دولاران فقط مقابل اختراع سهّل حياة البشر
على مر التاريخ، اعتمد البشر بشكل هام على الأفران، سواء التي تعمل بالحطب أو الكهرباء أو الغاز، لطبخ الطعام وتحضير الوجبات. وانتظر العالم حلول سنة 1945 ليشهد ظهور جهاز جديد أكثر عصرية حمل اسم المايكرويف، الذي أحدث ثورة حقيقية في مجال الطبخ عن طريق تسهيله لحياة الناس ويتحول إلى واحد من أهم الأجهزة المنزلية.
ويعود الفضل في ظهور المايكرويف إلى المهندس الأميركي، بيرسي سبنسر، الذي أجبر على ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة جداً ليعمل في عدد من المصانع بسبب تدهور وضعه المادي عقب وفاة والده. وحصل بيرسي سبنسر على تعليم ذاتي في مجالات عديدة ليتحول إلى واحد من أهم المهندسين والمخترعين خلال القرن العشرين.
سنة 1945 وأثناء عمله بأحد مختبرات مؤسسة رايثيون Raytheon الأميركية المختصة في أنظمة الدفاع، حقق سبنسر بمحض الصدفة اكتشافاً مذهلاً سرعان ما ألهمه لابتكار المايكرويف.
وأثناء عمله على تجربة صمام مغناطيسي إلكتروني (الملقب أيضاً بالمغناترون)، والذي يستخدم بالأنابيب المفرغة داخل الرادارات، تواجد سبنسر بالقرب من مغناترون قادر على إصدار أشعة مايكرويف. فلاحظ ذوبان قطعة الشوكولاتة الموجودة بجيبه والتي كان قد وضعها صباحاً قبل مغادرته منزله.
وقرر سبنسر مواصلة بعض التجارب للتأكد من قدرة أشعة المايكرويف على طبخ الطعام، فما كان منه إلا أن أعاد الكرة مع حبات الذرة التي سرعان ما تحولت إلى فشار ليصبح أول طعام يتم إعداده عن طريق المايكرويف.
إلى ذلك، أراد المهندس الأميركي قطع الشكوك، فما كان منه إلا أن حاول طبخ بيضة معتمداً على اكتشافه، وانفجرت البيضة في وجه أحد مساعديه فتأكد حينها من نجاحه.
ولاحقاً، أقدم على خلق مجال كهرومغناطيسي عالي الكثافة عن طريق توجيه طاقة المايكرويف انطلاقاً من مغناترون نحو علبة معدنية مغلقة. وعند وضع الطعام داخل العلبة، ترتفع حرارته بشكل سريع.
وفي الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 1947، تقدمت مؤسسة رايثيون بطلب براءة اختراع مايكرويف سبنسر لطهي الطعام ليتم البدء في حدود عام 1947 بإنتاج أول مايكرويف بالتعاون بين المؤسسة وسبنسر.
وحمل أول مايكرويف اسم رادارانج Radarange، وتميز بامتلاكه لقياسات ضخمة، حيث بلغ طوله ست أقدام أي ما يعادل 1.8 متر، كما قدّر وزنه بنحو 340 كلغ، وبلغت تكلفته 5 آلاف دولار.
ومع حلول عام 1967، ظهر رسمياً أول مايكرويف بحجم معقول، وقدّر سعره بنحو 495 دولاراً.
كذلك حصل بيرسي سبنسر مقابل اختراعه على رسوم إكرامية قدرت بنحو دولارين، من “رايثيون”، وهو نفس الأمر الذي طبقته المؤسسة مع كل المخترعين العاملين لصالحها، إلا أنه نال ترقية ليعين كنائب رئيس وعضو في مجلس إدارة رايثيون.
العربية