وقانون الانتخابات والمشاركة في الانتخابات .
لقاءات متعددة
وواصل امبيكي لقاءاته بممثلي القوى السياسية ، حيث التقى رئيس حركة “الإصلاح الآن” غازي صلاح الدين ممثلاً لقوى (2020).
وكان أمبيكي قد سلم في سبتمبر الماضي الأطراف الموقعة على خارطة الطريق ممثلة في الحكومة، حزب الأمة القومي، حركة تحرير السودان (مناوي) والحركة الشعبية ـ شمال بقيادة الحلو تصورات الآلية لمحاور شملت التوقيع على بروتكول وقف العدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية وهما البندان الخاصين بمسار العملية التفاوضية حول المنطقتين بجانب المشاركة في إعداد الدستور والانتخابات وتهيئة البيئة السياسية، غير أن قوى نداء السودان اعتبرت مقترح أمبيكي بابتدار حوار بين الحكومة والمعارضة حول الدستور والانتخابات تجاوز لخارطة الطريق الأفريقية.
لكن ما الحل الذي حمله امبيكي هذه المرة التي قد تكون هي الأخيرة التي يزور فيها السودان كوسيط و أصبح في سباق مع الزمن بعد أن أوشك تفويضه على الانتهاء؟ ويريد بكل السبل أن يحرز تقدمًا قبل أن يترك موقعه.
خطوة جديدة
رئيس المكتب السياسي لحزب الامة القومي محمد المهدي امتدح لقاء امبيكي بالجانب الحكومي ووصفه بالخطوة الجيدة، مؤكد انه تمت تسمية وفد من نداء السودان بالداخل لمقابلته رغم أن لديهم تحفظهم على طلب أمبيكي لقاء قوى نداء السودان بالداخل رغم لقائه برئاستها في الخارج وتسلم منها ردًا مكتوبًا حول التصورات التي قدمها، وانه سيجد ذات الرد الذي تسلمه من الخارج، مضيفًا أنه لا يتوقع أن يتطرق أمبيكي للقضايا التي طرحها في زيارته السابقة وتم الاعتراض عليها من قوى نداء السودان.
وقال محمد المهدي -للصيحة – إن أمبيكي يريد الالتفاف على خارطة الطريق بمحاولته القفز على الملتقى التحتضيري ويتجاوز الخطوات المتفق عليها في خارطة الطريق الى لقاء مباشر بين الاطراف، مؤكدا أن هذه القفزة ستقابل بالرفض، لان هناك التزام بالخطوات المضمنة في خارطة الطريق وتبدأ بلقاء تحضيري وتنتهي باتفاق على القضايا الإنسانية و الترتيبات الأمنية مع حملة السلاح، وأشار المهدي إلى أن أمبيكي أخطأ عندما خاطب قوى نداء السودان قبل وصوله للسودان كأحزاب وليس ككيان لكن تم الرد عليه في خطاب واحد باسم قوى نداءالسودان.
فقدان كاريزما
نائب رئيس “حركة الإصلاح الآن” حسن رزق أكد عدم مقدرة آلية الوساطة الأفريقية برئاسة أمبيكي على فرض رؤيتها على الحكومة رغم ان الالية سياسية مهمة ويضيف رزف في حديثه لـ (الصيحة) : (لذلك لا اتوقع من امبيكي الذي فقد خاصية كاريزما حضوره ولقاءاته الآن وتحول لـ(حائط مبكي) يذهب اليه الناس للشكوى فقط ، لذلك لا اتوقع ان ياتي بجديد في هذه الزيارة، هو يحاول أن ينجح لكن مقدرة الحكومة على المناورة والالتفاف على الاتفاقات حيدته وجعلته غير قادر على احراز اي تقدم في الحلول). وارجع رزق ذلك إلى عدم امتلاك الدول الأفريقية التي تسنده المقدرة السياسية والمالية كما أمريكا لإجبار الحكومة على الإلتزام.
تراجع فرص
واضاف رزق واضح من زيارات امبيكي المتكررة ان الآلية الافريقية تبحث عن ان يكون لها دور في جمع الفرقاء السودانيين وحل القضايا العالقة، لكنها فشلت في انفاذ كل الاتفاقات السابقة التي تم التوقيع عليها بداية من الاتفاق الموقع بين الحكومة و نداء السودان، و د.غازي صلاح الدين وأحمد سعد عمر، استطاعت الحكومة التحايل عليه باقناع الوساطة بالتنازل والتراجع عن بعض بنود خارطة الطرق وفي النهاية (نط منها) وساعدها في ذلك طبيعة الأفارقة الذين هم مثل العرب عاجزون عن الفعل السياسي، رغم أن الجميع كان ينتظر من أمبيكي أن ينقل تجربة بلاده جنوب افريقيا للسودان باعتباره كان أحد الذين قادوا تجربة التحول من نظام عنصري قاهر إلى نظام ديمقراطي شفاف قاده مانديلا ، مشيرًا إلى أن أمبيكي كانت لديه فرصة لإحراز نجاح في ملف السودان، إلا أن حظوظه لتحقيق ذلك تراجعت الآن ولم تعد مثل ماكانت في بداية مهمته .
كل الأطراف
وختم رزق حديثه محذرًا أمبيكي من التركيز في مقابلاته على القوى السياسية المتحالفة مع الحكومة والموقعة على خارطة الطريق، لأن عزل أي طرف ستكون عاقبته ردة للمربع الأول، و ينبغى عليه كوسيط أن لايفرق بين ألاطراف، لذا عليه مقابلة كل الاطراف حتى المقاطعة باعتبارها جزءا من المكون السياسي السوداني، ولهم رأي يجب سماعه حتى يستطيع التعرف على كل الآراء ويضمنها في تقريره، حتى لاتنطبق عليه المثل( كأننا ياعمرو لا رحنا ولا جئنا) .
الخرطوم الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة.