عالمية

زيارة “أبي أحمد” للولايات المتحدة.. توسيع للمصالحة وتدعيم للإصلاح

رئيس الوزراء الإثيوبي التقى نائبك الرئيس الأمريكي وقيادة البنك والصندوق الدوليين وتجمعات للجالية الإثيوبية خلال أطول زيارة خارجية منذ توليه السلطة

اختتم رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد على (41 عامًا)، الثلاثاء الماضي، زيارة لافتة للولايات المتحدة الأمريكية، رغم كونها غير رسمية.

الزيارة دامت ستة أيام، ركز خلالها على جلب الدعم للمصالحة الوطنية والإصلاح الاقتصادي في الدولة الواقعة شرقي إفريقيا.

وحملت الزيارة شعار “هدم الحواجز وبناء الجسور”، وهي الأطول خارجيا لـ”أبي أحمد” منذ توليه السلطة في أبريل/ نيسان الماضي.

وشهد جدول أعمال “أبي أحمد” في الولايات المتحدة لقاءات مع نائب الرئيس الأمريكي وقيادة البنك والصندوق الدوليين، إضافة إلى الجالية الإثيوبية.

** شراكة أمريكية- إثيوبية

رغم أنها ليست رسمية، لم تخل الزيارة من سعي إلى تعزيز العلاقات مع واشنطن، لاسيما في فترة تشهد فيها إثيوبيا إصلاحات سياسية واقتصادية.

والتقى “أبي أحمد” بنائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، يوم الجمعة الماضي.

عقب اللقاء أكد بنس على شراكة بلده مع الشعب الإثيوبي، وأشاد بجهود الإصلاح التي قام بها “أبي أحمد”.

ولفت إلى التحسن في احترام حقوق الإنسان، وإصلاح بيئة الأعمال التجارية في إثيوبيا، وإعادة السلام مع الجارة إريتريا بعد قطعية طويلة.

وشجع بنس القيادة الإثيوبية على الاستمرار في حل النزاعات الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي (شرقي القارة)، وتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين.

** دعم اقتصادي دولي

الزيارة كان لها أيضا شق اقتصادي، ضمن جهود أديس أبابا لتوفير دعم دولي لإصلاحاتها الاقتصادية.

وأطلق “أبي أحمد”، في يوليو/ تموز الماضي، أكبر عملية خصخصة تشهدها إثيوبيا (بيع شركات تملكها الدولة للقطاع الخاص).

ويأتي ذلك ضمن إصلاحات اقتصادية في البلد الإفريقي، الذي يتجاوز عدد سكانه المئة مليون نسمة، ويعاني من مشاكل اقتصادية.

والتقى “أبي أحمد”، خلال الزيارة، كلا من المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، ورئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، يوم الجمعة الماضي.

وتركز اللقاء مع لاغارد حول أهمية دعم الصندوق لخطة أولويات الإصلاح في إثيوبيا

وأشادت للاغارد بالإصلاحات الاقتصادية الطموحة التي أعلنها “أبي أحمد”.

وأعربت عن التزام الصندوق بالعمل مع أديس أبابا، لضمان تحقيق معدلات أداء اقتصادي مرتفعة ونمو مستدام و شامل من أجل الحد من الفقر.

وهنأت “أبي أحمد” على الإعلان المشترك للسلام والصداقة الموقع مؤخرًا مع إريتريا، وقالت إنه “سيكون له أثر إيجابي على استقرار المنطقة”.

كما بحث “أبي أحمد” مع رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، قضايا عديدة، بينها مستقبل التكنولوجيا ورأس المال البشري.

وقال إن أهم إمكانيات إثيوبيا هو رأس المال البشري، إذ يمثل الشباب 70 بالمئة من سكانها.

وأكد أهمية استثمار هؤلاء الشباب لتحقيق مستقبل أفضل.

وشدد على التزام حكومته بمكافحة الفساد وتحسين سبل عيش المواطنين.

فيما قال يونغ كيم إن البنك الدولي مستعد لتقديم دعم قوي لإثيوبيا.

وأضاف: “نشيد بجهوده (أبي أحمد) في إنشاء هيكل (حكومي) شفاف وخاضع للمساءلة، ونؤيد وندعم الإصلاحات التي يتم اتخاذها من قبل حكومته”.

** الجالية الإثيوبية

يقيم في الولايات المتحدة حوالي مليون إثيوبي من إجمالي 3 ملايين إثيوبي في دول المهجر.

ولفترة طويلة، لم تهتم السلطات الإثيوبية بالمغتربين الإثيوبيين، خاصة مع معارضة الإثيوبيين في الولايات المتحدة للأوضاع الداخلية في بلدهم.

ومنذ تولي “أبي أحمد” السلطة، تشهد إثيوبيا، وهي دولة متعددة العرقيات بشكل كبير، عملية مصالحة وطنية، بعد احتجاجات شعبية طالبت بالحريات والتنمية ومكافحة الفساد.

ومن أبرز إجراءات المصالحة: الإفراج عن معتقلين سياسيين، والتصالح مع الجماعات المعارضة المسلحة.

وضمن جهوده لتوسيع ودعم المصالحة الوطنية بين الإثيوبيين، التقى “أبي أحمد” بشرائح متعددة من الإثيوبيين في الولايات المتحدة.

ولعل أبرز هذه اللقاءات هو المنتدى التشاوري للمغتربين الإثيوبيين، الذي عقد في العاصمة الأمريكية السبت الماضي، وحضره الآلاف منهم.

