أطباء السياسة.. هجروا الحقل الطبي لصالح كراسي الحكم
المتابع للمشهد السياسي عندنا في السودان منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا يجد أن السياسة أخذت أو خطفت العديد من الكوادر الذين درسوا وتخرجوا في كليات مختلفة وتخصصوا مهنياً في الطب والصيدلة والطب البيطري والقانون والهندسة بمجالاتها المختلفة، وغير ذلك من المهن التي هجروها فيما بعد بسبب اهتماماتهم التلقائية وارتباطهم العميق بالعمل التنظيمي والنشاط السياسي الذي استغرق كل جهدهم ووقتهم.
في المساحة القادمة نتحدث عن الذين تخرجوا في كليات الطب وعملوا به ثم انصرفوا عنه وخلعوا (السماعة) وسبحوا في فلك اهتماماتهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية.. وهنا يتبادر إلى الذهن العديد من الأسماء وفي مقدمتهم أبو الطب الباطني ” عبد الحليم محمد” أحد المؤسسين لجمعية (الفجر) الوطنية التي ناهضت الاستعمار الإنجليزي وناضلت من أجل استقلال السودان، وهو أحد الذين كتبوا مذكرة مؤتمر الخريجين الشهيرة كأول مذكرة تطالب بحق تقرير المصير للسودان في العام 1942.. وعقب الاستقلال نال عضوية مجلس السيادة الأول.
{ وأيضاً من أشهر الأطباء السودانيين الذين دخلوا عوالم العمل السياسي الدكتور “الجزولي دفع الله” الذي اُختير رئيساً لوزراء الحكومةِ الانتقاليةِ التي أتت بعدَ انتفاضةِ أبريل عام 1985 ولكن فور انتهاء الفترة الانتقالية عاد إلى عيادته ممارساً مهنة الطب.
{ ومن الأطباء الذين دخلوا المعترك السياسي اختصاصي جراحة المخ والأعصاب الطبيب الشهير “حسين سليمان أبو صالح”.. في مطلع الثمانينيات اختِير نقيباً لأطباء الخرطوم، وبعد الانتفاضة شغل منصب وزير صحة بالحكومة الانتقالية، وبعدها واصل العمل السياسي مع الحزب الاتحادي الذي انتمى إليه منذ المرحلة الجامعية، وفوزه بدائرة شندي أدخله ضمن حكومة الديمقراطية التي قادها “الصادق المهدي” وشغل فيها منصب وزير الصحة ثم وزير الخارجية.
ومع مجيء ثورة الإنقاذ في 1989م، عاد ليشغل عدداً من المناصب من بينها وزير الخارجية ووزير الإسكان والرعاية الاجتماعية.
{ أيضاً من أطباء السياسة المشاهير، هناك الزعيم السياسي الراحل الدكتور “مجذوب الخليفة” الذي تخصص في أمراض الجلدية.. تخرج عام 1976 في كلية الطب بجامعة الخرطوم ونال الدكتوراه من جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية في عام1986، وشغل عدة مناصب تنفيذية في حكومة الإنقاذ منذ بدايتها وحتى رحيله أبرزها منصب والي الخرطوم، وزير الزراعة ومساعد رئيس الجمهورية، وقاد مفاوضات الحكومة السودانية في المحادثات التي انتهت بتوقيع اتفاقية سلام دارفور التي جرت بالعاصمة النيجيرية أبوجا.
{ ومن نجوم السياسة نجد طبيب الأسنان “مصطفى عثمان إسماعيل” خريج جامعة الخرطوم كلية الطب تخصص طب الأسنان.. انخرط في العمل السياسي في المرحلة الجامعية وتبوأ عدة مناصب في حكومة الإنقاذ أبرزها وزير خارجية، ووزير الاستثمار ومستشار رئيس الجمهورية، والآن يشغل منصب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف.
{ الدكتور أحمد بلال عثمان.. خريج جامعة الخرطوم كلية الطب تخصصُ طب المناطق الحارة.. انتمى للحزب الاتحادي الديمقراطي وصار من قياداته.. بعد انتهاء نظام مايوي ترشح في الانتخابات 1986 عن دائرة (أم روابة) الشرقية، وأول منصب وزاري تقلده كان وزير دولة بوزارة الصحة.. عارض الإنقاذ في بدايتها ثم عمل فيها وزيراً للصحة ومساعداً لرئيس الجمهورية كما شغل منصب وزير الإعلام وحالياً وزير الداخلية.
