تحقيقات وتقارير

تكتم شديد في (الأمة) .. وجهة (المهدي) .. إزاحة سُتر الحجب

أثار قرار السلطات المصرية، بمنع رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، من دخول أراضيها، ردود أفعال واسعة في الساحة السياسية السودانية، بين مؤيد ومعارض، هذا بجانب تساؤلات أخرى عن وجهة الإمام المقبلة.

وتكتم “الأمة” على ذكر الوجهة الجديدة للمهدي، وإن أشارت ترجيحات عديدة إلى أنها محطة بين (العاصمة البريطانية لندن، العاصمة الأردنية عمان، ومدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة). وتم تبرير ستار الحجب الذي يبنيه الحزب على مقام زعيمه بالخوف من ذراع الحكومة الطولى في المنطقة، بعد توافقاتها الخارجية الأخيرة.

وكان حزب المؤتمر الوطنى أشاد بخطوة السلطات المصرية فى منع المهدي من دخول أراضيها ووصفه بالقرار الإيجابي ويتسق مع مواقف السودان تجاه مصر.

بيان حزب الأمة

عقد المكتب السياسي لحزب الأمة اجتماعاً لمناقشة قرار السلطات المصرية بحرمان المهدي من دخول أراضيها، وطالب بتقديم إيضاحات حيال التصرف الأخير.

وقال الحزب: (مع إقرارنا بأن للحكومة المصرية مطلق الحرية في اتخاذ ما تراه من إجراءات سيادية إلا أننا في حزب الأمة القومي نطالب السلطات المصرية بتفسير أسباب هذا الإجراء لما له من انعكاسات على مستقبل العلاقات بين البلدين).

ومنعت السلطات المصرية، رئيس تحالف نداء السودان، الصادق المهدي، في الأول من يوليو الجاري من دخول أراضيها لتجاهله توجيهات مصرية بعدم المشاركة في اجتماعات للتحالف، كانت دعت إليها الحكومة الالمانية.

وكان برفقة المهدي عند منعه من دخول القاهرة ابنته د. مريم التى تتولى منصب نائب رئيس الحزب ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة ومدير مكتبه الخاص محمد زكي.

تضارب

راجت معلومات خلال الأيام الماضية عن توجه الصادق المهدي تلقاء الإردن قادمًا إليها من دولة الإمارات العربية المتحدة التى يقيم فيها حالياً. بيد أن معلومات أخرى تنحو إلى توجهه إلى عاصمة الضباب (لندن) وما يعطي هذه الآراء مقبولية هو إعلان فرع الحزب في بريطانيا خلال بيان له استعداده لاستقبال رئيسه المنتظر في لندن نهاية الأسبوع الحالي.

وأعلن فرع الحزب في بريطانيا- خلال بيان له- استعداده لاستقبال رئيسه المنتظر أن يصل لندن نهاية الأسبوع الحالي، في وقت طلب المكتب السياسي للحزب من القاهرة توضيحات بشأن منعها المهدي من دخول الأراضي المصرية.

تعتيم متعمد

حول مسألة التعتيم المفروض على وجهة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، ومحل إقامته مستقبلاً، أكد مسؤول الدائرة السياسية بالحزب، محمد المهدي حسن، باتخاذ المكتب السياسي عقب اجتماعه أمس الاول قراراً بإقامة رئيس الحزب فى دولة تم التكتم عليها لمواصلة مهامه الخارجية. وقال فى حديثه لـ (الصيحة) إنه تم إصدار قرار من المكتب السياسى للحزب على إقامة الصادق المهدي خارج البلاد، فى دولة ما -نتكتم على ذكر اسمها- لترتيبات داخلية تخص الحزب.

مؤكدا على عودة الصادق عقب الانتهاء من برنامجه الخارجي، وموضحاً بأن غياب الصادق لم يؤثر على عمل وأداء الحزب، قاطعاً بعودة قريبة للإمام متى أكمل مهامه الخارجية.

الخيار الراجح

بدوره توقع المحلل السياسى والأكاديمي، بروفيسور حسن الساعوري، أن يظل الصادق المهدي مقيمًا فى دولة الإمارات، وقلل من تأثير ممارسته للعمل المعارض من خارج البلاد.بيد أن الأمة ظل يؤكد على الدوام، إن وجود المهدي في الخارج لا يعطل العمل المؤسسي داخل الحزب. وأوضح الساعوري في حديثه مع (الصيحة) بتأثير غياب المهدي على عمل الحزب السياسي في الداخل. مستبعداً توجه الصادق لإحدى الدول الإفريقية مخافة ألا تقبل استضافته.قائلاً “إن المهدي غالباً ما سيقيم فى الإمارات والتى تعتبر حليفة لمصر بحسبان ذلك تبادلاً للأدوار بين البلدين. مشيراً إلى قبول إقامة المهدي في دبي يقدم دلائل على وجود مخطط للإجهاز على النظام توطئة لتنصيبه رئيساً للحكومة القادمة. مضيفاً : هذا أحد السيناريوهات المتوقعة.

هذا بجانب سيناريو ثانٍ، بالاستعصام بالعاصمة الأردنية، كون الأخيرة لا تملك مشكلة في استضافة المهدي، الذي كثيراً ما أطل على عمان بصفته رئيس المنتدى العالمي للوسطية.

وفي المقابل، هناك تأكيدات تقلل من هذه الاحتمالات، بحسبان أن الأمة ينفي وجود عوائق تحول عودة زعيمه للبلاد. لا سيما مع تأكيدات المكتب السياسي للحزب بأن هذا البقاء في الخارج، عبارة عن تكليف حزبي كامل الدسم.

كذلك فإن محاولة إخفاء محل إقامة المهدي أمر من الصعوبة بمكان، لما للرجل من زخم يحضر معه أنّى ذهب.

الخرطوم : عبد الهادى عيسى
صحيفة الصيحة

تعليق واحد