خلال المنتدى، دعا “أبي أحمد” إلى كسر الحواجز وبناء جسور المحبة والسلام والتسامح والعمل من أجل اثيوبيا جديدة يعمل أبناؤها لحمايتها وازدهارها في مختلف المجالات.

وشدد على ضرورة توحيد الصف الداخلي والخارجي، لبناء إثيوبيا الجديدة، متعهدا بإرساء دعائم الديمقراطية وحرية التعبير.

وأمتدح الجالية الإثيوبية بقوله إنها “تجسد دولتنا الغنية والمتنوعة، وهم سفراؤنا العالميين”.

وتابع: “نأتي إليكم ليس بسبب احتياجاتنا العاجلة، بل لأنكم جزء لا يتجزأ من هويتنا وديمقراطيتنا”.

ودعا جميع أعضاء الجاليات الإثيوبية في أمريكا الشمالية إلى “الوقوف بروح واحدة مع الوطن الأم، والمشاركة الفاعلة في التنمية التي يشهدها”.

وشاركت في منتدى واشنطن رئيسة بلدية العاصمة الأمريكية، موريل باوزر.

وأعربت باوزر، في كلمة لها، عن إعجابها بما يقوم به “أبي أحمد” لـ”نقل إثيوبيا نحو مجتمع أكثر ديمقراطية”.

** المعارضة السياسية

رئيس الوزراء الإثيوبي التقى أيضا بالأحزاب السياسية الإثيوبية في واشنطن، بحسب مدير مكتبه، فتسوم أرغا.

وقال أرغا إن “أبي أحمد” حث قيادات هذه الأحزاب على “المشاركة في بناء إثيوبيا، وتعهد بانتهاج العملية السلمية والديمقراطية”.

وأعلنت حركة “جونبت 7” المعارضة، الثلاثاء الماضي، اعتزامها العودة إلى إثيوبيا خلال شهر، للمشاركة في العمل السياسي السلمى.

وقالت الحركة إن قرارها جاء بعد محادثات بين رئيسها برهانو نيقا و”أبي أحمد”، في واشنطن، يوم 27 يوليو/ تموز الماضي.

وأعلنت الحركة، في يونيو/ حزيران الماضي، وقفا كاملا لجميع عملياتها المسلحة داخل إثيوبيا.

وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت استجابة لمبادرة رئيس الوزراء، ودعوته التنظيمات السياسية المعارضة في المهجر إلى العودة والانخراط في العمل السياسي السلمى.

** لقاءات إسلامية ومسيحية

وفي ولاية فريجينا، التقى “أبي أحمد” بتجمع مؤسسة “بدر” لمسلمي إثيوبيا في أمريكا الشمالية.

وقال خلال اللقاء إن “المثل العليا للحب والغفران والمصالحة تعتبر أساسا لتحقيق السلام والديمقراطية والازدهار في إثيوبيا”.

كما حضر “أبي أحمد” مراسم وحدة ومصالحة وطنية في الكنيسة الأرثوذكسية بواشنطن.

وبموجب هذه المصالحة عاد بصحبة “أبي أحمد” إلى إثيوبيا، أمس الأربعاء، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، الأنبا مركوريوس، بعد 27 عاما قضاها في المنفى بالولايات المتحدة.

ونُفي مركوريوس، عام 1991، عقب وصول الائتلاف الحاكم (الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية) إلى السلطة في أديس أبابا.

آنذاك اعتبر مركوريوس أن ثمة “تدخل سياسي غير مبرر” في شؤون الكنيسة، وهو ما أغضب الائتلاف الحاكم.

** مقتل المهندس

جاء جدول زيارة “أبي أحمد” للولايات المتحدة مزدحمًا ومكثفًا.

لكن ثمة حدث طارىء وقع في إثيوبيا وهيمن تقريبًا على كل لقاءات “أبي أحمد” في الولايات المتحدة، خاصة مع الجالية الإثيوبية.

فقد عُثر، في 26 يوليو/ تموز الماضي، على مدير مشروع سد “النهضة” الإثيوبي (تحت الإنشاء على نهر النيل)، سمنجاو بقلي (53 عامًا)، مقتولًا برصاصة في رأسه وسط أديس أبابا.

ودون توجيه أصابع الاتهام إلى أي جهة، قال “أبي أحمد”، في واشنطن، إن “من يتخيل أن بناء السد سيتوقف بمقتل المهندس بقلي هو جاهل، فعملية بناء السد ماضية بقوة حتى النهاية”.

واعتبر، خلال المنتدى التشاوري مع المغتربين الإثيوبيين، أن “القتل علامة الهزيمة”، وشدد على أن “العدالة ستنال من كل ضالع في هذا العمل البشع وغير الإنساني”.

ويثير سد النهضة”، الذي سيكون الأكبر في إفريقيا عند اكتمال بنائه، مخاوف الدول المستفيدة من مياه نهر النيل، وبينها مصر، التي يُعد النهر مصدرها الرئيسي للمياه.

الاناضول

تعليق واحد

  1. عمره 41 عام وليهو اربعه شهور رئيسا للوزراء زار امريكا ،، حكومتنا دي ما بتخجل من العزله اللي هي فيها؟ ياكافي البلاء علاقات دوليه مافي خااااالص؟ والله تلفو في حبة الدول اللافين فيها دي مليار سنه ما تلقو شي ،، واااا خجلناااااه