ضابطٌ و(4) جنود: المختطفون المصريون في ليبيا.. تفاصيل عملية تحرير
بلا مقدمات تداولت وسائط التواصل الاجتماعي أمس، خبراً منسوباً للمركز السوداني للخدمات الصحفية، يكشف فيه عن عملية وصفت بالنوعية لجهاز الأمن والمخابرات حُرِّرت عبرها قوة عسكرية مصرية تم اختطافها من قبل مجموعة ليبية متفلِّتة على الحدود السودانية المصرية الليبية، قبل أن تنقل بواسطة الخاطفين إلى داخل الجنوب الليبي.. الخبر أثار دهشة الجميع لوجود ثلاث دول في إطاره، وبدأ الكل يلهث وراء المزيد من المعلومات. ليعلن جهاز الأمن والمخابرات عن مؤتمر صحفي بالصالة الجنوبية لمطار الخرطوم الدولي في الرابعة مساء أمس لشرح تفاصيل العملية..
الخبر أشار إلى أن القوة المصرية المكونة من ضابط و4 جنود تم تحريرهم بواسطة جهاز الأمن والمخابرات السوداني في عملية خاصة تمت بإشراف مباشر من المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول أمن مهندس صلاح عبد الله.
في الانتظار
قبل الموعد المحدد اتجه الصحفيون وممثلو وكالات الأنباء الداخلية والخارجية إلى حيث المؤتمر الصحفي، واضعين في الاعتبار الإجراءات الأمنية التي تسبق دخولهم إلى الصالة، وعلى الرغم من اتساع مقر المؤتمر الصحفي إلا أنه ضاق بالإعلاميين، فرصدت (السوداني) نحو 15 كاميرا للقنوات متراصة بعناية، بينما لزم الجميع المقاعد الفخيمة يتجاذبون أطراف الحديث في السياسة والاجتماع وقبل ذلك كله هم (القفة) في سيناريو مكرر للقضايا الاقتصادية، ليقطع عليهم حبل الأفكار و(الونسة) حديث زميل عن أن الطائرة التي تحمل المصريين ستصل المطار عند الخامسة والنصف، وأنهم سيخرجون من المطار بعد ساعتين على الأقل.. بعدها أصبح الجميع ينظر إلى هاتفه لا لشيء، إلا ليرى كم تبقى من الزمن.
إلغاء المؤتمر
الجو كان بارداً داخل القاعة، فلم يحتمله البعض، فاضطروا للجلوس بالخارج على الـ(مساطب)، وعندما يسمعون (أزيز) طائرة ينظرون لبعضهم البعض علها تكون المنتظرة.
وما إن حلت الساعة السادسة والثلث، حتى خطا مدير جهاز الأمن المخابرات الوطني الفريق صلاح قوش بخطوات واثقة إلى داخل مطار الخرطوم، وقبل أن يتجه إلى البوابة الشرقية ليستقبل الطائرة التي تحمل المصريين، اتجه إلى قاعة النيل الأبيض ليلتقط أنفاسه ربما لدقيقتين قبل أن يختفي نهائياً..
قوش كان من المرجح أن يتحدث في المؤتمر الصحفي ومعه ممثل للسفارة المصرية، لكن المفاجأة غير المهضومة تمثلت في إلغاء المؤتمر الصحفي والاكتفاء بتصريح صحفي فقط.. بعض الصحفيين أخذوا يبحثون عن سبب الإلغاء، وكانت الإجابة بأن الجانب المصري رأى أن يتم إسعاف المختطفين كسباً للوقت.
وصول الطائرة
الطائرة القادمة من مدينة دنقلا لامست عجلاتها مطار الخرطوم في تمام السادسة والنصف تقريباً، الجميع كان مرابطاً أمام مدخل الصالة التشريفية لنقل المشهد، لكن عند السادسة وسبعة وأربعين دقيقة، تفاجأ الحشد بإغلاق الباب. التوثيق لوصول الطائرة بدا المفارقة التي أثارت الضحك، لجهة أن الصحفيين رفعوا ستائر النوافذ التي تحجب الرؤية، في موقف استدعى تعليقاً لاحقاً من مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطني محمد حامد تبيدي في المؤتمر الصحفي لدى قوله (زي ما شفتو).
عقب وصول الطائرة رصدت (السوداني) هتافات لأحد رجال الأمن بـ(يلا يا حبيب) مخاطباً (3) من المصريين الذين كانوا بالقاعة المجاورة لباحة المطار.. المصريون الثلاثة بدورهم هرولوا ليشاهدوا أبناء جادتهم وهم ينزلون من سلم الطائرة في قلب الخرطوم التي استقبلتهم بأمن وأمان. بعد التحايا والاطمئنان بين المنتظرين والواصلين، تم نقل المختطفين من الطائرة بواسطة إسعاف ربما لإجراء فحوصات طبية عاجلة للاطمئنان على وضعهم الصحي.
