الذكرى المئوية (كسرة خط هيثرو)
تقول الطرفة المتداولة والتي حدثت وقائعها إبان الحكم (المايوي) إنه قد صدرت أوامر لحراس بوابات ميناء بورتسودان لتشديد الحراسة نسبة لسرقة عدد من (القندرانات) من داخل (حوش الجمارك)، بعد انتهاء عمله جاء (أدروب) طالع عبر البوابة وهو يحمل داخل جيبه (حقة سعوط) مانعة فاستوقفه الحارس قائلاً :
– يا زول أقيف وطلع الفي جيبك ده، فقام (أدروب) بإخراج الحقة وأخد ليهو سفة مدنكلة ثم خاطب الحارس متهكماً :
– حقّه تشيف .. قندراني ما تشيف!!
وقد أصبحت الحكاية مثلاً يضرب لمن (يتمسك) بصغائر الأشياء ويصهين (ويعمل رايح) عن كبائرها حيث جاء في الأخبار (مواصلة لمسلسل مكافحة الفساد المزعوم) أن ما يعرف بوحدة مكافحة الفساد التابعة لجهاز الأمن الوطني قد خصصت أرقام هواتف ثابتة للمواطنين لتقديم الشكاوى المتعلقة بالفساد عبر الرقم 7878 وحددت الوحدة مواقيت زمنية معينة لتلقي الشكاوى تبدأ من الثامنة صباحًا وحتى الخامسة عصرًا.
ومن عجب أن يتزامن هذا (التخصيص) و(الطلب) من المواطنين بالإبلاغ عن (الفساد) مع بلوغ (واو) كسرة هيثرو (المائة واو) أي (مائة شهر) أي ثماني سنوات وأربعة أشهر، ذيلنا بها قرابة الألف وخمسمائة مقال ناشدنا فيها المسؤولين عن (مكافحة الفساد ده ذاااتو) تقديم الوالغين في (المسألة) إلى القضاء وإعادة الخط المسروق أو ما يعرف بـ(حق الهبوط والإقلاع) الممنوح لناقلنا الوطني من سلطات مطار هيثرو Slot Time وبالعدم (يرجعوا لينا قروشنا) ويقوموا بتوريد الثمن (المقبوض) إلى الخزينة العامة (اللحقت الصح)!
بعد مائة شهر من الطناش المتواصل من قبل المسؤولين عن حماية المال العام الذين يمثلهم ديوان النائب العام تبقى حكاية تخصيص رقم من قبل وحدة مكافحة الفساد للتبليغ عن قضايا الفساد بمثابة (حركة في شكل وردة) لا تعكس أي جدية كبرى لمكافحة الفساد والحد من انتشاره والعزم على ملاحقته، بل هي مجرد عمليات (تجميل) متأخرة وامتصاص لردود فعل المواطنين الغاضبة حيال (اللهطي واللفحي) الذي طال حتى (القروض) الممنوحة للدولة في سابقة لم تعرفها الأمم السابقة (ولا اللاحقة)!
في لقاء له بصحيفة “الصيحة” مؤخراً سئل مولانا (محمود مهدي) رئيس النيابة العامة عن طريقة تقديم المواطنين للشكاوى (ضد الفاسدين) فأجاب:
(يمكن أن يقوم الشخص بالتبليغ عن الفساد دون ذكر اسمه وبعدها تقوم الشرطة أو النيابة بتقديم شكوى ضد الشخص الذي تم التبليغ عنه ويضيف محمود لـ(الصيحة): “يمكن أن يأتي الشخص بملفات فساد لرئيس النيابة ويشترط عليه دون ذكر اسم”. وبعدها تتحرك النيابة بإجراءات رسمية ضد المبلغ عنه)، وعطفاً على إجابة مولانا محمود في هذا (المقام) والأمر هكذا لا يتم (الا بالمستندات) لا نقول إلا ما قاله عمنا (المرضي الترزي) لكسار الحطب.. فعمنا (المرضي) كثير الصمت وإن تكلم تخرج منه الطرفة والحكمة.. كان له دكان (ترزي بلدي) في أب روف في مواجهة (النيل).. أمام دكانه سبيل ماء به عدد من (الأزيار).. كانت السيجارة (البرنجي) لا تفارق يده إلا عندما يضعها على حافة (مكنة الخياطة) مجبراً ثم يعود لها مجدداً .
في ظهيرة يوم غائظ الحر.. جاء أحد الأعراب الذين (يلفون في الأحياء) عارضين خدماتهم في تكسير الحطب.. جاء الأعرابي وقد أضناه العطش (من الحوامة)، فأدخل يده في كل الأزيار ولما لم يجد بها ماءً قام بسؤال (عمنا المرضي)
– ما عندكم موية؟
فقام عم (المرضي) بوضع سيجارته على حافة (المكنة) في هدوء وأجابه :
– غير دا (وهو يشير إلى النيل) … يخربنا !
أها نحنا غير (خط هيثرو) ده يخربنا شيتن (بي مستنداتو) ما عندنا يا شيخ (محمود)!!
كسرة:
(اعتبرونا يا وحدة مكافحة الفساد اتصلنا على الرقم 7878 وبلغنا وكده)!!
تنبيه:
بعون الله نبدأ (الواو الأول) في المائة الثانية!!
• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 100 واو – (ليها ثماني سنين وأربعة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 59 واو (ليها أربع سنوات وحداشر شهر).
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة
هناك قاعدة في القانون الإنجليزي تقول “الشئ يتحدث عن نفسه” The thing speaks for itself تطبق في حالات حوادث الطرق عند تصادم سيارتين والقصد منها أن آثار الحادث المتمثلة في الخسائر المادية هي أبلغ دليل على حصول تصادم ، يمكن الأخذ بها في المحاكم ضد المتهم فعند امتلاك مسؤول ما أو موظف ما مرتبه محدود لعمارة أو بناية متعددة الطوابق فهنا وجود هذه الممتلكات بأسمه تتحدث عن نفسها كدليل إدانة بفساده