زهير السراج

قديمة يا موسى يا ابن كرامة !!

* لم استغرب من حديث وزير الصناعة (موسى كرامة) عن سيطرة عصابات تتكون من 17 شخصا

، وتضم (مسؤولين حكوميين) على تجارة السكر والحديد والتمويلات المصرفية وتتلاعب بالأسعار، فهو المنهج الذى ظل سائدا طيلة زمن (الإنقاذ) منذ بداية عهدها بالسلطة، وحتى هذه اللحظة !!

* من منا لا يعرف ان إيرادات الذهب الذى كانت يستخرجه الشركاء الفرنسيون فى شركة (ارياب)، من جبال البحر الأحمر ويحملونه فى طائرات خاصة الى فرنسا لمعالجته وبيعه، لم يعرف طريقه الى الميزانية العامة أبدا، وإنما الى حسابات أفراد ؟!

* أذكر أننى توجهتُ بسؤال الى زير المالية (وكان وقتذاك الزبير أحمد حسن، الأمين العام للحركة الإسلامية الآن) خلال مؤتمر صحفى عقده فى عام 2006 للحديث عن ميزانية العام المالى (2007 ) عن هذا الموضوع، فأقر به مبررا له بالحصار المفروض على السودان وحاجتهم الى وجود الأموال خارج الأطر الرسمية، واعدا بأن ينتهى ذلك بدءا من ميزانية عام (2008 ) وهو ما لم يحدث حتى ذهبت أرياب الى حال سبيلها، بعد أن أخذت كل شئ!!

* من منا لم يسمع بالحسابات البنكية الضخمة التى تفتح بإسم أفراد فى بنوك عالمية توضع فيها مبالغ ضخمة تؤخذ من إيرادات الدولة، من بينهم إبن مسؤول كبير فى الدولة، رفضت زوجته عند وفاته إعادة تلك المبالغ الضخمة عندما طُلب منها ذلك .. !!

* من منا لم يسمع بما كان يعرف بإسم (دمغة الشهيد) و(دمغة الجريح) والتى لم تدخل إيراداتهما الضخمة ميزانية الدولة البتة، حتى ألغيتا ؟!

* من منا لم يسمع بصندوق الخدمات الطبية الذى كان دولة داخل الدولة، وصاحب ميزانية ضخمة جدا لم تعرف الدولة عنها شيئا، ولم يتشرف معظم وزراء المالية الذين شغلوا المنصب بالإطلاع عليها، ولم يجرؤ أحدهم أن يسأل عنها؟!

* من منا لم يسمع بشركات القوات النظامية وغير النظامية وشبه النظامية والمليشيات، التى تسيطر على كل شئ، بما فى ذلك محلات غسيل الملابس الجافة والصيدليات، دعك من شركات التعدين وجبال الذهب الذى لا يعرف الطريق الى وزارة المالية ومؤسساتها الضريبيبة والجمركية، ولا تعرف وزارة المالية عن حجمه شيئا، وأين يذهب ؟!

* من منا لم يسمع بكل المسميات التى تبدا بـ(سودا) إختصارا لكلمة (سودان)، وتنتهى بأحرف مثل (تك) و(نت) و (بت) و(آيل) و(بايل) و(حايل) والكثير من الحروف الأخرى وتصريفاتها، ومصطلحات القرآن الكريم والأحاديث النبوية والإجماع والقياس .. والفقهاء والعلماء والمحاسيب والمناسيب والقرايب والحبايب ؟!!

* من منا لم يسمع بكل هذا وذاك وغيرهما، وبالتالى فعندما يقول لنا وزير الصناعة إن 17 شخصا، بينهم مسؤولون حكوميون، يسيطرون على التمويلات المصرفية وتجارة السكر والأسمنت ويتلاعبون بالأسعار .. فإننا نقول له (قديمة يا وزير الصناعة)، فمن غير الحكومة وعصاباتها ومحاسيبها والاشقاء والأحباب يتلاعبون بالذهب والسكر والأسمنت والخبز والدواء وأرواح المواطنين !!

* ولكن ما هو دورك وانت وزير الصناعة، وعضو فى الحكومة التى تدير الدولة، وتحمى مصالحها، وتدافع عن شعبها، فى إيقاف تلك العصابات عند حدها، وإعادة الحق لأصحابه .. وإن كنت عاجزا عن ذلك، فلماذا لا تذهب، وتأنى بنفسك عن المشاركة فى هذه الجرائم التى لا يعفيك من المشاركة فيها أحاديثك المنمقة، وعواطفك الشجية؟!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة