منوعات

بالصور: في العتبة.. تمثال إبراهيم باشا ملتقى السودانيين: الزول يحن للزول

عند تمثال إبراهيم باشا قرب محطة العتبة في وسط القاهرة، يفترش العشرات من أبناء الجالية السودانية الأرض، وعلى المقاعد المرصعة بالرخام الأبيض

جانب النافورة التي تتوسط الميدان جلسوا يأنسون ببعضهم، كان جلوسهم مثيرًا للانتباه، أحاديثهم لا تتوقف، ضحكاتهم تملأ المكان، هنا راحتهم وموطن أنسهم بعد غياب عن الوطن والأهل.

في العتبة.. تمثال
معتصم إبراهيم شاب عشريني جاء من السودان إلى مصر منذ 6 شهور، ويعمل في شركة أمن بمحافظة السادس من أكتوبر، جلس معتصم في حديقة تمثال إبراهيم باشا جانب صديقه خالد ومعهم حقائبهم وأغراضهم، المكان هنا يستهوي معتصم وصديقه، يذكرهم بوطنهم الأم، يسترجعون فيه حكاياتهم عن الأهل والوطن، فكرة  الأُنس بكل سوداني تشغل بال معتصم كثيرًا، باللهجة السودانية المعهودة قال معتصم لصدى البلد ” بحب أقعد هنا بصراحة لأن فيه سودانيين، بحاول افرفش عن نفسي، إنك تشوف زول “رجل أو شخص” سوداني قدامك دي كفاية”.
ليست هذه المرة الأولى التي قدم معتصم إلى حديقة إبراهيم باشا، فقد جاء نحو ثلاث مرات، يدير نظره فيمن حوله من أبناء وطنه، كأن طفلًا وجد أمه بعد فقدانها ” لما بنشوف بعض هنا بحن للوطن، والغربة بتهون علي”.
في العتبة.. تمثال
يعرف معتصم الكثير عن مصر وتاريخها الذي تقاسمته مع السودان وتحديدًا حين أوفد محمد علي باشا ابنه الأكبر إبراهيم باشا لقمع تمردات ضد حكم  والده في السودان ” من أسباب إني أقعد هنا إني أشوف إبراهيم باشا لأنه معروف عندنا في السودان، فكل السودانيين يحبو يشوفوا هذا التمثال المعروف جدًا”، أما في مجال كرة القدم يحب معتصم النادي الإسماعيلي منذ أن شاهد له مباراة منذ ثلاثة سنوات وفاز فيها على النادي الأهلي ” أحب الإسماعيلي لأنه يقدم كرة جميلة”، ومع ذلك فإن معتصم غير مشجع لكرة القدم السودانية ” أنا أحب شعب مصر والنادي الإسماعيلي فقط”.
مثل معتصم، مدد رجل خمسيني قامته الطويلة على أرض حديقة إبراهيم باشا، فيما يبدو أنه استراحة من يوم شاق، اعتدل أبو بكر يحي الرجل الخمسيني في جلسته وبدأ يتحدث عن أهمية حديقة تمثال إبراهيم باشا بالنسبة للسودانيين ” أي زول بييجي هنا ينزل على تمثال إبراهيم باشا على طول، هذا هو ملتقى السودانيين، التاجر ييجي يستريح هنا، الزول السائح لازم ييجي يزور التمثال”.
في العتبة.. تمثال
يأتي أبو بكر كل يوم إلى حديقة التمثال لأخذ قسط من الراحة في حضرة أبناء وطنه ” كل يوم اجي هنا على الساعة 4، بقعد لغاية الساعة 8 وبعد كده أركب مترو وأروح على البيت”، يفضل أبو بكر هذا المكان أكثر من أي ملتقى آخر للسودانيين ” هذا المكان لو فيه زول غايب عنك من 5 سنين يمكن تلاقيه هنا، لأن كل السودانيين يحبوا يتقابلوا عند تمثال إبراهيم باشا، سواء ساكن في البحوث أو 6 أكتوبر أو مساكن عثمان أو أرض اللواء، لازم السودانيين يتقابلوا هنا”.
لا يفكر أبو بكر في العودة العاجلة إلى السودان، فهو ينعم باستقرار هنا بمفرده وفي عمله، حيث يعمل تاجرًا يقل البضائع المصرية إلى الحدود السودانية لتباع هناك، ومن ثَم يعود إلى القاهرة من جديد، على عكس “معتصم” فإن أبو بكر يحب نادي الهلال السوداني ويتابع مبارياته جيدًا، ويعيش أجواء جيدة بين المصريين ” أنا أحب الهلال لأنه فريق قديم وله بطولات ومشجعيه كثيرون في كل مكان في السودان”.
صدى البلد