{ الدكتور غازي صلاح الدين العتباني زعيم (حركة الإصلاح الآن)، هو الآخر تخرج في كلية الطب جامعة الخرطوم ونشاطه السياسي قاده إلى عضوية اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وبعد مشاركته في محاولة تغيير الحكم في عام 1976 فُصل من كلية الطب لمدة عامين.
عمل مساعد تدريس بنفس الكلية، وبعدها نال الماجستير في الكيمياء الحيوية في بريطانيا، والدكتوراه في الطب من جامعة “جليفورد”، وكان ضمن الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلاب المسلمين بالمملكة المتحدة.
بعد قيام ثورة الإنقاذ شغل منصب وزير دولة ومستشار سياسي لرئيس الجمهورية وزير الدولة بوزارة الخارجية وأميناً عاماً للمؤتمر الوطني وزير الإعلام والثقافة مستشار رئيس الجمهورية لشؤون السلام.. الآن يتزعم حركة “الإصلاح الآن”.
{ السياسة أيضاً أخذت في طياتها الطبيب الماهر الدكتور “الصادق الهادي المهدي” استشاري أمراض القلب والباطنية مؤسس حزب الأمة (القيادة الجماعية) المنشق عن حزب الأمة القومي، وبمشاركته في الحكومة القومية تقلد منصب وزير الصحة ولاية الخرطوم ومستشار رئيس الجمهورية، وشغل منصب وزير تنمية الموارد البشرية والآن يشغل منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
{ ونجد أن وهج السياسة وسطوتها قد جذبا الطبيب الراحل خليل إبراهيم إلى أن أدخلته غابة التمرد على السلطة متزعماً الحركة المتمردة (العدل والمساواة) الدارافورية.
{ قائمة الأطباء الذين انخرطوا في العمل السياسي طويلة، اختصاراً نذكر منهم طبيب الأسنان البروفيسور “إبراهيم غندور” (وزير الخارجية السابق) والعائد إلى الحقل الطبي، ويظهر اسمه هذه الأيام راعياً لدورة دبلوم زراعة الأسنان. وهناك الدكتور “عبد الحليم المتعافي” الطبيب الذي تقلد مصب والي ولاية الخرطوم ووزير الزراعة والآن تفرغ لأعماله التجارية.
والسياسة ايضا اخذت الطبيب دكتور علي الحاج محمد اختصاصي النساء والتوليد ونشاطه السياسي الذي بدا يشتد منذ سنوات الجامعة حتي اوصله لحمل صفة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي .
وهناك معتمد أم درمان الأسبق الطبيب “الجميعابي” والطبيب الدبلوماسي السفير “مطرف صديق” سفير السودان السابق في جوبا والطبيب “مأمون حميدة” وزير الصحة الحالي بولاية الخرطوم، والطبيب الماهر الشاعر “أحمد فرح شادول” الذي تقلّد منصب وزير الصحة في ولاية شمال دارفور وبعدها غادر إلى خارج البلاد للعمل بإحدى المنظمات الإنسانية التي تهتم بتعزيز صحة الأمومة والطفولة.
الخرطوم – عامر باشاب
المجهر السياسي.
عشان كدا وضعوا السودان تحت مختبرات و تجارب و تحاليل حتي اقعدوهو طريحا علي مقعد المعوقين و بتروا رجليه و بعروا بطنه و قصروا مصارينه فاصابوهو بالهزال و فقر دم حاد اوجبته الانعاش و جيرانه يلقنونه الشهاده وهو يمد اصبعه و يشير بانه لم يمت و لكن هناك من يضغطون علي انفاسه وهو يقاوم و اجهزة الانعاش يشير الي ارتفاع نسبة الاكسجين و وميض ضوء يشير الي ضربات القلب المتسارعه … ثم فجأة يدخل منعشه فيرفع الماسك من علي انفه فإذا به يصيح اخرجوا كل هولاء فاليبقي معه اهله و اذا بابتسامه الرضا يعلوا وجهه الشاحب …