هل يصبح الشمبانزي مفتاح فهم العقل البشري؟
كشف باحثون عن أدلة جديدة بشأن العلاقة بين شخصية الشمبانزي وهيكل الدماغ، حيث تتشكل شخصية الشمبانزي مثل تلك الموجودة بين البشر، عبر الاستجابة للعوامل الجينية والعصبية.
وتوصلت الدراسة الجديدة إلى أن السمات الفردية لدى الشمبانزي مرتبطة بحجم الحصين لديه، وهي منطقة في الدماغ تلعب دورا رئيسيا في المشاعر والذاكرة.
ويقول الباحثون إن النتائج الجديدة يمكن أن تساعد في تحسين فهمنا لبناء الشخصية لدى البشر والشمبانزي، ومدى ارتباطه بالمرض العقلي.
ودرس الباحثون من جامعة ولاية جورجيا، 191 قرد شمبانزي، وذلك باستخدام بيانات تصوير الدماغ وتصنيف الشخصيات لدراسة كيف تختلف السمات. وركز الفريق على منطقتين من الدماغ ترتبطان بالعاطفة، وهي اللوزة الدماغية وقرن آمون أو كما يعرف بالحصين.
وأشار الباحث الرئيسي روبرت لاتزمان، والأستاذ المساعد في قسم علم النفس إلى أنه “من المستغرب أننا لم نعثر على ارتباط بين سمات شخصية محددة وحجم اللوزة الدماغية، على الرغم من أنها كانت تعتبر منذ فترة طويلة المركز العاطفي للمخ”.
ووفقا للباحثين، فقد ارتبط الحصين الأكبر حجما بزيادة سلوك “ألفا” وانخفاض القدرة على التحكم الذاتي، وقال لاتزمان: “كانت قرود الشمبانزي التي تمتلك مناطق حصين أكبر أكثر اندفاعا، وهذا يؤكد على أهمية الحصين ليس فقط في تنظيم العاطفة، ولكن أيضا في فهم الأساس العصبي للأبعاد الأوسع نطاقا للشخصية (مثل سلوك ألفا)، والصفات الدقيقة للشخصية (مثل الاندفاعية)”.
وقد لوحظت ظواهر مماثلة في البشر الذين يعانون من اضطرابات في الصحة العقلية، ويقول لاتزمان: “قدرتنا على فهم أساس هذه السمات قد يساعدنا على فهم جذور الشخصية والمرض النفسي. وهذا النوع من الأبحاث يمكن أن يساعد العلماء على تطوير أساليب تستهدف السلوكيات الأساسية المرتبطة بالمرض العقلي”.
روسيا اليوم