شُح السيولة .. انجلاء الأزمة
يبدو من الوضع العام ان هناك انقشاع لأزمة السيولة وتحسن موقفها في جزء من الصرافات بعد شح دام لأكثر من 6 شهور عانى فيها المواطنون وعملاء المصارف جراء سحب ارصدتهم نقداً
من حساباتهم في الصرافات والبنوك وكان محافظ بنك السودان محمد خير الزبير قد اعلن وصول أربع شحنات من الأوراق النقدية خلال أكتوبر الحالي ونوفمبر المقبل، من مطابع خارج البلاد، لحل مشكلة شُح السيولة في المصارف والصرافات، بجانب شحنتين فى مطلع شهر نوفمبر واخرى في نهاية الشهر، واستبعد ارتفاع التضخم في حال طرح الأموال الجديدة، نافياً ان تؤدي طباعة اوراق نقدية جديدة الى زيادة التضخم، واضاف”كل الاوراق محسوبة لان التضخم يقاس في بداية العام ومن ثم يقاس الناتج المحلي الاجمالي ونسبة زيادة الانتاج بالمقارنة مع كمية النقود التي تقابله وامس الاول اعلن المركزي عن تسليم المصارف التجارية العاملة بالبلاد احتياجاتها من الاوراق النقدية بغرض تغذية الصرافات الآلية، واكد المدير العام لادارة العمليات المصرفية ان البنك سلم كافة المصارفة كامل احتياجاتها لتعبئة الصرافات، مؤكداً استمرار البنك المركزي في تغذية الصرافات الالية طوال الايام المقبلة ومراقبة اداء الصرافات عبر نظام التحكم الالكتروني طوال اليوم.
صدق النوايا
وفي ذات السياق قال المواطن محمد من امام احدى الصرافات ببحري لاول مرة يصدق فيها مسؤول في حديثه واتيت اليوم الى الصرافات لكي اتأكد من تغذيتها بالنقود ووقفنا في الصف لكي نحظى بنصبنا من النقود وعند دخولي الى ماكينة الصرف الالي وادخلت البطاقة رفض الصراف بطاقتي لانها تنتمي الى بنك الخرطوم وكانت الصدمة التي قتلت الفرحة بداخلي، مشدداً على اهمية اصدار قرار من بنك السودان المركزي باعطاء امر للمصارف لتعميم بطاقات الصرافات حتى يتمكن المواطن من تلقي الخدمة من اي صرافة .
قرار خاطئ
ويقول عبدالله محمد للصحيفة بالرغم من توفر النقود في الصرافات الا ان الفرحة منقوصة بسبب الغلاء الطاحن الذي يعاني منه المواطن وارتفاع اسعار الادوية وقال ان قرار تجفيف الصرافات والبنوك من الكاش قرار خاطئ وظلم كبير وقع على المواطنين البسطاء والموظفين وانا موظف الى الان لم اصرف مرتب شهر اغسطس لكن بحمد الله اليوم صرفت مبلغ 2 الف جنيه، وقال جزاء الله الحكومة خيراً والتي علمتنا الصبر على الابتلاءات.
تشديد العقوبات
ونادى المواطن حسان عوض الطيب الجهات ذات الاختصاص للوقوف مع المواطن وحمايته من جشع التجار والسماسرة، لافتاً خلال حديثه للصحيفة أمس، الى اهمية تعميم بطاقة الصراف الالي وان لا تكون حكراً على صراف محدد، وقال اليوم استطعت ان اسحب من حسابي قروش بعد طول غياب لذلك لابد من توفير السيولة لتخفيف معاناة المرضى وزيادة سقف التمويل في المؤسسات ومحاربة التجار والسماسرة وانزال اشد العقوبات على من يخالف والالتزام بحل كافة المشكلات التي يعاني منها الوطن والمواطن، مشدداً على اهمية حصر الشركات وترخيص المحلات التجارية حتى تستطيع الحكومة ان تتحصل منها الضرائب .
خلل اقتصادي
من جانبه قال المواطن طه محمد احمد لابد من ايجاد سياسات اقتصادية جديدة تعالج الخلل الاقتصادي الراهن الذي خلق العديد من الازمات، اولاها شُح السيولة مروراً بشح الجاز مروراً بازمة الخبر وارتفاع الادوية والارتفاع الكبير في اسعار السلع الاستهلاكية .
ارتفاع التضخم
وأوضح الخبير الاقتصادي في تحليله للموقف واستاذ الاقتصاد بجامعة النيلين بروفيسور عصام الدين بوب أن طباعة كتلة نقدية جديدة ستخفض من القيمة الحقيقية للجنيه السوداني وبالتالي السعر المشجع عمل مثل الرافعة لسعر الدولار في السوق السوداء وهذا له اثر سلبي على الاقتصاد السوداني، وطباعة مزيد من المال فسوف يرتفع سعر الدولار اكثر مع ارتفاع مستويات التضخم والسيولة العالية، وهي مشكلة من الصعب حلها فالدولة ترتكز على نجاح الموسم الزراعي الا ان مشكلة السيولة تواجه هذا النجاح الزراعي، وسعر دولار الالية سيؤدي الى رفع سعره في السوق الموازية او سوق الله اكبر والذي تجاره الان لا يملكون اموالاً حرة.
وكانت آلية صناع السوق قد حددت سعر صرف العملة بـ 47.5 جنيهاً للدولار وهو الامر الذي وصفه خبراء في المجال بانه قد يسهم في توفير نقود كاش بالمصارف نتيجة لقيام المواطنين بتحويل دخراتهم من المنازل الى المصارف والبنوك التجارية عقب تخزينها مؤخراً جراء الازمة في السيولة في الفترة الماضية بالمصارف، واليوم حدث انفراج كبير في ازمة السيولة ورصدت “الانتباهة” تجاوب الجمهور وعدد كبير من المواطنين وترحيبهم بالخطوة التي تحققت بتوفير الكاش عقبة التزام وزير مجلس الوزراء معتز موسى بحل المشكلة، وتعهد بنك السودان المركزي بتوفير الكاش خلال الاسبوعين المقبلين .
جولة ميدانية : سارة إبراهيم
صحيفة الإنتباهة