وطبقاً لمعلومات (السوداني) فإن الجانب المصري رتَّب بالتنسيق مع الخرطوم لإرسال طائرة خاصة لنقل جنوده إلى القاهرة، بعد اكتمال إجراءات الكشف الطبي وإجراءات التسليم والتسلم بين الجانبين.
ماذا قال الأمن؟
مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطني محمد حامد تبيدي ابتدر الحديث مرحباً بالصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة، معتذراً عن الانتظار الذي وصفه بالطويل، وعدم الالتزام ببداية المؤتمر الصحفي في الموعد المحدد، إلا أنه استدرك قائلاً (إنها طبيعة المهنة والعمل كما تعلمون).. ربما أراد تبيدي تعويض التأخير فسارع للدخول في الموضوع، كاشفاً في تصريح صحفي تفاصيل العملية مبتدراً حديثه بأن مجموعة مصرية تم اختطافها على الحدود المصرية الليبية بواسطة مجموعة ليبية متفلتة قادتهم إلى الجنوب الليبي.. مشيراً إلى أن التحرير تم بواسطة تنسيق محكم بين جهاز الأمن والمخابرات الوطني وبين الاستخبارات العسكرية في القوات المسلحة السودانية وبين جهاز المخابرات العامة المصرية. ووصف تبيدي العملية بالنوعية لتحرير خمسة أشخاص تم تسليمهم لـ(جهاز المخابرات العامة) وهم في صحة جيدة، وأضاف: “هذه العملية تدل على مدى التنسيق المحكم والنوعي والمستمر من أجل خدمة الأمن والمهام والعمل المشترك بين الجهازين والبلدين. كاشفاً عن أن عملية تحرير المصريين من يد المجموعة الخاطفة والمتفلتين في عدة أيام بعد أن تم اقتياد المختطفين إلى الجنوب الليبي، وأضاف: “تم تحريرهم بسلام”.
وجدد تبيدي رفض الخرطوم لما وصفه بالتفلتات والأنشطة المخالفة للأمن والمخلّة باستقرار المنطقة، وأضاف: بالنسبة لنا مرفوضة ومرصودة ويتم التعامل معها بقوة مهما كلفت من جهود وإمكانيات وطاقات”، مشيراً إلى أن كل تلك المجهودات ليست بالشيء الكثير في سبيل خدمة استقرار المنطقة. قاطعاً بأن المصريين كالسودانيين “فهم أشقاؤنا أيَّاً كان سبب اختطافهم أو ملابسات الاختطاف”، وأضاف: “كان لابد من بذل أقصى الطاقات لتحريرهم، ونحن في جهاز الأمن والمخابرات فخورون جداً بهذه العملية النوعية التي تمت بسلاسة، وانتهت بدون أية خسائر”. بيد أن مصادر كشفت لـ(السوداني) أمس، عن أن العملية بدأ تنفيذها الجمعة الماضية، وتمت تحت إشراف مباشر لمدير جهاز الأمن الفريق صلاح عبد الله قوش، ونفذتها قوة بقيادة ضابط برتبة العميد.
بلا سؤال
على غير المتوقع بعد السرد التفصيلي للعملية السودانية في تحرير المصريين، أن ينتهي التصريح الصحفي دون أن تُفتح الفرصة للإعلاميين لتوجيه أسئلتهم واستفساراتهم. وربما هذا ما دفع الكثيرين للحاق بتبيدي خارج القاعة ليحاصروه بالاستفهامات التي كان أبرزها عن دور الحكومة الليبية من هذه العملية باعتبار أن العملية تمت داخل الأراضي الليبية، ليأتي الرد سريعاً: “إنها جماعات متفلتة ومستقرة ونشطة في المنطقة الجنوبية”.
وفي الوقت الذي نظر فيه العديد من الصحفيين لأحد الإعلاميين شذراً لدى سؤاله عن ارتباط فترة صلاح قوش بتزايد حدة حملة على الفساد، واعتبروا سؤاله (تسللاً)، إلا أن تبيدي أجاب بأن جهاز الأمن مؤسسة كبيرة ومتماسكة وتشهد عملاً مستمراً في كل عهود المدراء السابقين، وأضاف: “كل مدير له بصمته في العمل”.
الخرطوم: وجدان طلحة
صحيفة السوداني.
بالضبط هذا ( هو ) الذي حدث ..
تسليم ( و ) تسلم ..
تسليم من جهة متفلتة لجهة ( متعاونة ) وقادرة على التفاوض ..
اي انهم خير نعاج الارض يساقون كما الانعام تسليم واستلام .. قبح الله وجهك ايها الكريه .. خير مثال للمصري الانموذج دائما حاقد وحاسد وناكر للجميل.