احذروا القرار السياسي في حقوق الإنسان
وضح استهداف السودان في كثير من القضايا من قبل المجتمع الدولي، وظلت عمليات الاستهداف مستمرة بتنسيق دولي، ولكن السودان أحياناً يبلع الطعم الذي يرمى له، أما في غياب الوعي، أو عدم التنسيق مع الأصدقاء، فقضية الإرهاب التي وضع فيها بتدبير دولي لم يستطع الفكاك منها، لأن هناك بعضاً من يغفلون التآمر الخارجي، يتعاملون مع القضايا الداخلية بسطحية شديدة، مما يوقعهم في طائلة القانون بل يعطون المعارضين فرصة الإبلاغ عن كل صغيرة وكبيرة ترتكب، وكلما انعقدت جلسات لمناقشة بند من البنود المستهدف فيها السودان، نجد من يحملون أصابعهم لطبز أعين الوطن، فالبنود التي يحاكم بها السودان كل مرة ترتفع وتيرتها، ففي نهاية الشهر تقريباً تعقد جلسة بجنيف لمناقشة البند الرابع أو العاشر المتعلق بحقوق الإنسان في السودان، فإن صدر قرار أدين فيه السودان، فإن الإدانة تكون سياسية لأن السودان أصلاً مستهدف، وهناك بعض الغافلين عن تلك اللجنة من أبناء الوطن ظلوا يمارسون أعمالاً كان ممكن تجنبها ابتداءً من “مريم” التي قيل إنها مسيحية، وتم اعتقالها فقامت الدنيا الخارجية ولم تقعد بسببها، وهي امرأة عادية كان بالإمكان تجنب أي رد فعل عنها، ولكن كانت سبباً في مواصلة الاستهداف الخارجي للسودان، وغادرت بعد ذلك أرض الوطن، وتم استقبالها بالخارج استقبال الفاتحين، وهي داخل السودان كانت امرأة عادية لا يعرفها حتى جيرانها، ولكن غلطة الشاطر، فاحتفل بها الفاتكان والبابا، وأنزلت في فندق خمسة نجوم لم تحلم به، وهناك قضايا في دارفور أيضاً من القضايا التي أوقعت السودان في طائلة انتهاك حقوق الإنسان، ولو تعامل معها عادياً لما وصلنا للذي وصلنا إليه من استهداف خارجي، حتى آخر حدث لأحد أبناء دارفور والذي يحمل جوازاً أمريكياً، فحينما هم بالسفر من مطار الخرطوم ويبدو أن هناك شيئاً مرتباً للذي فعله داخل صالة المطار، مما أحدث ضجة ما كان في داعي لها، والتقطت الجهات الخارجية التي تنتظر مثل هذه الأحداث لوضع السودان في طائلة انتهاك حقوق الإنسان، فلو تروينا قليلاً لما استطاعت أية جهة أن تمسك علينا شيئاً، فالسودان بلد الجميع حكومة ومعارضة، فإذا كانت المعارضة غير راضية عن الحكومة فينبغي أن تفهم أن الوطن للجميع والحكومات زائلة، فإذا كانت المشكلة مع الحكومة، فيجب ألا يزج الوطن في مثل تلك القضايا التي تعمل على تدميره، فحتى المعارضين للنظام فهب أن ذهب النظام وجاءت المعارضة لتحكم بالتأكيد ستجد وطناً ممزقاً، وحتى الانتهاكات التي ساهمت فيها مع تلك الجهات سوف تنقلب عليها عندما تصبح المعارضة حكومة والحكومة معارضة، لذلك لابد أن نتوقع أسوأ القرارات السياسية التي تتخذ ضد السودان، كانت بسبب انتهاك حقوق الإنسان أو ما يدعون بأن السودان دولة إرهابية، فلنختلف فيما بيننا حكومة ومعارضة، ولكن الوطن يجب أن نعمل له ألف حساب، فالمتضرر المواطن المسكين أن كان في الاتهامات بحقوق الإنسان أو رعاية الإرهاب، فكل العمل الذي يجري الآن ما هو إلا عمل سياسي نساعد فيه نحن بأنفسنا ونعطي الجهات الخارجية فرصة إدانتنا، لذا لابد أن نحكم العقل وأن نعمل من أجل الوطن، فلينظر الجميع للذي يجري بالدول العربية المجاورة التي خربها أبناؤها، أين ليبيا الآن؟ وأين سوريا؟ أين اليمن؟ كل تلك الدول التي أصابها الدمار والخراب بفعل الأبناء، لذا يجب أن نتعظ منها لمصلحة الوطن لا الحكومات، إنها ليست باقية، فالبقاء للأوطان.
صحيفة السوداني