الفاتح جبرا

بدل بيها عدة !

خبران أوردتهما صحف الأسبوع الماضي يوضحان للأسف الشديد انتقال (الصف الثاني) من مسؤولي الدولة من مرحلة الفساد (العادي) إلى مرحلة الفساد (بإهمال) ودون خشية أو خوف من أحد، الخبر الأول يا سادتي الأفاضل يقول (اتهام مسؤولين لبيعهم صهريج ومولد بمجلية طوكر)، يعني المسؤولين ديل عاينو كده ولما (أبواب الحرام) اتقفلت في وجوههم أخدوا ليهم جولة في (المحلية) ولم يجدوا غير هذا الصهريج ومعه المولد شيئاً قابلاً (للنهب)، فقاموا ببيعهما في سوق الله أكبر غير عابئين بأنهما ملك لهذا الشعب المسكين المغلوب على أمره ولسكان هذه المحلية التي يعاني سكانها القحط والبؤس والمسغبة!

لا يدري المرء وهو يتحدث عن مثل هذه الأشياء أو حدوثها مبعثه (دناوة) من باع واستسهاله لأكل الحرام وعدم اكتراثه لتلويث سمعته وسمعة عائلته أم إن مبعثها تلك المقولة التي تقول (البلد بلدنا ونحنا أسيادا) بحيث أن (البائعين) هم أعضاء في المؤتمر (اللاوطني) وبالتالي فكل البلاد حق مكتسب لهم بوضع اليد لا يخضعون إذا ما اعتدوا عليه أو حولوه إلى منفعتهم الشخصية إلى أي مساءلة أو عقاب أو حتى (عتاب !).
والخبر الثاني يا سادتي يعضد ما أوردناه إذ يقول عنوانه (أمر بالقبض على المدير الإداري للصندوق القومي لتطوير الخدمات الطبية لاتهامه باختلاس عربة لاندكروزر)، يعني السيد المدير الإداري (عزل) ليهو عربية (لاندكروزر) مما هو في حوزة (الصندوق) من عربات (ذات لوحة صفراء) وقام (بتظبيط) أوراقها وبيعها (وخت القروش في جيبو) !

في اعتقادي الشخصي أن ما قام به هؤلاء المدراء هو شيء طبيعي وهم يرون قدوتهم في الصف الأول من المسؤولية وقد قاموا ببيع متلكات هذا الشعب الصابر الحزين في وضح النهار وامتلأت حساباتهم البنكية (الخارجية) بملايين الدولارات وذلك دون أن يقول لهم أحد (تلت التلاتة كم؟)!
وحتى لا يقول قائل إننا (خرفنا) وبقينا (نتكلم بره راسنا) فمن حاسب أو سوف يحاسب هؤلاء الفاسدون (الأشرار) الذين قاموا ببيع (بيت السودان) بلندن ومعه (عشرة بيوت تااااني) هذه الصفقة التي تمت بعيداً عن بنك السودان ووزارة المالية (لو قريب بالله يعني شنووو؟)!
تم كشف المسألة للعلن بواسطة (الصحافة الحرة) ولما لم يكن هنالك أي فرصة (للزوغان)، تم استجواب السيد وزير رئاسة مجلس الوزراء في البرلمان والذي أقر (بالبيع) لكنه فشل فشلاً ذريعاً في بيان (ضرورته) وأسباب (سريته) وعدم مطابقة إجراءات البيع فيه لما تقوله اللوائح المالية للدولة، بل لم يفصح لنا عن القروش ذاااتا (بكانا وين؟)!!

ما قصة (بيع الصهريج والمواد واللاندكروزر) إلا مؤشر بأن التصرف في ممتلكات الدولة لم يعد حكراً على (ناس هيثرو) أو (بيت السودان) و(الأقطان) والقاطرات غير (المطابقة) وغيرهم من (التماسيح الكبار)، بل إن المسألة قد أصابت صغار المدراء في المؤسسات والوزارات الحكومية وبدلاً من أن يقوم كل مدير صباح كل يوم بجولة يتفقد أحوال موظفيه وسير العمل بالمؤسسة سيقوم بعمل جولة يكشف (بتشديد الشين) فيها على الأجهزة والأثاثات والمكيفات والمعدات والصهاريج والعربات التي يمكن أن يبيعها في سوق (الله أكبر) .. ده لو ما (بدل بيها عدة!!)

كسرة :
بالمناسبة دي .. أخبار بيوت (لندن) شنوووووو؟ و(الإسترليني) بكانو وين؟

تنبيه:
توجد (واو) جديدة !!!

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 99 واو – (ليها ثماني سنين وثلاثة شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 58 واو (ليها أربع سنوات وعشرة شهور).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة