حملة مقاطعة اللحوم … نجاح نسبي

هي حملة تشكل ثقافة جديدة لإجبار التجار على تخقيض أسعار السلع … الحملة التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة اللحوم والتي انطلقت أمس، ففي الوقت الذي ينفي فيه جزارون تأثير الحملة على شراء اللحوم يؤكد ناشطون على نجاح نسبي للحملة في معظم ولايات السودان .

تذمر وسط التجار
وكشفت جولة لـ(الجريدة) أمس عن عزوف نسبي عن الشراء بأسواق اللحوم بشرق النيل في سوبا شرق وحلة كوكو إضافة إلى السوق المركزي الخرطوم، فيما أبدى تجار تذمرهم من المقاطعة الشعبية وقالوا لـ(الجريدة) نحن مثلنا مثل المواطن نعاني أيضاً، ولكن ليست لدينا حلول وارتفاع أسعار اللحوم موسمية نسبة لوجود (البهائم) في الصعيد وارتفاع أسعار الإعلاف إضافة الى تصدير الخراف الى الخارج وفيما يلي الخسائر التي تكبدوها خلال اليوم الأول نفوا وجود خسائر وقالوا لم نذبح وإنما اشترينا ذبيح جاهز حتى نتجنب الخسائر).

الطيب الحاج صاحب ملحمة لحوم بسوق سوبا شرق النيل أقر بوجود تأير كبير للمقاطعة وأضاف: (حتى أمس كنت أبيع في الفترة الصباحية 300 كيلو واليوم لم أبيع حتى 150 كيلو) واستبعد الحاج أن تنخفض أسعار اللحوم وقال الأسعار لن تنخفض لأسباب كثيرة أهمها وجود ندرة كبيرة في الأعلاف وصعوبة شحن البهائم للتصدير) .التاجر حاج الطيب صاحب ملحمة بسوق اللحوم بحلة كوكو قال المقاطعة موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي لكن في الواقع لا توجد وأضاف: سلاح المقاطعة في نظري سلاح غير مجدٍ لأن تجار البهائم لا يمكن محاربتهم وليس لديهم سلع تبور(بهائم ) ومربوطة في الزرائب.

لها تأثير :

وفي ذات السياق قال عبد الله محجوب (صاحب جزارة بالسوق المركزي) إن حملة مقاطعة اللحوم كان لها تأثير كبير علينا في اليوم الأول ” أمس وتوقع أن تزيد نسبة المقاطعة وقال إن الزيادة لن تتوقف عن اللحوم فحسب، بل تتعداها الى زيادة في أسعار الخضر والفواكه ’ وأشار الى أنها ليست غالية مقارنة بالمستلزمات الأخرى، وقلل من تأثير المقاطعة ولن تساهم في انخفاض سعر اللحوم وتابع: في مثل هذا التوقيت كانت نسبة الإقبال عالية، أما اليوم فانخفضت ، وأردف: بس الناس خاتة عينا على اللحمة في الوقت الذي يبلغ فيه سعر كيلو العدس 70 جنيه.

وأقر محجوب الحاج (صاحب جزارة) بتأثرهم بالمقاطعة نسبة الى أنهم فيى السابق كانت نسبة الشراء عالية وكنا نبيع 640 كيلو واليوم نبيع 400 ونتوقع في مقبل الأيام ضعف الإقبال ولكننا في ذات الوقت مجبرين لأننا لدينا التزامات.

حماية المستهلك على الخط
في وقت انضمت الجمعية السودانية لحماية المستهلك لحملة مقاطعة اللحوم، التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، والمقرر انطلاقها في الأول من يوليو المقبل فيما اعتبرها بعض المدونون والاقتصاديون “معركة في الاتجاه الخطأ” ودعا الأمين العام للجمعية ياسر ميرغني المواطنين الى ضرورة دعم الحملة وتنفيذ المقاطعة. وحذر في تصريحات له اليوم من الإقبال على الشراء بكميات كبيرة قبل يوم المقاطعة، وقال إن ذلك يفشل الحملة. وأضاف: ( يجب عليكم أن لا تشتروا اللحوم بكميات كبيرة حتى تؤدي الحملة غرضها.)

شكاوى غرفة المواشي
وشكت غرفة تجار الماشية بسوق المويلح، من زيادة أسعار الأعلاف (مدخلات التسمين)، وأكدت أنها تسببت في ارتفاع أسعار اللحوم، وأوضحت أن سعر جوال الذرة وصل الى 1000 جنيه بدلاً عن 600 جنيه، وجوال البذرة وصل سعره الى 900 جنيه بدلاً عن 550 جنيهاً، وجوال عباد الشمس الآن يباع بسعر 280 جنيهاً بدلاً عن 550 جنيهاً، ويباع القصب (أبو سبعين) بسعر 900 جنيه بدلاً عن 500 جنيه لـ20 حزمة، ووصفت الزيادة بالمضاعفة، وذكرت أن الثور الواحد يكلف خلال اليوم 140 جنيهاً، مشيرة الى أن زيادة الأعلاف زادت اللحوم بنسبة 40% وأصبح السوق مخيفاً لتجار الماشية.

وأرجع نائب رئيس غرفة تجار الماشية بسوق المويلح عمر السنوسي في تصريح لـ(الجريدة) أمس، ذلك الى عدم توفير الذرة من المخزون الاستراتيجي، وزاد: “كان في السابق قبل خمس سنوات يتم مدنا من المخزون الاستراتجي وهو يساعد في انخفاض الأعلاف ولكنه انقطع خلال الفترة السابقة، والآن الذرة يتم توفيرها لأصحاب الدواجن ولم يتم توفيرها الى أصحاب الماشية”
ووصف السنوسي قطاع الماشية بالمهمش، واعتبر أن ما يدور الآن عن مقاطعة اللحوم هو تخطيط من جمعيات وليس له علاقة بالمواطن، وتابع: “نوجه لهم رسالة بأن تتم مقاطعة بقية السلع الغذائية الأخرى لأن اللحوم عليها التزامات أخرى، والزيادات في أسعار اللحوم لها ما يبررها”
ونفذ مواطنون أمس مقاطعة للحوم وتستمر لأسبوع في مرحلتها الأولى، للحد من غلاء أسعارها، وذلك بعد أن روَّج لهذه الحملة كثيرون عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

وبحسب متابعة (الجريدة) فإن الحملة الشعبية لمقاطعة اللحوم وجدت رواجاً، وأن الغالبية على علم بها وأيدوها بصورة كبيرة علها تخفف حمى ارتفاع الأسعار الكبير وغير المبرر، بعد أن وصل سعر كيلو اللحم العجالي إلى 140 جنيهاً والضأن إلى 220 جنيهاً في بلد الثروة الحيوانية.

متابعة: رابعة ـ شذى ـ إسماعيل
صحيفة الجريدة