إتفاق سلام جنوب السودان.. خطوات منتظرة بعد التوقيع
نص إتفاق سلام جنوب السودان والذي يعتبر أحد ثمرات الجهود التي بذلتها حكومة السودان، علي جملة من البنود والتفاصيل أهمها اعلان وقف اطلاق النار والذي تم تنفيذه فوراً خلال ( 72 ) ساعة من التوقيع مباشرة .
واعتبرت القيادات السياسية توقيع الاطراف الرئيسية علي الاتفاق النهائي والشامل بأنه مجهود تفوقت فيه الخرطوم لاحلال السلام المستدام بجنوب السودان.
وقال الدرديري محمد احمد وزير الخارجية ان اتفاق الفرقاء الجنوبيين اكتمل خلال فترة وجيزة حيث تم الاتفاق على اجراءات وقف اطلاق النار وفك الارتباط بين القوات وتجميعها والاتفاق علي آليات المراقبة من قبل دول الجوار وتدريب القوات. واضاف الدرديري ان المناقشات تناولت آليات وقف اطلاق النار قائلاً انه سيتم الانتقال الي تنفيذ المسائل السياسية الاخري المتبقية علي ارض الواقع.
من جهته قال اللواء دينق الير عضو البرلمان بجنوب السودان ان الحكومة والمعارضة التزمتا بتفيذ اعلان الخرطوم لوقف اطلاق النار خلال 72 ساعة مؤكداً إلتزامهم بالإعلان وتطبيقه علي ارض الواقع خلال الفترة الزمنية المحددة. واعتبر أن اتفاق الخرطوم قائم علي ركائز الثقة بين الاطراف ويتمتع باساسيات واستراتيجية للتطبيق.
واشار الير الي تنفيذ التفاصيل الدقيقة التي تم تضمينها في الاتفاق مثل الترتيبات الامنية وإرسال الفرق الفنية لاعادة ضخ الامداد النفطي بحقول البترول، وشدد علي ضرورة تجاوز النقاط الخلافية في القضايا القليلة المتبقية لاحلال السلام في بلاده.
ودعا القيادي البارز البروفيسر ديفيد ديشان رئيس حزب الجبهة الديمقراطية لجنوب السودان الأطراف للتوافق والتمسك بخيارات السلام والارادة السياسية القوية، قائلاً إن اعلان الخرطوم أسهم في تقريب الشقة بين الفرقاء الجنوبيين وايقاف نزيف الدماء وانهاء معاناة الشعب والمواطنين، مطالبا بتطوير العلاقات الاقتصادية والتاريخية بين السودان وجنوب السودان.
وفي ذات المنحي أشاد القيادي المعارض أبرم يل بالخطوات الكبيرة التي قطعها الطرفان لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان معتبرا أن ان جمع الاطراف والفرقاء يعتبر انجازاً تاريخياً للخروج من المشاكل والنزاعات مشدداً علي ضرورة اتخاذ خطوات متقدمة نحو السلام والاستقرار.
ومن جانبهم قال خبراء سياسيون ان اتفاق الفرقاء يعتبر بادرة طيبة وبداية لمواجهة التحديات لتقديم مطلوبات التنمية بجنوب السودان واتخاذ خطوات جادة بعد توقيع الاتفاق الاطاري بالخرطوم والنهائي بأديس أبابا.
واعتبر الخبراء ان التوقيع علي السلام يعتبر احدي توصيات التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني في السودان والذي شدد علي ضرورة نزع فتيل الازمات وانها الصراعات بين الدول المجاورة للسودان.
الي ذلك قال البروفسير حسن حاج علي استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين ان توقيع اتفاق السلام النهائي ودخوله حيز التنفيذ يعتبر حدثاً مشهوداً ودليلاً واضحاً علي ان القيادات بجنوب السودان ادركت اهمية السلام لانه يعتبر خطوة استراتجية كبيرة وحرصاً منهم للوصول للسلام، مشيداً بنجاح المبادرة وانعكاسها بصورة ايجابية علي مصالح الشعبين الشقيقين داعياً للشروع في انفاذ الاتفاقية التي تم توقيعها بحضور اقليمياً ودولياً كبيراً من القوي السياسية حتي يتحقق السلام في الدولة الوليدة.
بترقب وحذر شديدين ينتظر أبناء جنوب السودان ودول الجوار إنفاذ ماجاء في اتفاق السلام الشامل الذي وقعت عليه جميع الأطراف الجنوبية المتنازعة، والجميع يأمل في خطوات عملية لتنفيذ الاتفاق علي ارض الواقع والمضي قدما في تشكيل الحكومة الجديدة بدولة جنوب السودان.
تقرير: نوال تاج السر (smc)