المكتبات المتنقلة رفيقة نابليون في حله وترحاله ومنفاه
كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت بين الأباطرة الأكثر قراءة الذين شهدهم العالم، وقد حرص على القراءة حتى أثناء حملاته العسكرية، مصطحباً معه مكتبات متنقلة أينما ذهب، حسبما يفيد ألكس جونسون في صحيفة «غارديان» البريطانية.
وكان يستمتع في شبابه بالقراءة عن حياة النبلاء من اليونان والرومان بشكل خاص، أما في منفاه في سانت هيلانة، فكانت رواية جاك هنري برناردين «بول وفيرجيني» المترجمة إلى العربية على يد الشاعر المصري مصطفى لطفي، المفضلة لديه. وقد دفعه حرصه على عدم التوقف عن القراءة أثناء حملاته إلى التفويض بإعداد مكتبات للسفر مختلفة، كان يجمعها له أمين مكتبته الشخصي أنطوان- إلكسندر باربيه، تضمنت مئات من المجلدات، وكتب التكتيكات العسكرية والتاريخ والجغرافيا، كما الروايات والأشعار والمسرحيات.
وقد أمر، أيضاً، بمكتبة للسفر أصغر حجماً يمكن إدارتها بسهولة أكبر، بحيث تدخل في صندوق خشبي يشبه كتاباً كبيراً بقياس 10 إلى 15 بوصة، ملأها بكتب الكلاسيكيات الفرنسية الأصغر حجماً حسب الطلب.
وكانت الكتب مجلدة بأداة مذهبة. وإلى جانب استخدامها الشخصي في حملاته، أعطى مجموعات من الكتب إلى جنرالاته في الجيش.
وكانت المكتبات المتنقلة شائعة منذ قرون قبل بونابرت، فقد سافر ملك إنجلترا هنري الثامن مع صناديق مليئة بالكتب فيما كان يتجول في إنجلترا، وأجرى فرانسيس الأول ترتيباً مماثلاً في فرنسا، مصطحباً معه كتباً لجوستينوس وثيوسيديس بين مؤلفين مميزين. وبعد نحو 100 عام، فوض خبير الآثار الإنجليزي وليم هاكيول (1574-1655)، بإعداد مكتبات متنقلة كهدايا للأصدقاء والرعاة.
والمفهوم لا يزال معنا اليوم بشكله الإلكتروني، على الرغم من أن المكتبات المتنقلة كما عهدناها أصبحت خارج الموضة.
صحيفة البيان