هل يسعى للعودة من جديد؟ نافع علي نافع .. الاقتراب من زعامة الحركة الإسلامية
قبل سنوات خلت كانت تصريحات د. نافع علي نافع اليومية تتصدر المشهد السياسي والإعلامي خاصة عندما كان يشغل منصب نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية والتنظيمية، إذ كان الرجل صاحب قاموس خاص في التصريحات وكأنه كان ينتقي مفرداته بعناية خاصة حتى صارت تلك المفردات ماركة مسجلة باسمه، بيد أن إبعاده من كابينة القيادة بالحزب والدولة جعلته عازفًا عن الحديث الإعلامي.
مضت تلك السنوات ثم عاد الرجل لممارسة هوايته المحببة وأطلق عدة تصريحات أعادته للواجهة السياسية والإعلامية مرة أخرى.
حراك مكثف
يقود د. نافع علي نافع هذه الأيام حراكًا مكثفًا على صعيد الحركة الإسلامية التي تتأهب هذه الأيام لعقد مؤتمرها العام التاسع، حيث شارك نافع في مؤتمر ولاية النيل الأبيض ممثلاً للأمين العام للحركة الإسلامية، وأدلى الرجل بتصريحات ساخنة أكد من خلالها أن المؤتمر الوطني ماضٍ في ترشيح البشير في انتخابات2020، واعتبر المرحلة القادمة تمثل مرحلة البناء الحزبي، ثم شدد على استهداف الحركة الإسلامية من الدول الغربية والسعي لطمس هوية الشعوب الدينية، وقال نافع ساعتئذ أن الحركات الاسلامية تتعرض لهجمة شرسة من المجمتعات الغربية. مشيدًا بتماسك الحركة الإسلامية وقوتها. لم تمض أيام على هذه التصريحات حتى عاد الرجل مرة أخرى لمنصة إطلاق التصريحات، حيث قال مؤخرا بمدينة عطبرة إن السودان يتعرض لاستهداف شامل للقوى الإسلامية والوطنية. وأضاف، في مؤتمر الحركة الاسلامية بولاية نهر النيل، فشلت كل مخططات الأعداء في استئصال التيار الإسلامي من السودان بالقوة أو بالحرب المباشرة.
ماذا يريد نافع؟
قبل شهور خلت أشيع على نطاق واسع أن الدكتور نافع علي نافع غير راضٍ عن ترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة بيد أنه نسف هذه الأقاويل بتصريحاته التي أطلقها في بحر أبيض خلال الفترة الماضية ليتساءل البعض ماذا يريد الرجل بعد تأييده للبشير؟ وهل يسعى للعودة لمنصة الفعل السياسي والتنفيذي مرة أخرى، كما عادت بعض الوجوه بعد إزاحتها من قبل مثل البروفيسور إبراهيم أحمد عمر والحاج آدم يوسف والدريري محمد أحمد؟ في الصدد يرى مراقبون أن نافعًا ربما يصعد أمينًا للحركة الإسلامية في دورتها القادمة بعد انتهاء أمد دورة الزبير أحمد الحسن، وهذا ما ذهب إليه رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة أسامة عبدالماجد إذ قال” إن نافع بحراكه الأخير يعطي إيحاءً بأنه أحد المرشحين لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية في الدورة القادمة”. مضيفًا” الرجل أراد بحراكه الأخير نفض الغبار عنه سياسيًّا والظهور في المشهد السياسي من أجل تقديم نفسه كمرشح لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية”. واستشهد عبدالماجد بحالتين؛ الأولى مشاركة نافع علي نافع في مؤتمر الحركة الإسلامية بولايتي نهر النيل والنيل الأبيض عطفًا على بروز بعض الأصوات الإسلامية التي تطالب بتقديم نافع كخليفة للزبير أحمد الحسن، وقال لـ(الصيحة)” لا يمكن أن نقول إن تحركات د. نافع الأخيرة عادية وانما هي تحركات لها ما بعدها”.
هل يصبح زعيمًا؟
بعض التصريحات تتسرب هنا وهناك بأن نافع علي نافع بات قاب قوسين أو أدنى من زعامة الحركة الإسلامية وأن حراكه الأخير جزء من كسب الحشود، وهنا يرى البعض أن الرجل غير مناسب للموقع الذي جلس عليه أصحاب الخلفيات الفكرية والدينية، وهذا ليس متوفرا متوفرًا في نافع صاحب الأبعاد الأمنية والسياسية في وقت واحد، وهنا يقول أسامة عبدالماجد” الرجل غير مناسب لموقع الأمين العام للحركة الإسلامية رغم أن بعض الأصوات بدأت تنادي بترشيحة للموقع، مبررًّا الأمر بالقول” المرحلة القادمة تتطلب أن يكون صوت الحركة الإسلامية خافتًا مما يعني أن يكون الأمين العام القادم من أصحاب الهدوء السياسي والتنظيمي” .
مشاركة طبيعية
على نقيض ما ذهب إليه أسامة عبدالماجد بأن نافعًا يعد نفسه للعودة للمشهد السياسي، فإن القيادي بالمؤتمر الوطني، عبدالسخي عباس عبدالسخي، يرى أن الحراك الذي يقوده نافع علي نافع في الوقت الحالي حراك طبيعي ويأتي وفق توجيهات مؤسسات الحزب، وقال عبدالسخي لـ(الصيحة) نافع لا يعين نفسه متحدثًا رسميًّا باسم الأمين العام للحركة الإسلامية في جولاته الولائية، إنما يتحرك بتفويض وتوجيه من مؤسسات الحركة، ومضيفًا” عدد من قيادات الحركة الإسلامية شاركوا في المؤتمرت الولائية للحركة منهم البروفيسور الأمين دفع الله و د. عوض الجاز وعلي عثمان محمد طه، بالتالي مشاركة نافع تعد أمرًا طبيعيًّا وعاديًّا ، وختم بالقول” نافع ملتزم بقرارات المؤسسات والشوري وهو يتحرك وفق ذلك ولا يتحرك وفق أهواء شخصية”.
مغادرة الأحزاب
يفسر البعض التسريبات التي ذهبت إلى أن نافع قد تم إعفاؤه من موقع الأمين العام لمجلس الأحزاب الأفريقية بأنها تمثل تمهيداً لانتخابه أميناً عاماَ للحركة الإسلامية، بيد أن أحد قيادات الحركة الإسلامية البارزة بولاية الخرطوم نفى بشدة أن يكون هنالك اتفاق مسبق على اختيار اسم بعينه لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية، وزاد المصدر (للصيحة) بالقول: اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية يتم بالانتخاب الحر، ولا توجد إملاءات على العضوية المصعدة للمؤتمر العام، ومضى بالقول: نمارس الشورى في الحركة الإسلامية بكل حرية، ولا توجد وصاية على أحد.
منافستو نافع
ثمة من يقول إن د. كمال عبيد هو الخيار القادم لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية، وسيكون من أشرس المنافسين لنافع في حال انتخابه، بيد أن مصدرنا قال إن الحركة الاسلامية لم تحدد بعد أسماء معينة، وأن الحديث عن أمين عام جديد سابق لأوانه والمؤتمر العام هو الذي يحدد ذلك .
الخرطوم .. عبدالرؤوف طه
صحيفة الصيحة.