بدء محاكمة رئيس حملة ترامب السابق بول مانافورت لاتهامه بالتزوير والاحتيال
تبدأ اليوم محاكمة رئيس حملة دونالد ترامب الانتخابية السابق، وهي أول قضية تنتج عن التحقيق الجاري حاليا في التدخل الروسي في التصويت.
ويواجه بول مانافورت 18 تهمة جنائية، من بينها التزوير المصرفي، وقد يواجه حكما يصل إلى 30 عاما في السجن إذا أدين.
وقال المستشار السياسي السابق، الذي أدار حملة ترامب لمدة ثلاثة أشهر، إنه غير مذنب.
ويتوقع أن يقول الادعاء إن حياة مانافورت الباذخة لا تتناسب وما كشف عنه في إعلانه الضريبي.
من هو المتهم؟
وقد عمل مانافورت، قبل انضمامه إلى فريق ترامب في صيف 2016، في حملات انتخابية رئاسية سابقة لجمهوريين، منهم جيرالد فورد في منتصف السبعينيات، ورونالد ريغان من 1978 وحتى 1980.
ونظرا لخبرته في مجال جماعات الضغط، اشتهر مانافورت بأنه ممثل من لا يمكن تمثيلهم، ومن هؤلاء الرئيس الفلبيني القوي السابق فيرديناند ماركوس، الذي اتهم بتعذيب، وخطف وقتل آلاف المعارضين.
وتولى مانافورت رئاسة حملة ترامب في مايو/أيار 2016، وكان هدفه هو تقديم مرشح أكثر حنكة، يلتزم بما كتب له من خطابات، بدلا من الارتجال أمام المسيرات الانتخابية.
وكان لا يزال في منصبه حينما فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري له، وشارك في تنظيم مؤتمر الحزب في يوليو/تموز 2016.
لكنه سرعان ما واجه ادعاءات بأنه لم يكشف عن ملايين الدولارات التي تلقاها نظير عمله الاستشاري الذي نفذه في أوكرانيا، للرئيس الأوكراني الذي كان مواليا لروسيا آنذاك.
ثم غير الحزب الجمهوري في ذاك الوقت لغة بيانه الرسمي “مانيفيستو”، بشأن الصراع في أوكرانيا، فمحا التعبيرات المناوئة لروسيا.
وتخلى مانافورت عن منصبه وترك فريق ترامب في أغسطس 2016.
ما هي الادعاءات؟
ويتوقع أن يكشف عن المزيد من أعمال مانافورت – البالغ من العمر 69 عاما – في أوكرانيا، ومع بعض الروس، خلال المحاكمة، التي تبدأ الثلاثاء.
وتقول وثائق المحكمة إنه “حصل على عشرات الملايين من الدولارات” من عمله في أوكرانيا، وأنه “انخرط في خطة لإخفاء دخله من السلطات في الولايات المتحدة”.
وتشمل التهم:
خمس تهم بتزوير كشوف ضريبية
أربع تهم بعدم الكشف عن حسابات في بنوك أجنبية، ويقول الادعاء إن مانافورت سرب ملايين الدولارات عبر قبرص، وسانت فينسيت، وجزر غرينادينز وسيشيل.
تسع تهم بالتزوير المصرفي أو الاحتيال المصرفي، ويدعى أنه قدم بيانات مزورة لثلاثة بنوك للحصول على قروض.
ويقول الادعاء إنه سيقدم أدلة على أن مسؤولا كبير في أحد البنوك ساعد مانافورت في الحصول على 16 مليون دولار على هيئة قروض مقابل التوسط له للانضمام إلى الحملة الانتخابية وإدارة ترامب.
وقدم المحققون 500 دليل، من بينها ساعات ثمينة، وصور منازل فخمة. كما أن هناك حوالي 35 شاهدا يمكن استدعاؤهم للشهادة.
اتهام المدير السابق لحملة ترامب بـ”التآمر ضد الولايات المتحدة”
ومن بين هؤلاء مساعد مانافورت السابق ريك غيتس، الذي أقر في فبراير/شباط بأنه مذنب في تهم له بالاحتيال، والكذب على المحققين. ولكنه أخذ بعد ذلك يتعاون مع المسؤولين عن التحقيق مع مانافورت.
ويتوقع أن تستمر المحاكمة، التي ستجري في مدينة الأسكندرية بولاية فرجينيا، ثلاثة أسابيع على الأقل. وينفي مانافورت جميع التهم.
سياق ما حدث
وقد اكتشفت التهم خلال التحقيقات التي يجريها مجلس خاص بالتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016، ويتولاها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق روبرت مولر. وقد وجهت تهم حتى الآن إلى 32 شخصا، وثلاث شركات.
وقال محامو المجلس الخاص إن “الحكومة لا تعتزم مناقشة، أو تقديم أدلة، في المحاكمة تتعلق بالتواطؤ مع الحكومة الروسية”.
وعبر ترامب عن تعاطفه مع مانافورت بعد توجيه التهم إليه، واصفا إياه بأنه “رجل لطيف”. ولكنه باعد بينه هو نفسه وبين التهم الموجهة إلى مانافورت، فقال في تغريدة “حدث هذا قبل سنوات، قبل أن يصبح مانافورت جزءا من حملة ترامب”.
وأشار رودي جيلياني، المحامي الشخصي للرئيس، إلى أن ترامب قد يصدر عفوا عن مانافورت إذا أدين. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عنه قوله “لديه الصلاحية للنظر في هذا. وهذا من سلطاته”.
وكان قاض اتحادي قد انتقد، في جلسة استماع سابقة، فريق مولر واتهمه باستغلال قضية مانافورت.
وقال القاضي تي إس إليس: “أنت لا يهمك تزوير مانافورت المصرفي. ما يهمك هو المعلومات التي قد يقدمها مانافورت وقد يكون لها صلة بترامب، وربما تفضي إلى تقديمه إلى المحاكمة”.
ويواجه مانافورت محاكمة ثانية في سبتمبر/أيلول لتهم تتعلق بتعبئة الرأي العام في أوكرانيا.
بي بي سي عربية