ماكرون يثير جدلا بوصف الفرنسيين بأنهم “غالييون يقاومون التغيير”
أغضب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معارضيه عندما أشار إلى أن الفرنسيين “الغاليين” يقاومون التغيير.
والغاليون هم سكان بلاد الغال في زمن الإمبراطورية الرومانية التي شكلت الجزء الذي يضم حاليا فرنسا وبلجيكا وهولندا.
وأشاد ماكرون خلال زيارته للعاصمة الدنماركية كوبنهاغن بالنموذج الاقتصادي المختلط الذي تنتهجه الدنمارك الذي يمزج بين سوق العمل المرنة ومزايا الرعاية.
وقال إن الاختلافات الثقافية بين الدنماركيين “اللوثريين”، نسبه إلى مارتن لوثر مؤسس حركة الإصلاح في أوروبا، والفرنسيين “الغاليين”، يجعل من الصعب تبني مثل هذا النظام في فرنسا.
وكان ماكرون قد تعهد عند توليه السلطة بعمل إصلاحات كبيرة في قانون العمل الفرنسي.
ولطالما صرح بطموحه نحو تحقيق إصلاح شامل في فرنسا عن طريق الاتجاه نحو “نموذج الشمال (الأوروبي)”.
ولم تكن كلمته في الدنمارك هي الأولى التي يغتنم فيها فرصة زيارة خارجية لتسليط الضوء على ما يعتبره مقاومة لهذه الإصلاحات.
وكان ماكرون قد اغتنم زيارة العام الماضي لرومانيا وقال خلالها إن فرنسا “ليست دولة قابلة للإصلاح”، مضيفا أن “كثيرين حاولوا وأخفقوا، لأن الفرنسيين يكرهون الإصلاحات”.
وتحدث بعدها بأسابيع في كلمة خلال زيارة لليونان أغضب فيها معارضين عندما قال إنه لن يتنازل عن الأرض لـ “كسالى”.
جاءت تعليقات ماكرون الأخيرة يوم الأربعاء، وأكد من خلالها إعجابه بالنموذج الدنماركي الذي وصفه بأن “آمن ومرن”.
وقال ماكرون :”الممكن هو كل ما يرتبط بثقافة وشعب له تاريخ خاص. هؤلاء (الدنماركيون) اللوثريون الذين عاشوا تحولات السنوات الأخيرة، ليسوا بالضبط كالغاليين الذين يقاومون التغيير”.
وسرعان مع اغتنم السياسيون المعارضون تصريحات ماكرون وانتقد كثيرون استخدامه كلمة “الغال”، وهو اسم أطلقه الرومان على أولئك الذين يعيشون في المنطقة التي تضم حاليا فرنسا وبلجيكا وهولندا.
وكتب أليكسي كوربيير، البرلماني اليساري الفرنسي السابق، تغريدة قال فيها :”يؤكد ماكرون بكلماته الحمقاء المحيرة في الدنمارك أنه لا يسيء إلى شعبه فحسب، بل جاهل بشدة بالغال الذي كانوا مخترعين رائعين”.
وكتبت مارين لوبن، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتشدد، تغريدة قالت فيها :”كعادته يظهر احتقارا للفرنسيين وهو في الخارج. سيكون (الغاليون) سعداء بالرد على جهله واحتقاره”.
وقال فابين دي فيليبو، النائب الجمهوري، إن الرئيس “أهان مجددا الفرنسيين”، وأضاف :”إيمانويل ماكرون تفوق على نفسه في الدنمارك”.
وسعى ماكرون إلى توضيح ما يقصده من تصريحات، وسط وابل الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال يوم الخميس إنها كانت “دعابة”.
وأضاف خلال زيارته للعاصمة الفنلندية هلسينكي :”أحب فرنسا والفرنسيين وأحب كل مكوناتها. أحبهم وأحب قبائل الغال، أحب ما نحن عليه”.
وقال متحدث باسم الحكومة إن ماكرون كان يشير إلى الأحزاب السياسية عندما تحدث عن مقاومة الغاليين.
وتولى ماكرون الحكم في مايو/أيار العام الماضي وهو لايزال مبتدئا في السياسة، ولم يُنتخب من قبل ولم تكن لديه دراية كبيرة بمناخ فرنسا السياسي.
وتعهدت حكومته بخفض البطالة من 9.5 في المئة إلى 7 في المئة خلال خمس سنوات، غير أن ماكرون اعترف بأنه يتوقع شهورا من مقاومة بعض القوانين الجديدة المقترحة بشأن التوظيف.
وشهدت مدن فرنسية في سبتمبر/أيلول العام الماضي احتجاجات نظمتها نقابات العمال ضد تغييرات مقترحة لقوانين العمل.
بي بي سي عربية