إيران تعتقل عشرات التجار وتمنع بيع الدولار في المطارات
أعلنت السلطات الإيرانية أنها اعتقلت عشرات التجار في إطار حملة وصفتها بـ”مكافحة الفساد”، كما منعت بيع وشراء الدولار في المطارات، كمحاولات جديدة لوقف الانهيار المتسارع للعملة المحلية الريال.
وأعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني ايجئي، عن اعتقال 29 تاجرا في مجال صرف العملات الأجنبية بتهمة “الإخلال في السوق”.
وكان الريال الإيراني منذ مطلع العام الجاري، نحو ثلثي قيمته رغم أن قيمته شهدت انخفاضا جزئيا جدا، أمس الثلاثاء، حيث هبطت من 130 ألف ريال مقابل الدولار الواحد إلى حوالي 120 ألفا في أسواق الصرف.
من جهته، أعلن القائد العام لشرطة المطارات في إيران، اللواء حسن مهري، الأربعاء، عن منع بيع وشراء الدولار وباقي العملات الأخرى في المطارات.
ونقلت وكالة ” إيسنا” للطلبة الإيرانيين عن مهري قوله، إن قوات الأمن سوف تتعامل بحزم مع من وصفهم بـ”الانتهازيين” الذين يقومون ببيع وشراء الدولار والعملات الأجنبية الأخرى في المطارات، ويساهمون في رفع سعر الدولار، حسب تعبيره.
وقال مهري إن المسافرين للخارج يجب أن يشتروا الدولار من محال الصيرفة المرخصة من قبل السلطات الحكومية والبنك المركزي فقط.
نظرية المؤامرة
هذا ويعزو مسؤولو الحكومة الإيرانية تدهور الريال إلى “المؤامرة الخارجية” و”الضغوط الأميركية” قبيل العقوبات التي ستبدأ الجولة الأولى منها في 6 أغسطس/أب الجاري.
هذا بينما انتقد خبراء من بينهم رئيس قسم الاقتصاد بجامعة “طباطبائي” الإيرانية، محمد قلي يوسفي، تكرار تصريحات المسؤولين حول نظرية المؤامرة، قائلا إن “هذا ينم عن جهل وتخبط”.
وقال يوسفي لموقع الدبلوماسية الإيرانية، الثلاثاء، إنه يجب استغلال فرصة الحوار مع الولايات المتحدة بعد دعوة ترمب للتفاوض مع الإيرانيين، مشددا على أن ذلك “سيعيد الهدوء للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد بشكل تدريجي”.
واعتبر إلقاء اللوم على العدو الخارجي بتردي الأوضاع الاقتصادية محاولة لهروب المسؤولين الإيرانيين من هذه الأوضاع المأساوية، خاصة مسؤولية البنك المركزي.
تعديل وزاري
يأتي هذا بينما دعا 193 نائبا إيرانيا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إجراء تعديل وزاري لأقصى حد ممكن للحيلولة دون انهيار الاقتصاد بشكل كامل.
وقال علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني خلال جلسة الأربعاء، إنه ينبغي في الظروف الراهنة تشكيل فريق فاعل في مختلف القطاعات المتعلقة بالاقتصاد، بحسب ما أفادت وكالة “فارس”.
وقال لاريجاني، إنه تم التحدث أيضا مع السلطة القضائية بشأن التصدي للمخلين باقتصاد البلاد، وسيتم الإعلان قريبا عن ضوابط يجري على أساسها التصدي بصورة أكثر سرعة وجدية للمخلين بالسوق، وستنفذ هذه الإجراءات حتى السبت القادم.
هذا وطالب النواب الإيرانيون روحاني بأن يجيب خلال شهر عن تساؤلات تتركز حول 5 محاور، وهي “عدم نجاح الحكومة في السيطرة على تهريب السلع والعملة الصعبة” و”استمرار الحظر المصرفي” و”عدم قيام الحكومة بإجراءات مناسبة لخفض البطالة” و”الركود الاقتصادي الشديد خلال الأعوام الأخيرة” و”الزيادة المتسارعة لأسعار العملات الأجنبية والانخفاض الشديد لسعر العملة الوطنية”.
حرب اقتصادية
من جهته، اعتبر رئيس منظمة الباسيج، العميد غلام حسين غيب برور، أن ” الأعداء يشنون حربا اقتصادية على البلاد، لذلك ينبغي على الحكومة اتخاذ موقف من هذه الحرب”.
وقال غیب برور، في كلمة ألقاها أمام حشد من مسؤولي قوات الباسيج، إن “الاضطراب في سوق العملات الأجنبية والذهب، هو من نتائج الحرب الاقتصادية”، مضيفا: “كما طلبنا من السلطة القضائية التصدي بحزم وقوة في مواجهة المفسدين الاقتصاديين ندعو الحكومة إلى التصرف بثورية في التعاطي مع الوضع الاقتصادي، وأن لا تسمح بوقوع اضطراب في اقتصاد البلاد”.
هذا بينما تتواصل المظاهرات والإضرابات في العاصمة طهران وأصفهان وأنحاء مختلفة من محافظات إيران احتجاجا على الفساد والغلاء وانهيار سعر الريال وتوقف عمليات البيع والشراء.
وهتف المحتجون بشعارات معادية للميليشيات التابعة للنظام في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، ورددوا شعار “لا غزة، لا لبنان، روحي فداء إيران”، منددين بإنفاق المليارات من أموال الإيرانيين على الميليشيات التابعة للنظام الإيراني في دول المنطقة على حساب تجويع الإيرانيين وتدهور أوضاعهم المعيشية.
كما تعالت وسط العاصمة طهران هتافات “الموت للديكتاتور” و”اخرجوا من سوريا وفكروا بحالنا” و”الموت لنظام ولاية الفقيه”، بينما يواجه النظام بالعنف المحتجين الناقمين على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
العربية