اليوم اختبار أول لحكومة “معتز” بتوفير السيولة عبر الصّرافات
في الأسبوع الماضي أعلن رئيس الوزراء “معتز موسى” عن وصول الأوراق المالية الجديدة نهاية الأسبوع- أي (الخميس) الماضي- وهي الأوراق المالية الجديدة التي طبعت في ألمانيا من الفئات الحالية (2- 5- 10 – 20 – 50) جنيهاً..
ومن قبل أعلن بنك السودان عن طرح فئات جديدة من العملات (100) و(200) جنيه، ولكن بالطبع لن ترى مثل هذه الفئات النور وتصل لأيدي المواطنين قبل الترويج لها في كل وسائل الإعلام والأسواق لتعريف المواطنين بها..
ويوم (الخميس) الماضي قال “معتز موسى” في تغريدة له بالموقع الأشهر عالمياً (تويتر) إن بنك السودان سيبدأ من اليوم (السبت) تغذية الصّرافات بالأموال، وهي دعوة صريحة من رئيس الوزراء للمواطنين للإقبال بأعداد كبيرة نحو الصّرافات لإشباع جيوبهم بالمال بعد أن حُرموا منه لأشهر عديدة..
و”معتز موسى” هو أول مسؤول حكومي عصري يخاطب مواطنيه يومياً من خلال تغريدات مثله ووزراء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.. ولكن السؤال لماذا لجأت الدولة للإعلان عن وصول طبعات الأوراق المالية من خارج البلاد؟؟ وهل يتأثر السوق سلباً بمثل هذا الإعلان الذي يعني اعترافاً جهيراً بأن التضخم في الاقتصاد ستزيد نسبته في الأشهر القادمة، وأن الأسعار ستتصاعد من جديد بعد إعلان الحكومة الأسعار الجديدة للدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني؟ وفي ذات الوقت فإن وصول الأوراق المالية من ألمانيا خطوة إيجابية لإنقاذ موسم السمسم من التلف، حيث بدأت عمليات الحصاد الأسبوع الماضي والمزارعون يواجهون نقصاً في المال وشحاً في الأيدي العاملة وارتفاعاً جنونياً في أسعار حصاد الفدان الواحد من السلم.
إن ثمرات سياسات رئيس مجلس الوزراء قد أخذت تتساقط وتجني البلاد منها على الأقل الاستقرار النسبي في سوق المال، ولكن هل سيجد المواطنون فعلياً- اليوم (السبت)- الصّرافات تفيض بالأوراق المالية؟ أم يعودون بخفي حنين؟ وقد أصبحت الصّرافات في الأشهر الأخيرة محل تندر وسخرية المواطنين المتطلعين فقط لبضعة جنيهات لشراء الكهرباء والرغيف والفول والعدس.
صحيفة المجهر السياسي.