منوعات

لماذا لقيت رقصة “كيكي” رواجا في العالم العربي؟

تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي عبر العالم، منذ أكثر من شهر، فيديوهات تحدي “كيكي”.

ويتمثل التحدي في القفز من السيارة والقيام بحركات استعراضية بجانبها وهي تسير بسرعة بطيئة على أنغام أغنية للنجم الكندي دريك، بينما يقوم شخص آخر بتصوير التحدي.

ومنذ الثلاثين من شهر يونيو / حزيران حقق الفيديو الأصلي للرقصة الذي بثه المدون الكوميدي الامريكي شيغي انتشارا منقطع النظير نال أكثر من ستة ملايين مشاهدة. وفي غضون أسبوع نشرت فيديوهات مماثلة تجاوز عددها 150.000.

وانتشرت حمى تحدي “كيكي” مثل النار في الهشيم، وسجلت مشاركات لمشاهير غربيين في عالم الفن والموسيقى وحتى كرة القدم.

وفي غضون أيام معدودة انتقلت حمى “كيكي” إلى العالم العربي وأبلى مواطنون ومشاهير عرب بلاء حسنا في تنفيذ التحدي بطرق تعكس جانبا من الثقافة والتقاليد العربية.

وتم تسجيل نسخ متنوعة من التحدي على أنغام موسيقى أغاني عربية كانت بعضها في غاية الطرافة من قبيل جمل يمشي بجانب سيارة أو عربات تجرها حمير.

وكعادتهم، أبدع المصريون في محاكاة التحدي. وحرص عدد من المشاهير المصريين على أدائه، مثل الممثلة دينا الشربيني وأحمد حلمي وسما المصري وعصام الحضري وغيرهم.

غير أن تنفيذ التحدي اتخذ منحى خطيرا بعد أن تعرض كثيرون لحوادث مرور وإصابات بليغة، ما حدا بحكومات بعض الدول العربية الى إصدار تحذيرات لمواطنيها من التحدي في الطريق العام فيما بادرت أخرى الى منع التحدي.

ففي دولة الإمارات نبهت السلطات سائقي السيارات من تقليد رقصة “كيكي”. وأمرت النيابة العامة في دبي بإحضار مدونين مشهورين على مواقع التواصل الاجتماعي وحققت معهم لتقليدهم تحدي رقصة كيكي.

وفي مصر فرضت السلطات غرامة مالية بمبلغ 3 آلاف جنيه مصري (167 دولار) وعقوبة سنة سجنا على كل من يقلد الرقصة. وأعلنت وزارة الداخلية نهاية الأسبوع الماضي تغريم شاب مصري أكثر من 1000 جنيه.

وفي السعودية ألقت شرطة محافظة الخبر القبض على فتاة في محافظة الخبر بعد نشرها مقطع فيديو وهي تؤدي رقصة “كيكي”. كما سارع بعض رجال الدين في دول عربية إلى تحريمها ، كونها تعرض حياة منفذيها والآخرين للخطر. كما أصدرت عدة دول عربية عقوبات واتخذت إجراءات قانونية بحق منفذي التحدي.

ويعيد هذا التحدي إلى الأذهان تحديات طريفة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عبر العالم في السنوات القليلة الماضية، كان أبرزها تحدي “دلو الثلج” ورقصة “البطريق” وأغنيات مثل “جانجام ستايل” و”هابي” وقبلهما “مكارينا”، وغيرها من الأغاني المصاحبة لحركات استعراضية حققت انتشارا جنونيا.

ويثير انتشار هذا التحدي على خطورته أسئلة محيرة قد لا تكون الإجابة عنها بالأمر الهين. أولها لماذا يقدم الشباب وغير الشباب بشكل جنوني على رقصة فيها مخاطرة كبيرة بحياة الراقص أو الراقصة وبأرواح مستعملي الطريق العام؟ هل هو الترفيه عن النفس؟ هل هو الرغبة في بلوغ الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

ثم لم لا يبدع العرب تحديات على مواقع التواصل الاجتماعي نابعة من واقعهم المعاش بهدف نشر فنونهم الجميلة وثقافاتهم الغنية وتقاليدهم العريقة والمتنوعة بدل الاكتفاء بنسخ “التحديات” الغربية شكلا ومضمونا؟

bbc