موسم الأضاحي يثير الجدل بين فقراء الدول العربية
الأضاحي تنعش قطاع تربية المواشي في المغرب، وصكوك تخفف وطأة التزام المصريين والليبيين بتقديم الأضاحي.
تختلف ظروف المستهلكين بين دولة وأخرى في المنطقة العربية خلال موسم الأضاحي، بالنظر إلى المشاكل الاقتصادية التي تسببت في نهاية المطاف في عزوف البعض منهم عن الشراء ولجوء البعض الآخر لحلول الصكوك لتخفيف وطأة التزاماتهم.
ويراهن مربو الماشية والمزارعون في المغرب على ازدهار تجارتهم خلال هذا الموسم، باعتباره إحدى المحطات الرئيسية بعد أن وفرت السلطات المعروض الكافي وبأسعار مقبولة في ظل الصرامة التي فرضتها في مراقبة الجودة داخل السوق المحلية.
وتقول وزارة الفلاحة والصيد البحري إن المعروض من الأغنام والماعز يبلغ 8.1 مليون رأس، بما يفوق 48 بالمئة من الطلب المتوقع، وتقدر الوزارة أن يبلغ الطلب على الأضاحي قرابة 5.45 مليون رأس.
وتتراوح الأسعار من 156 دولارا و837 دولارا بالنسبة للأغنام، بحسب القدرة الشرائية للأسر وسلالة الأضحية وحجمها.
ويعتبر عيد الأضحى فرصة لتحسين دخل المزارعين ومربي الماشية، حيث من المتوقع أن تصل مبيعاتهم إلى 1.25 مليار دولار لتساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية للبلاد.
لكن الأمر مختلف في كل من مصر وليبيا وتونس، حيث أثرت أزماتها الاقتصادية المستمرة والمتراكمة منذ سنوات على القدرة الشرائية للمواطنين بشكل لا يطاق.
ويقبل الكثير من المصريين على صكوك الأضاحي، كونها تمثل بديلا أرخص من تحمل تكلفة شراء الأضحية بالكامل ودفعة واحدة، حيث يساهم مع آخرين في تحمل سعرها.
وصك الأضحية، عبارة عن توكيل من المضحي لوزارة الأوقاف أو الجمعيات الخيرية بشراء سهم في الأضحية والذبح عنه.
ووفرت معظم الجمعيات وسائل الدفع إلكترونيا، أو عن طريق الحساب البنكي للتسهيل على الراغبين في الشراء.
وشهدت سوق الأضاحي في البلاد حالة من الركود قبل أيام قليلة من عيد الأضحى، في ظل عدم قدرة الكثير من المصريين على الشراء بسبب تدني المداخيل.
وتتراوح أسعار صكوك اللحوم من الماشية المستوردة هذا العام، ما بين 100 دولار و126 دولارا. كما تراوح سعر صك اللحم المحلي بين 168 و185 دولارا للصك، فيما تطرح وزارة التموين بالتعاون مع وزارة الأوقاف، صكا بقيمة 85 دولارا.
ويزن صك الأضحية 27 كيلوغراما، تسمح الجمعيات الخيرية لصاحب الصك بالحصول على ثلث الأضحية أي حوالي 9 كيلو غرام.
وفي ليبيا المجاورة، ومع قرب حلول العيد، يتحول حديث الناس في مختلف مناطق البلاد إلى الأضاحي وغلاء أسعارها مقابل شح السيولة النقدية في البنوك.
وتشهد أسعار الأضاحي في ليبيا هذا العام ارتفاعا جنونيا، لا سيما في المناطق الجنوبية، فرغم الخطوات التي أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني اتخاذها لاستيراد الأضاحي، ينفي العديد من السكان في مدينة أوباري جنوب البلاد وصول هذه الأضاحي.
ويتفاوت سعر الأضحية في أغلب الأسواق في أوباري باختلاف نوع المعاملة المالية حيث بلغ سعر الخروف المحلي 1500 دينار ليبي (نحو 1077 دولارا) نقدا. ويتراوح سعر الأضحية بالصكوك المصدقة بعد أن ظهرت في السنوات الأخيرة في ظل الأزمة، بين 1800 دينار (1292 دولارا) إلى ألفي دينار (1436 دولارا).
أسعار الأضاحي في السودان تتراوح ما بين 167 دولارا و280 دولارا، وهي أسعار في متناول المستهلكين
وفي تونس، تشكل الأضاحي هذا العام عبئا إضافيا على المواطنين الذين يعانون أصلا من تزايد في أسعار المواد الأساسية والخدمات، بالإضافة إلى تكاليف الدراسة التي تتزامن تحضيراتها مع حلول العيد.
وبدت أسواق المواشي في معظم المناطق خالية تسببت في كساد حركة التجارة نظرا للأسعار المرتفعة قياسا بالعام الماضي.
وخلال جولة “العرب” في عدد من نقاط البيع غير الرسمية المنتشرة بالعاصمة تونس يُلاحظ أن الأسعار شهدت هذا الموسم ارتفاعا جنونيا تجاوزت أحيانا الألف دينار (360 دولارا) وقد لا تشهد تراجعا، رغم أن السلطات وفرت 1.39 مليون رأس من الماشية وقننت الأسعار لمحاصرة المضاربين في السوق.
وأما في السودان فشهدت أسواق المواشي استقرارا نسبيا وتراجعا في الأسعار أرجعهما تجار ومواطنون إلى توافر أعداد كبيرة من الماشية وركود السوق بسبب عدم توفر السيولة النقدية.
وتتراوح أسعار الأضاحي في السودان ما بين 167 دولارا و280 دولارا، وهي أسعار في متناول المستهلكين.
وطبقا لإحصائيات رسمية يمتلك السودان أكثر من 130 مليون رأس من الماشية، علاوة على المراعي الخصبة في مساحات شاسعة.
صحيفة العرب بريطانيا.