دولة القمع.. كتاب يستعيد حقبة صدام حسين برؤية جديدة
صدر حديثا عن دار جامعة برينستون الأميركية كتاب بعنوان “دولة القمع.. العراق في عهد صدام حسين”، الذي حاولت مؤلفته الأميركية ليزا بلايدز أن تقدم من خلاله رواية جديدة عن الأوضاع السياسية في عهد صدام، وبرؤية تتعارض في أكثر من زاوية مع ما هو سائد.
وتقدم المؤلفة رواية جديدة للأوضاع في العراق خلال حكم صدام “الذي كان من أكثر الأنظمة قمعية في العالم أواخر القرن العشرين”، وتقول إن العراق كان ينظر إليه على أنه بلد يتمتع بتنوع النسيج الاجتماعي، لكن تلك النظرة لم تكن حقيقية من وجهة نظرها.
وترى بلايدز، التي صدر لها عام 2011 عن جامعة كامبردج كتاب “الانتخابات والسياسة التوزيعية في مصر مبارك”، أن تفكك العراق لم يكن بالأمر المستبعد تماما، وأن الكثيرين لم يكونوا يفهمون سلوك الأنظمة الاستبدادية ولا يعرفون الكثير عن سلوك شعوبها.
وبالاعتماد على أرشيف حزب البعث الذي استولى عليه الأميركيون في أعقاب غزوهم للعراق عام 2003، تسلط بلايدز الضوء على تعقيدات الحياة السياسية في العراق، وتحاول شرح أسباب اختيار بعض العراقيين التعاون مع النظام، في حين عمل آخرون على تقويضه.
وترى المؤلفة أنه رغم ادعاء النظام العراقي آنذاك هيمنته السياسية الكاملة على الأوضاع، فإن اعتماده على سياسة العقاب الجماعي لمختلف الجماعات المناهضة له عزز من عملية انقسامات الهوية، وفي الوقت ذاته أدت سلسلة الصدمات الخارجية المكلفة التي تعرض لها النظام مثل تقلبات أسعار النفط، والحرب مع إيران إلى إضعاف قدرة النظام على مراقبة فصائل المجتمع العراقي وإخضاعها والتحكم فيها.
وإلى جانب الحديث عن السياسة العراقية في عهد صدام حسين، يقدم الكتاب عبر فصوله العشرة وصفحاته البالغ عددها 354 صفحة تفسيرا جديدا لأسئلة لماذا وكيف تقهر الأنظمة الاستبدادية شعوبها بطرق وأساليب تساهم في تقوية معارضيها عن غير قصد.
المصدر : الجزيرة