تحقيقات وتقارير

السودان والصين … مجالات جديدة للتعاون

تعتبر العلاقات بين السودان وجمهورية الصين الشعبية امتداد لعلاقة قديمة تجمع بين الدولتين في مجالات كثيرة يأتى في مقدمتها التبادل التجاري والصناعي ، ويصب هذا التعاون في العمل علي الإرتقاء بهذه العلاقات بما يحقق التعاون الاستراتيجي بينهما.

وخلال الفترة الاخيرة ابدت الحكومة السودانية تطلعها للارتقاء بمستوي التعاون الاقتصادي مع الصين بالاتفاق علي تخصيص المزيد من الفرص الاستثمارية، مسنودة بالمزايا التفضيلية للسودان، جاء ذلك خلال زيارة الرئيس البشير الى جمهورية الصين مؤخراً حيث اكد أهمية التعاون النفطي بين البلدين لأنه يمثل أولوية في الرعاية مطالباً الصين بتوجيه عدد من الشركات لزيادة انتاج البترول متمثلة في الشركة الصينية للبترول CNBC)) وشركة (NORINCO) وأيضا شركة CHINA HARBORS) ) وشركة BOLLY)،و sinosure) ) التي تعمل لتأمين قروض الصادر.
ويقول د. الفاتح عثمان رئيس الدراسات الاستراتيجة بمركز الراصد للبحوث ان السودان تحصل علي تعهدات من الحكومة الصينية وشركاتها البترولية بالاستثمارات في المربعات البترولية الجديدة واعادة الاستثمار في المربعات القديمة.

معتبراً الخطوة مكسباً للاقتصاد السوداني، داعياً وزارة المالية الى الالتزام بتعهداتها تجاه الشركات الصينية لاثبات الجدية واقناع هذة الشركات بان متطلباتها المالية ستعود إليها باعتبار ذلك شرط ضروري لانعاش الاستثمار في البترول السوداني.

واضاف الفاتح أن الصين تتمتع باهمية اقتصادية كبيرة لانها تعتبر الدولة الثانية اقتصاديا في العالم وهي دولة صديقة بالنسبة للسودان وتقف معه في كافة المحافل الدولية ولذلك العلاقة معها تحتل اولوية قصوي بالنسبة للسودان، مؤكدا ان الصين تعتبر السودان مدخلاً الي افريقيا لنجاح الاستثمارات فيه وهذا ماشجع الدول الافريقية الاخري للتعامل مع الصين.
في ذات السياق قال د. عز الدين ابراهيم حسن وزير الدولة بالمالية الاسبق انه كان لابد من وجود حزمة من الحلول لدفع النمو الاقتصادي للسودان والذي يصل حالياً لنسبة 3% مقارنة بما قبل انفصال الجنوب كان يشكل نسبة 7%، مناشداً بالتنويع في الاستثمارات الاخري كالصناعة والزراعة وخاصة المعادن لانها موجهة للتصدير بدلا عن التركيز في البترول، واضاف بهذا التنوع سيكون هنالك اثر كبير جدا، واضاف عز الدين ان الصين تعاملت مع السودان معاملة كريمة رغم الديون وقدمت له المنح ودخلت في مفاوضات لجدولة الديون، مشيراً الى ان الصين تعتبر الدولة الثانية في العالم من حيث الحجم الاقتصادي في العالم كما تتمتع بتكنلوجيا في جميع المجالات، كما ان استثماراتها حرة وبدون قيود على عكس الدول الاخري التي تتدخل في خصوصية البلدان، وكذلك لم تعمل بشروط غير تجارية مقارنة مع الدول الاخري لذلك جميع الدول تتعامل معها لانها ليس بها تعقيدات، مشيراً الى ان الصين ساعدت في كسر الحظر الامريكي المفروض علي السودان .

ومؤخراً اكدت الصين اتجاهها لزيادة الانتاج النفطي باعتباره يمثل العمود الفقري للتعاون بينها والسودان، بجانب الاتفاق علي الشركة الوطنية الفنية للبترول ووزارة النفط والغاز للاستعادة التعاون النفطي في السودان، فضلاً عن الاتفاقيات في مجال التعدين والزراعة وفتح السوق الصيني للصادر كالفول السوداني وتمويل مشروع حديقة الرهد الزراعي بواسطة الصندوق الصيني للتنمية ودراسة مشروع سكك حديد بورتسودان انجمينا.

تقرير: ثويبة الأمين (smc)