تحقيقات وتقارير

سلوك في طريقه لأن يصبح (ظاهرة) … اضبط … (نساء) يتحرشن بالرجال!

دائماً ما نرمي باللوم على الزمان في حالة حدوث أي تغيير سلبي طغى على المجتمع أو انتشار الفساد متناسين بأن الإنسان له الضلع الأكبر لما يحدث من فساد ولديه القدرة على معالجة القصور بطرق مختلفة إن أراد، وهناك الكثير من القصص والمآسي التي لم نعتد عليها في مجتمعاتنا في الماضي إلا أنها الآن أصبحت تطفو فوق السطح وتتمدد على الشارع السوداني بصورة غريبة وتعتبر من الظواهر الشاذة ومنها قضية تحرش بعض النساء بالرجال عكس ما كان في السابق، وغالباً من يقمن بذلك الفعل هنّ فتيات يعانين من حالة اضطراب وجداني وشعور بالاكتئاب والهوس وعادة ما يقمنَ بأفعالٍ خارجة عن طبيعتهنّ لا يقبلها المجتمع.

(1)
الموظف العادل مجتبى قصّ على (كوكتيل) تفاصيل ما حدث معه، مبتدراً أنه واثناء استغلاله للمركبة العامة كانت تجلس بالقرب من مقعده فتاة في مقتبل العمر، وفي البداية أحس بشيء غريب في نظراتها وهي ترمقه بصورة فيها الكثير من الإيحاءات، فبدأ يتململ في مقعده قبل أن يسألها عن تشبيهها له بشخص آخر أو خلافه، لكنها لم تجبه، الأمر الذي دفعه لترك مقعده لشخص آخر!

(2)
شفيق وهبي طالب بجامعة السودان قال إنه عاش فترة طفولته خارج السودان في أكثر الدول انفتاحاً والأمر بالنسبة له عادي، لكنه عندما عاد إلى السودان تفاجأ ببعض من الفتيات يقمن بالتحرش به، ليظنّ في البداية أن الأمر لا يعدو مجرد مزحة ثقيلة الظل، لكنه ومع الأيام اكتشف أن الموضوع ربما يكون حقيقياً، خصوصاً بعد أن حاولت إحدى الفتيات استفزاز رجولته -كما قال- وعندما رفض التجاوب معها قالت له وهي ترمقه بنظرة احتقار: (إنت إنسان بارد)!

(3)

أستاذة علم النفس التربوي الدكتورة فائقة بدر قالت في إفادات سابقة عن الموضوع 
إن هناك جهلاً من قِبل الغالبية في التعامل مع المشكلات منذ ظهورها حيث لا يُلتفت إليها إلا بعد أن تتفاقم وتتحول إلى ظاهرة، موضحة بأن التحرش يمكن أن يكون عن طريق اللفظ، والنظرة، والحركة، وملامسة الجسد، أو الإثارة الحسية، ويمكن أن يصل إلى الإرغام على ممارسة الجنس، أما الجنسية المثلية فهي الإنجذاب النفسي والشعوري من شخص إلى آخر من الجنس نفسه بالنظر إليه والتقرب منه وربما يمارس الجنس معه ويغار عليه حتى يصل إلى درجة السيطرة، مبينة أن القلق والهوس والوسواس القهري من أهم الآثار النفسية التي تعيشها الفتاة المتحرِّشة فهي تعيش في صراع نفسي بسبب علمها بأن هذا السلوك غير مقبول دينياً واجتماعياً وأخلاقياً، ويؤدي إلى عدم استقرارها نفسياً، وتصبح شخصية قلقة ومتوترة باستمرار، وليس لديها القدرة على اتخاذ القرار، ما يؤثر على حياتها وعلى الأشخاص المحيطين بها، فتفقد الفتاة ثقتها بنفسها وبالآخرين، وتجد صعوبة في التكيف مع مجتمعها، وقد تُصاب بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية، كما أن من الآثار السلبية للمتحرشات جنسياً انعدام الثقة بنفسها وإثارة الغيرة المرضية!

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني