اقتصاد وأعمال

فنزويلا تدخل تاريخ التضخم اللامعقول بمليون في المئة

حين تنبأ صندوق النقد الدولي هذا العام بارتفاع معدل “التضخم الجامح” في فنزويلا إلى أكثر من 13000% بدا أن الوضع الاقتصادي في ذلك البلد لا يمكن أن يصير أسوأ من ذلك، كما تقول صحيفة واشنطن بوست.

لكن هذا ما حدث في الواقع، فقد ساءت الأحوال الاقتصادية بوتيرة أسرع من المتوقع جعلت صندوق النقد الدولي يقول إن معدل التضخم الجامح يتجه إلى 1000,000% (مليون بالمئة) على أساس سنوي بحلول نهاية العام الجاري.

والتضخم الجامح مصطلح يستخدم للدلالة على ارتفاعات شديدة ومتسارعة في الأسعار (50% أو أكثر على أساس شهري) تجعل القياس المعتاد لمعدل التضخم بدون معنى.

وفي هذه الحالة تفقد النقود المحلية قيمتها، وتخرج الأسعار عن السيطرة، ويلجأ السكان إلى تخزين كل ما تصل إليه أيديهم من السلع خوفا من المستقبل، وهو ما يجعل الأسواق أكثر شحا.

وبهذه المعدلات الخيالية صارت فنزويلا مؤهلة لعضوية نادي الدول صاحبة أسوأ معدلات التضخم في التاريخ، ويقول المسؤول في صندوق النقد الدولي روبرت رنهاك إن فنزويلا “من أشد حالات التضخم الجامح التي شهدناها منذ مطلع القرن العشرين تقريبا”.

ووفقا لدراسة أعدها أستاذ الاقتصاد التطبيقي بجامعة “جونز هوبكنز” ستيف هانكي، فإن التضخم المسجل في فنزويلا منذ مايو/أيار الماضي هو الـ23 في ترتيب أعلى المعدلات المسجلة عبر التاريخ.

أما أسوأ حالة مسجلة فما زالت حالة المجر في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث كان التضخم جامحا لدرجة أن الأسعار كانت تتضاعف كل 15 ساعة، ومن الحالات الاستثنائية في الماضي القريب حالة زيمبابوي في أواخر العقد الأول من الألفية الثالثة.

ومن بين الظواهر التي توضح الصورة في فنزويلا أن المواطنين صاروا يلجؤون إلى مقايضة السلع بعدما فقدت النقود قيمتها ووظيفتها، وبثت وكالة رويترز صورا لمواطنين يقايضون كمية من الأسماك الطازجة بأكياس من الدقيق.

الجزيرة نت

تعليق واحد